هل هذه هي الدولة التي ننتظرها ؟!
هل كل دروس التاريخ قديمًا وحديثًا لا تكفي لتعلم الدرس الأعظم حتى لا يدفع الجميع الثمن؟!
الانفراد بالقرار والعناد وتجاهل إرادة الشعب حتمًا تؤدي إلى نتائج كارثية.. هذا هو الدرس الأعظم الذي لا يحتـاج لذكاء أو حنكة أو خبــرة.. ومع ذلك، الجالسون على مقاعد صناعة القرار في مصر الآن لم يستوعبــوا الدرس وكأن ما حدث في 25 يناير 2011 من صنع الخيال ولا يمت للواقع بصلة.. ويبدو أنهم فعلا صدقوا الشائعات التي يطلقونها على الثورة من باب شيطنتها وباتوا يعيشون في واقع آخر من صنع خيالاتهم.. وهذا قد يفسر تمسكهم بأساليب عهد مبارك.. بل أسوأ ما فيه.
وقفنا جميعًا كمصريين محبين لوطننا وما زلنا ضد الإرهاب وأي محاولات للمساس بمصر.. وكل يوم ننتظر الدولة القوية العصرية ولا نجد حتى ملامحها أو ما يبشر بها ولو من بعيد.
هل التعامل مع قضية «ريجيني» الإيطالي يعكس وجود مؤسسات قوية تتمتع بالشفافية والشجاعة في مواجهة مثل هذه الأزمات التي تمس مكانة بلدنا دوليًا؟! فالذي حدث منذ بداية المشكلة هو إصرار على التخبط والتعتيم وتجاهل متعمد لنبض الشارع الذي يردد في كل لحظة كفانا تهريجًا.
هل هذه هي الدولة التي بشرونا بها ونحن أمام حكومة عاجزة عن حل المشكلات الحياتية التي تخنق المواطنين يومًا بعد يوم دون أن يكون لديها رؤية تمنح بصيصًا من أمل في حل الأزمات ولو تدريجيًا؟!
كيف سنبني دولة قوية في ظل الممارسات القمعية.. ومتى أقام الحكام دولا عصرية دون ديمقراطية واحتــرام الحريات وحق المواطن في المعرفة وصيانة كرامته وحقوقه في العيش الكريم.. خاصة أن مصر زاخرة بالموارد والخيرات التي ينهبها الفساد ولا نرى علامة واحدة على بدء إجراءات حقيقية وفعلية على محاربته؟!
من مصلحة كل مصري أن ينجح السيسي ويحقق حلمه في دولة قوية عصرية.. لكن كيف سينجح دون أن تتغير مفاهيم الحكم السائدة الآن ويؤمن كل من يجلس في موقع المسئولية.. صغيرًا أو كبيرًا.. بالثورة على الفساد وحق المصريين في حياة سياسية حقيقيــة ومجتمع مدني قوي؟!!