وهولاند في القاهرة أيضًا!
لا يوجد بلد في أزمة كما يقولون يزوره في أسبوع واحد رؤساء وملوك موريتانيا والسعودية وتوجو ونائب رئيس وزراء الصين ومسئول إماراتي كبير، وهو الأمر الذي يتكرر للمرة الثانية خلال شهر، بوجود عدة رؤساء في وقت واحد حيث وفد رؤساء العراق وكينيا ورئيس سابق مرشح للأمم المتحدة وغيرهم من المسئولين.
الأسبوع القادم سيحل ضيفًا على مصر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، والزيارة رسمية وليست خاصة، وسوف يتم التوقيع فيها على عدد من الاتفاقيات ربما يزيد عن الـ30 وفقًا لتصريحات أمس لأندريه باران السفير الفرنسي في القاهرة كتمهيد منه لما سيجري.. وباران قال حرفيًا إن هناك مفاوضات مهمة حول موضوعات أخرى، ولذلك قد تزيد الاتفاقيات.
باران أكد أيضًا أن فرنسا لا تمنع مواطنيها من الحضور إلى مصر للسياحة، وأن دور الحكومة هو فقط وضع مواطنيها في الصورة عن المخاطر المحتملة، وإن كان باران يرى أن المناطق السياحية آمنة وهو ما ينقل بأمانة للمواطن الفرنسي.
وكان منطقيًا أن يتحدث باران عن الاتفاقيات العسكرية فيعلن أن الميسترال سيتم تسليمها لمصر خلال أشهر، وهنا أيضًا نتوقف عند قوله إن هناك اتفاقيات "المفاوضات حولها لم تنته وهي سرية"، وهو ما يشير إلى إمكانية وجود مفاجآت تخص صفقات سلاح مهمة.. المثير أن باران أكد أن الوفد المرافق لهولاند كبير جدًا يضم وزراء وأعضاء في البرلمان الفرنسي ورجال أعمال، وأيضًا شخصيات فرنسية عامة سيتم اختيارها بعناية.
إذن نحن أمام ثاني زيارة بوفود كبيرة يتم حشدها لزيارة مصر، كما حدث مع الملك سلمان ووفده الأكبر على الإطلاق في تاريخ زيارات المسئولين السعوديين لمصر!
ولذلك فنحن أمام ثقة كبيرة من المجتمع الدولي ليس فقط في القيادة المصرية ونظامها ولا احترامًا لمؤسساتها، إنما أيضًا يعكس الثقة في مناخ الاستثمار في مصر وقدراته على استيعاب الاستثمارات الأجنبية وهو ما يعني ضمنًا اعترافًا بمستوى الأمن في مصر وقدرته على هزيمة الإرهاب، وهنا نعود إلى باران الذي أكد أن فرنسا داعمة لمصر في مواجهة الإرهاب إلى حد الشراكة وهذا ما يعني خلاف الترويج اليومي للإخوان عن غضب ضد النظام المصري من هنا وهناك، ليظل الواقع هو وحده الذي يرد على كل هلاوس الإخوان وأنصارهم وعملائهم وخدمهم في كل مكان.
وأخيرًا.. ومن الآن علينا أن نبحث عن الطريقة التي يمكن لإعلام الشر أن يفسد بها زيارة هولاند، وكذلك تـأمين المصالح الفرنسية في مصر، وقد تكون مستهدفة على غرار سيناريو رجيني، ليتم لا قدر الله صناعة الفتنة في العلاقات المصرية الفرنسية وإفسادها.. اللهم أبلغنا اللهم فاشهد.