رئيس التحرير
عصام كامل

«تيران وصنافير» تفتح الباب لهذيان الدول.. وزير الخارجية السوداني: سنلجأ للتفاوض على حلايب وشلاتين.. محلل عسكري إسرائيلي يزعم: فرصة جيدة لتأجير أجزاء من سيناء.. ونبيل بدر: وقت طبيعي لتلك الأق

فيتو

 «فتحت علينا فتوحة».. هكذا بدا بيان مجلس الوزراء بضم جزيرتي تيران وصنافير إلى المملكة العربية السعودية، وهو القرار الذي أثار لغطًا شديدًا في ظل انقسام النخبة السياسية، فأكد بعضهم مصرية الجزيرتين، فيما أكد البعض الآخر إنهما ضمن الحدود الإقليمية للمملكة.


 ضم الجزيرتين فتح الباب أمام دول أخرى لتزعم أن لها حقًّا في الأراضي المصرية، وهو ما دفع عددًا من نشطاء التواصل الاجتماعي إلى توجيه سيل من الشتائم إلى تلك الدول الزاعمة أن لها حقوقًا في الأراضي المصرية.

 السودان
 كان أول المتحدثين هو إبراهيم الغندور، وزير الخارجية السوداني، حين قال في تصريحات صحفية نقلتها عدة مواقع عربية ومصرية إن قضية حلايب وشلاتين سيتم تسويتها، إما عن طريق التفاوض حولها مباشرة، وإما باللجوء إلى التحكيم الدولي حتى لا تكون شوكة في العلاقات المصرية السودانية.

 وزعم «الغندور» أن كل سوداني يؤكد أن حلايب سودانية، بينما كل مصري يؤكد بأنها مصرية، ولكن ما بيننا هو التاريخ والحدود الجغرافية، لذلك أرجح بأن الحل الأمثل هو التفاوض فيها أو اللجوء للتحكيم الدولي، مؤكدًا أن حلايب بالنسبة لنا قضية وطنية، وأرض نعمل على حلها بالتراضي مع أشقائنا المصريين.

 وتعيد تلك القضية ما فعله الرئيس السوداني عمر البشير خلال فترة حكمه من إثارة قضية حلايب وشلاتين أكثر من مرة.

 إسرائيل
 لم تكن إسرائيل بعيدًا عن هذا الهذيان بعد أن نقلت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية تصريحات لـ«أمير أورن» المحلل العسكري الإسرائيلي.
ويزعم «أورن» أن صفقة ضم جزيرتي تيران وصنافير «جيدة» بالنسبة لإسرائيل، حيث إن تلك الصفقة تمثل فاتحة جديدة لحل نزاعات الفلسطينيين، وإعادة تقسيم الشرق الأوسط بما يتماشى مع مصلحة جميع اللاعبين.

 وذكر أن «الاتفاق المصري السعودي» يعد سابقة إيجابية لتبادل الأراضي بمشاركة إسرائيل، بما في ذلك «تأجير مصر جزءًا من سيناء وضمه لقطاع غزة، واستئجار إسرائيل قطاعًا من الجولان السوري».

 وحول الطريقة التي يمكن من خلالها تطبيق سابقة تبادل الأراضي هذه بشكل موسع في المنطقة بما يفيد إسرائيل، ذكر«أورن» أن توسيع الإطار الضيق للتبادل المقترح للأراضي بين إسرائيل والفلسطينيين إلى صفقة رباعية، تضم مصر أيضًا، «عبر تأجير جزء من سيناء وضمه لغزة»، والسعودية «بأن تمنح قطعة من الضفة الشرقية للبحر الأحمر، وتحصل على اعتراف بوضعها بجبل الهيكل (الحرم القدسي)».

 لا يوجد مقارنة
 وعلق السفير نبيل بدر، مساعد وزير الخارجية الأسبق على هذا الأمر قائلا: «إنه لا يوجد مقارنة بين إعادة جزيرتين للسعودية هما في الأساس سعوديتي الأصل وأعيدتا لأصحابهما، وبين تأجير جانب من الأرض، فهذا كلام لن يحدث في الحقيقة ومستبعد».

 وأضاف أنه من الطبيعي تصاعد مثل هذه الأقاويل حاليًا لأن إعلان التنازل عن جزيرتي «تيران وصنافير» جاء مفاجأة، دون تهيئة للشعب المصري أو ترتيب سابق وفي توقيت معين.

 وأشار إلى أنه بالنسبة للوضع السوداني تلك التصريحات حاليًا تعد استغلالًا للتوقيت، حيث إن «حلايب وشلاتين» تقعان في خط عرض 22، وهو خط الحدود المصري الدولي.
الجريدة الرسمية