رئيس التحرير
عصام كامل

كوميديا مصرية سوداء!


ملاحظة تستحق التأمل..
كل من سارع بمعارضة أو رفض اتفاق تعيين الحدود البحرية بين مصر والسعودية والجسر البرى المزمع إنشاؤه بينهما هو من له موقف مسبق معارض أو رافض حكم السيسي، ابتداءً من مجرد الاعتراض على وجوده وحتى الساعى لإنشاء أو تأسيس بديل له.. وعلى الجانب الآخر كل من سارع بتأييده أو الدفاع عن تعيين الحدود للبحرية بين مصر والسعودية ومشروع الجسر البرى بينهما وهو له موقف مؤيد ومدافع لحكم السيسي.


إذًا المواقف المسبقة هي التي تحكم المواقف من الموضوعات والأمور والقضايا السياسية التي تطرأ الآن.. وحتى تتأكدوا من ذلك انظروا للمواقف المتباينة مصريًا تجاه قضية ريجينى.. فالذين يعارضون أو يرفضون حكم السيسي هم الذين يشكون في أن الدولة متورطة في هذه القضية.. والذين يؤيدون حكم السيسي مؤمنون بأن الدولة بريئة بل هي ضحية في هذه القضية..

وهذا للأسف ليس نضجًا سياسيًا أو نقاشًا موضوعيًا مفيدًا ومثمرًا لأي قضية وطنية.. أعرف أن المعارض أو الرافض حكمًا يريد النيل منه والمؤيد حكمًا يدافع عنه بكل قوة أو كما يقول المثل الشعبى (حبيبك يبلع لك الزلط وعدوك يتمنى لك الغلط)، ولكن أن يحدث ذلك بين سياسيين ومثقفين فهو أمر يدعو للقلق، ولن يوصلنا إلى أي نتيجة، بل يعمق الانقسام الوطنى ولو امتد بى العمر بعد انتهاء حكم السيسي سواء بعد عامين أو ستة أعوام سوف نعيش هذه الكوميديا السوداء!
الجريدة الرسمية