سفير فرنسا بالقاهرة يكشف برنامج زيارة «هولاند» إلى مصر
قال السفير الفرنسي في القاهرة، أندريه باران، إن الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، يزور مصر بدعوة من نظيره المصري عبدالفتاح السيسي، وتستمر ليوم ونصف اليوم فقط، وسيأتي للقاهرة يوم الأحد المقبل بعد الظهيرة ويغادر يوم الثلاثاء صباحا، وسيرافقه وفد مهم من الوزراء وأعضاء البرلمان وبعض الشخصيات التي سيتم دعوتهم بصورة شخصية إلى جانب وفد مهم من رجال الأعمال.
وأوضح السفير، خلال لقاء محدود مع عدد من الصحفيين، اليوم، إن إجمالي الاتفاقيات قد يصل إلى نحو 30 اتفاقية، لكنه مرشح للتغيير لأن هناك اتفاقيات لا تزال قيد الدراسة، والأكثر أهمية ستوقع بحضور الرئيسين، والأخرى ستوقع خلال اللقاءات بين الجانبين.
وأشار إلى أنه خلال الزيارة لمصر سيجري الرئيس الفرنسي مباحثات سياسية مع الرئيس السيسي، بالإضافة إلى لقاء مع رئيس الوزراء شريف إسماعيل، وأيضا لقاء مع رئيس البرلمان وهيئة مكتب المجلس، كما سيتم تناول عدد كبير من الملفات السياسية المهمة بالنسبة للبلدين، وكافة هذه الموضوعات التي ستتناولها الزيارة ستشمل كافة الموضوعات الإقليمية المعنية بها مصر في المقام الأول، وكذلك أوروبا وفرنسا على وجه خاص، كما سيتم خلال الزيارة التباحث بشأن العلاقات الثنائية، التي شهدت تطورا كبيرا لا سيما خلال العامين الماضيين بالأخص على الصعيد الاقتصادي، وأيضا في المجال العسكري.
وأوضح "باران" أنه سيرافق الرئيس وفد كبير من رجال الأعمال الفرنسيين، وبمناسبة هذه الزيارة سيتم عقد لقاءات اقتصادية بين المجموعات الاقتصادية الفرنسية والمصرية، وسيتم افتتاح هذه اللقاءات بواسطة هولاند والسيسي.
وأكد السفير الفرنسي أن مكافحة الإرهاب بما أنه موضوع يحظى باهتمام وقلق الجانبين، ولفرنسا ومصر نفس الموقف في مواجهة الإرهاب، وكلاهما يتشاركان نفس مشاعر القلق تجاه هذه الظاهرة، ولدينا من قبل تعاون وثيق في هذا المجال، إذا لن نخترع أطرا جديدة لمكافحة هذه الظاهرة، سندرس إمكانيات تحقيق المزيد من التعاون والعمل في مواجهة هذا التحدي المشترك.
وأعلن أن التعاون العسكري من ضمن موضوعات الزيارة خاصة في ظل وجود تعاون وثيق للغاية في هذا المجال، وبالنسبة للاتفاقيات الاقتصادية هناك عدد متنوع من الاتفاقيات التي سيتم توقيعها، بين الحكومتين، وهذه الاتفاقيات تتناول سبل تدعيم التعاون في مجالات بعينها وما هي الوسائل التي يمكن بها تنمية التعاون في هذه المجالات.
وعن السياحة الفرنسية في مصر، قال "باران" إن السلطات الفرنسية لا يمكنها أن تجبر السائح أن يأتي أو لا يأتي، ما تقوم به أن لديها مسئولية تجاه رعاياها في الخارج، وفي هذا السياق تعلم الرعايا بالمخاطر التي يمن أن يلاقوها في هذ البلد أو ذاك، وفيما يتعلق بمصر فالسلطات الفرنسية لم توجه نصائح لرعاياها بعدم الذهاب لمصر، لكن بالعكس تشجع أن يأتي السياح الفرنسيين لمصر، وأن يزوروا المواقع السياحية بمجرد توافر الإجراءات الأمنية التامة اللازمة.
وتابع: "من وجهة نظري، غالبية المواقع السياحية المصرية لديها من الظروف الأمنية المرضية بالنسبة للسائح الفرنسي وفي كافة الأحوال، هذه هي الرسالة التي تقدمها السلطات الفرنسية لرعاياها فيما يتعلق بالسياحة، لكن الأمر قد يتخطى الأحداث في مصر لأن التطورات في المنطقة تخلق صورة مبهمة بالنسبة للأجانب، وبالتالي قد تدفع السائحين إلى ألا يأتوا للمنطقة بصفة عامة ومصر بصفة خاصة، وهناك مزيد من الجهد الذي يتيعن بذله لتشجيع السائحين من كافة العالم ليأتوا لمصر، وفيما يتعلق بالفرنسيين هناك تعاون وجهد مشترك بين الجانبين المصري والفرنسي".
وأكد أن هناك صورة عامة تعكسها مصر للعالم الخارجي والتي تؤثر بالضرورة في إمكانات جذب المستثمرين الأجانب أيا كانت جنسياتهم، الأمر يتعلق بالصورة العامة التي تريد مصر أن ترسلها للعالم الخارجي وليس فقط فرنسا، فالمستثمرون يتخذون قرار الاستثمار في هذا البلد أو ذاك بناء على عدد من المعايير، وقدرتها على جذب المستثمرين بشكل عام، من الصعب أن نحكم على الوزن الذي يلعبه هذا العنصر أو ذاك بالنسبة لقدرة بلد ما على جذب المزيد من الاستثمارات.
وفيما يتعلق بالأمن، قال: هو عنصر مهم للغاية في هذا الشأن، وفي اللحظة الحالية ليس لديّ معلومات أن هناك مستثمرا فرنسيا قرر ألا يأتي لمصر بسبب الإجراءات الأمنية، وأكد أنه التقى بعدد كبير من رجال الأعمال الفرنسيين والأسئلة التي يطرحوها تتعلق بنسبة ضئيلة جدا بالشق الأمني، وليس لدى علم أن هناك استثمار فرنسي تم إلغاؤه بسبب الظروف الأمنية في مصر.
وعن توقيع صفقة الأسلحة خلال زيارة هولاند، قال السفير "باران": لا أعتقد أن وسائل الإعلام الفرنسية دقيقة ولديها معلومات دقيقة حول هذا الشأن، وكما ذكرت أن عدد من الاتفاقيات قيد الدراسة والتباحث حول البلدين ولا يمكن أن أفصح عن مزيد من التفاصيل، حيث ليس لدى معلومات نهائية ومفصلة حول هذه الاتفاقيات.
وحول حادث الطالب الإيطالي جوليو ريجيني، قال السفير "نحن نأسف للتصعيد المصري الإيطالي، لدينا علاقة ممتازة مع مصر إستراتيجية ونأمل طويرها في المستقبل، لكن في الوقت نفسه لدينا علاقة مهمة للغاية مع إيطاليا، وفهي دولة جارة لنا وعضو اتحاد الأوروبي ونتفهم رغبة الجانب الإيطالي في الكشف بالكامل عن مرتكبي جريمة قتل ريجيني، نأمل أن يتم التوصل لحل وتفاهم بين وجهات النظر المختلفة المصرية والإيطالية، ونتفهم إصرار الجانب الإيطالي على الكشف عن تفاصيل الجريمة بشفافية تامة، ونرى أن إظهارا لحقيقة أمر يصب في مصلحة جميع الأطراف.
وأضاف أن الاتحاد الأوروبي ليس معنيا بالقضية، وفيما يتعلق بالوساطة الفرنسية حتى الآن لم يطلب منا أي طرف القيام بها، وأعلن سيتم تسليم حاملة الطائرات الميسترال ما بين يوليو وسبتمبر، فعندما قام الطريفين بتوقيع الاتفاق توصلا إلى موعد للتسليم بحلول الصيف المقبل، لكن لا يوجد تفاصيل حول الموعد المحدد لكن بين يوليو وسبتمبر.