رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. «كاليجولا» رحلة شر رومانية على مسرح دار الأوبرا

فيتو

يمضي كل شئ من الذاكرة الإنسانية، ولا يبقى في جعبتها إلا رائحة الدماء، تفوح فتغرق الصدور بهولها ومدى جبروتها على إفساد كل لذة، وتبقى سيرة الطغاة هي السير الذاتية الأكثر توحشًا، فلم ينس التاريخ أي طاغية مر على هذه الأرض، فلا التراب استطاع تشرب وحشيته، ولا جروح مذابحه اندملت في القلوب.


ويبدو «كاليجولا» هو ذلك الإمبراطور الروماني الذي توسد عرش الطغاة المضطربين نفسيًا، فعبقريته وذكائه كانت سبب هلاكه النفسي، أو ربما «يمد العرق لسابع جد» فـ كاليجولا كان ذا صلة قرابة من ناحية الأم بالإمبراطور الأشهر نيرون الذي أحرق روما.
وتعمل دار الأوبرا المصرية ممثلة في فرقة الرقص المعاصر، هذه الأيام، على الاستعداد لتقديم «كاليجولا» كعمل مسرحي استعراضي، إخراج محمود مصطفى، على مسرح الجمهورية.

ورافقت «فيتو» فرقة الرقص خلال بروفاتها الخاصة استعدادًا للمسرحية، لتحاور مجموعة من أبطال العمل، فيقول الفنان «أحمد يحيى» ممثل شخصية كاليجولا: « كاليجولا هو شخص انتمى بشكل ما إلى الشر، فالعمل عبارة عن رحلة شر يسير خلالها كاليجولا متحدثا إلى نفسه في حوار فلسفي، فيظهر خلال الحوار كل مايدور داخل عقل الشرير، حيث يجسد العمل بعض أفكاره في شخصيات حقيقية».

وأضاف يحيى أن العمل مأخوذ من رواية «كاليجولا» التي تتحدث عن سيرة الإمبراطور، مؤكدًا أنه هناك بعض الاختلافات مابين العمل الروائي والاستعراضي إلا أن العمل يحافظ على روح الشخصية، فالعمل لا يوجد به حوار واقعي، وإنما هو مونولوج مسجل ترافقه خلفية موسيقية.

وأوضح يحيى ماهية دوره بالعمل قائلا: «أنا ممثل في الأساس ولست راقصا، وهذا مايتطلبه الدور من خلال التعبير الحركي، فشخصيتي لاتعتمد بشكل أساسي على التمثيل ولا على الرقص وإنما هي مزيج بين الاثنين».

فيما قال المخرج محمود مصطفى: إن العمل كان في الأساس مشروع تخرجه بالجامعة، ومن ثم بدء العمل على تطويره بشكل أكثر احترافية، مؤكدًا أنه لأول مرة تتيح دار الأوبرا المصرية أن يكون مخرج العرض من داخل الفرقة نفسها، وأن يكون هو من يختار العمل الفني، فعادة مايقوم بذلك المدير الفني للفرقة.

وأشار مصطفى إلى أن الدكتورة إيناس عبد الدايم رئيس دار الأوبرا، وافقت على مسرحية كاليجولا، لإتاحة الفرصة للراقصين والمخرجين الشباب لاختيار أعمالهم الفنية التي يريدون تقديمها للجمهور، مؤكدًا أن العمل كان من المقرر إقامته منذ سنتين، ولكن برنامج الأوبرا كان مكدس للغاية، لذا اضطروا للتأجيل.

وأكد مصطفى أن العمل مستوحى من قصة حقيقية، وأنه واجه الكثير من الصعوبات في رحلة تحويل العمل من رواية إلى استعراض مع المحافظة على روح الشخصية الشريرة والمجنونة لـ كاليجولا، فالاستعراض من ناحية الإخراج عبارة عن شخصية تطرح عددا كبيرا من الأسئلة في حوار ذاتي، ومن ثم ترد على نفسها ولا تنتظر أية إجابات من أي شخص.

وأوضح مصطفى أن ثاني أهم الصعوبات التي واجهته من الناحية الإخراجية، هو تحويل جميع الشخصيات الرئيسية في العمل من شخصيات متحدثة إلى أخرى صامتة، من خلال التعبير عن حواراتها وحديثها بلغة الجسد وتعبيرات الوجه فقط.
الجريدة الرسمية