رئيس التحرير
عصام كامل

بلاغ لعصام الأمير.. «حناوي» جديدة في راديو النيل!


نعم إنه بلاغ.. نعم هو تحريض.. بات الصمت مستحيلاً والبلد مهدد من كل اتجاه، والأيدي الخبيثه تعبث هنا وهناك.. نعم هو بلاغ وتحريض وبلا خجل، فليس في الأمر مكسب ولا مغنم شخصي.. كما أنه ليس سببًا لألم أو جرح شخصي.. البلاغ للتحقيق والتحريض، للتدخل لضبط الأداء والبحث فيما يجري.


فجأة يتصل بالحاج صديقنا وزميلنا الكاتب الصحفي المعروف مندوب الجريدة المعروفة في المؤسسة المهمة، ويقول إنه لا يصدق ما سمعه.. قلت ماذا جرى؟ واهدأ قليلاً لكي أفهم منك.. قال: على مدى ساعتين نسمع سخرية من الرئيس واستهزاء لا مثيل له، وللأسف من مكان يتبع الدولة.. كنا -كاتب هذه السطور- قد أكدنا مرارًا -كتابة وقولاً- أن قنوات التليفزيون المصري وإذاعاته الرسمية صارت ملكًا للشعب ولم تعد كما كانت في السابق ملكًا لرئيس أو حزب حاكم أو حتى لوزير يمثل السلطة والحكومة، ويدير أملاك الدولة لحسابها وقلنا مرارًا إن الإعلام أصبح ملكًا للشعب يعبر عنه وعن آماله وطموحاته.. وتذكرت ذلك حالاً وصديقنا يروي ما جرى، حتى أضاف:

كانت حلقة لبرنامج لمذيعة في راديو "ميجا" تختار أفكار برامجها بعناية، بحيث تكون على درجة عالية من السخونة وفضلاً عن قضية "رجيني" الإيطالي وما جرى فيها، وعدت دون توقف معها، كانت حلقة الأمس عن الجزيرتين الأشهر في العالم اليوم "صنافير وتيران"، تناولت معالجات بعض الصحف بهما والصدفة -يا أخي- أن تكون كلها صحف مختلفة ومعارضة لما جرى لا صحيفة واحدة مؤيدة ولا واحدة محايدة، ثم كانت تعليقات المستمعين والصدفة وحدها -يا أخي- أن تكون كل التعليقات مختلفة مع ما جرى.

ثم جاء دور تعليقات شبكات التواصل الاجتماعي والصدفة وحدها أيضًا -يا أخي- طبعًا أن تكون كلها معارضة ومختلفة مع ما جرى، المدهش الذي يؤكد أن لا شيء في كل ما جرى كان بمحض الصدفة، أن تتخلل التعليقات والأخبار أغان تحمل إسقاطات خطيرة، فواحدة منها عن "إنتو شعب وإحنا شعب" والمعنى واضح، يقصدون من "فرّط" في الأرض، وأخرى عن "الفرعون" للمطرب تامر عاشور وهي أيضًا لا تخفى دلالتها وبينهما مداخلات لمعارضين أيضًا من شخصيات عامة ربما لا يتصلون بأنفسهم للتعبير عن آرائهم!

انتهى كلام صديقنا العزيز فلم يعد الأمر إذن يرتبط بفتح المجال للتعبير عن آراء المصريين بكل اتجاهاتهم، ولم يعد الإعلام ملكًا لكل المصريين كما كنا نظن -وبعض الظن إثم- بطبيعة الحال وإنما صار، وفي كل وسيلة من وسائل الإعلام الوطني، موجهًا مع اتجاهات بعينها وضد توجهات بعينها!

الآن نرفع الأمر كله للسيد عصام الأمير والذي نعرف مدى حرصه على وجود إعلام موضوعي يخدم الوطن ويحميه ولن يرضيه أن يتسلل من يتسلل ليوظف إعلام الشعب ضد الشعب، أو على الأقل ضد قطاع كبير منه يتم تعمد استبعاده وتجاهله.

إننا وفي ظل قنوات الشر والفتن داخل وخارج مصر في مرحلة نحتاج فيها إلى إعلام حرب، في ظل حروب مشتعلة بالفعل ضد الوطن في كل مكان فإن لم يتيسر، فعلى الأقل نقدم إعلام المسئولية الوطنية.

الأمر برمته بين يدي الأستاذ الأمير.
الجريدة الرسمية