رئيس التحرير
عصام كامل

هل يفعلها وزير التربية والتعليم !؟


على مدى عشرات السنين الماضية ومسلسل إهدار المال العام في طباعة الكتب المدرسية ما زال مستمرًا.. مليارات الجنيهات أنفقتها الدولة على طباعة كتب لا يستفيد بها الطلاب، شيء لا يحدث في أغنى دول العالم، على الأقل 2 مليار جنيه سنويًا من دماء الفقراء لطباعة كتب مصيرها في نهاية العام البيع على رصيف سور الأزبكية أو إلى بائعي الفول والطعمية كما هي وبعضها لم يضع فيها الطالب جــرة قلم لأنه يعتمد بالأساس على الكتاب الخارجي، قلنا وكتبنا كثيرًا كما قال وكتب آخرون أكثر مني في هذا الموضوع ولكن لم يتغير من الأمر شيء لأنني أعلم جيدًا أن هناك مصالح وسبوبة لبعض المؤسسات والأشخاص أكبر من مصلحة الدولة نفسها..


اقترحنا ألا يتم طباعة الكتب كل عام على أن يتم التنبيه على الطلاب بضرورة الحفاظ على كتبهم وتسليمها للمدرسة في نهاية العام حتى يستفيد بها طلاب السنة التالية، وبالتالي نقوم بتوفير مليارات الجنيهات، بالإضافة إلى تعليم الطلاب كيفية الحفاظ على ممتلكاتهم الشخصية واحترام قدسية الكتاب المدرسي، ويمكن تحفيزهم بإعفائهم من المصروفات المدرسية في حالة تسليمهم كتبهم بحالة جيدة..

وهذا الاقتراح الذي طرحناه نحن وغيرنا هو ليس اختراعًا جديدًا بل معمول به في معظم دول العالم التي تقدر قيمة أموالها فلا تنفقها لمجرد إرضاء أصحاب المصالح أو المؤسسات الصحفية والمطابع الخاصة، هكذا كان الحال في السابق وفي عهد كل وزراء التربية والتعليم السابقيـــن فهل سوف يستمر أيضًا في عهد د. الهلالي الشربيني، وزير التربية والتعليم الحالي؟ أم سوف يكون له رأي آخر ويتخذ قرارًا يخلد اسمه في تاريخ وزارة التربية والتعليم بوقف طباعة الكتب هذا العام والاستعانة بكتب العام الماضي ووضعها على موقع الوزارة على شبكة الإنترنت حتى يقضي الطالب وقته أمام الكمبيوتر في شيء مفيد وأيضًا توفير 2 مليار جنيه للموازنة العامة؟

فهل يفعلها الوزير أم أن أصحاب المصالح أقوى من الدولة نفسها؟

خاصة أن معظم الطلاب يعتمدون على الكتاب الخارجي أكثر من المدرسي، عهدي بالدكتور الهلالي الشربيني ومعرفتي بشخصيته تسمح له باتخاذ هذا القرار فهو يعلم جيدًا قيمة المال العام والظروف الصعبة التي تمر بها البلاد والعباد والتي جعلت رئيس الجمهورية يتبرع بنصف ثروته وراتبه ويطالب المصريين بالتبرع لمصر يوميًا بجنيه من خلال رسالة قصيرة على التليفون المحمول لصندوق «تحيا مصر»..
egypt1967@yahoo.com
الجريدة الرسمية