رئيس التحرير
عصام كامل

حماس وقتل الجنود المصريين


ثارت ضجة أخيرًا حول إلقاء القبض على عدد من المنتمين لحركة حماس، إثر اتهامهم بالضلوع فى حادثة قتل الجنود المصريين فى رفح قبل 8 أشهر من الآن، ناهيك عن المحاولة الفجة التى قام بها بعض الأمنجيين الاستراتيجيين لضرب 10 عصافير بحجر واحد عبر الربط بين من قام بالقتل وحركة الجهاد الإسلامى، ومن ثم إيران المتهم الدائم.


لا تتعلق هذه السطور بمحاولة تبرئة أىٍ من تلك الحركات لسبب بسيط هو أن الحركات (الجهادية) الفلسطينية إلا قليلًا منها قد فقدت بوصلتها مرة أخرى وعادت كما كانت حال المنظمات الفلسطينية فى (مرحلة ما قبل الإسلاميين) لتصبح جزءًا من الصراع الداخلى الإسلامى- الإسلامى أو العربى- العربى، ومن ثم فقد ورث التيار (الإسلامى) مكانة التيار اليسارى ومنظماته ودوره فى المعادلة السلطوية الدولية برعاية أمريكا.

فى السابق كان لكل نظام عربى خاصة النظام الصدامى والليبى منظماته التى تأتمر بأمره وتنفذ عمليات قتل لصالحه، والآن حل محل هؤلاء النظام القطرى الذى يقف راعيًا وضامنًا وكفيلًا لأغلب تلك المنظمات وما ينفذه البعض من أعمال لصالح تلك النظم ومن ضمنها دويلة "قطر" العظمى.

الجماعة المتهمة بقتل الجنود المصريين جماعة سلفية قاعدية، وهى بالتأكيد تعتبر على تواصل مع حماس خاصة الأجنحة السلفية منها.. ومن ثم فالقول إن جماعة "دغمش" ترتبط بتنظيم الجهاد الإسلامى، ومن ثم بإيران هو نوع من التهريج لا يليق بأمنجى كبير لا يسىء لنفسه فقط بهذه التخاريف بل يسىء لمؤسسته الأم.

أما عن حركة حماس وتجاوزها دورها الوطنى فى تحرير كامل التراب الفلسطينى الذى طالما تغنت به والذى نالت من أجله الدعم من هنا وهناك، فهو حقيقة واقعة لا يمكن إنكارها فبعض العناصر الحمساوية شاركت ولا تزال تُشارك فى القتال ضد النظام السورى الذى أطعمهم وآواهم وأمدهم بالسلاح والصواريخ، وهذا هو الدليل الأكبر على افتقاد من رضى بهذا الدور أبسط أنواع الوفاء لا لسوريا ولكن لقضيته الأم، القضية الفلسطينية التى يتعين توفير كل قطرة دم لصالحها بدلًا من إهدارها تنفيذًا لخطط الناتو ووكيله فى المنطقة أمير قطر ومفتيه فضيلة الشيخ عبد الناتو.
الجريدة الرسمية