حملة توقيعات في بريطانيا لإجبار الحكومة على التحقيق في «مقتل ريجيني».. صديقة الطالب الإيطالي تتزعم الحملة.. أستاذ قانون: القضية من اختصاص القضاء المصري.. والغرب يسعى لتشويه صورة مصر
دعت "باز زاراتي"، صديقة الطالب الإيطالي جوليو ريجيني، الذي عُثر عليه مقتولا بعد اختفائه في مصر، الحكومة البريطانية بالتدخل في تحقيق ذي مصداقية بالحادث.
وقالت صديقة ريجيني، باز زاراتي:" على بريطانيا الوقوف جنبا إلى جنب مع إيطاليا في الضغط على مصر لإجراء تحقيق شامل"، مضيفة أنها جمعت 9 آلاف توقيع على عريضة تُطالب فيها الحكومة البريطانية لمساعدة بلادها في التحقيق، مؤكدة أن القوانين البريطانية ستجبر الحكومة أن تتعامل مع أي عريضة وقع عليها 10 آلاف شخص.
وأثارت هذه الخطوة غضب بعض الإعلاميين المصريين، كان أبرزهم أسامة كمال، والذي وجه رسالة لهيئة الإذاعة البريطانية قال فيها ساخرا: "ياللا يا BBC شدي حيلك في حملتك لجمع ألف توقيع المتبقيين"، مستطردا: "اللعب بيكبر ضد مصر بعد جمع التوقيعات لتدخل لندن في القضية"، وأعرب عن اندهاشه من المتابعين الذين يطالبونه بمناشدة وزارة الخارجية للتحرك السليم في القضية حفاظا على هيبة مصر.
حملة جمع التوقيعات
وعن حقيقة هذه التوقيعات، قال "أحمد القويسني" مساعد وزير الخارجية الأسبق:" ليس معني جمع التوقيعات، إجبار الجانب البريطاني على التدخل في ملابسات القضية، والتصعيد ضد مصر".
وأضاف:" ورغم ذلك لابد من أن نتوقع أن هناك إجراءات يتصور الغرب أنها عقابية ضد مصر، وأن الاتحاد الأوروبي سيتعاطف مع إيطاليا ومواطنها القتيل، للمطالبة بمزيد من التحقيقات في القضية".
وعلق حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق قائلا:" من حق صديقة ريجيني تجميع هذه التوقيعات"، مؤكدًا أن هذا الأمر غير مقلق للجانب المصري، وأشار إلى أن إيطاليا من حقها التعامل مع أي حكومة، وأوضح الهدف الأساسي لمصر حاليًا يتماثل في تصعيد الموقف في صالح مجمل العلاقات الدولية.
اختصاص القضاء المصري
وقال نبيل أحمد حلمي، أستاذ القانون الدولي،:" القضية من اختصاص القضاء المصري لأنها وقعت في مصر"، مشيرًا إلى أن مصر دولة ذات سيادة، ولا يجوز التدخل في شئونها الداخلية، وأكد أن حرص مصر على العلاقات الدولية، جعلها تسمح للجانب الإيطالي بالاطلاع على التحقيقات ومراجعتها والتعامل معها.
أهداف سياسية
وأضاف "حلمي":" ليس هناك ما يثبت تعنت السلطات المصرية في التحقيقات"، مؤكدًا أن إيطاليا تطالب بمسائل تعتبر تدخل في سيادة الدولة، وهو ما يبدو وكأنها لا تريد الوصول لحل، وأشار إلى أن هناك جانب خفي أو هدف سياسي من تضخيم هذه القضية التي لا تتعدى قتل شخص فيما يجري التحقيق والتحريات عن مرتكب الجريمة.
واستكمل قائلًا:" من المثير للدهشة أنه عندما تم اكتشاف جثة الشاب كان وفد إيطالي رفيع المستوي متواجد في مصر للتعاون الاقتصادي والسياسي، وبمجرد الإعلان عن الحادث وقبل معرفة ملابساته انسحب الوفد وقطع مهمته وعاد إلى إيطاليا"، مضيفًا أن لجوء صديقة ريجيني لجمع توقيعات للاستغاثة ببريطانيا ليس بجديد على عاصمة الإخوان.
وتابع:"نذكر أن بريطانيا وحكومتها بعد أيام من سقوط الطائرة الروسية في مصر أعلنت أنه عمل إرهابي قبل بدأ التحقيقات وذلك تزامنًا مع وجود الرئيس السيسي في بريطانيا".
كما يري حلمي أن ردود الأفعال سواء من الوفد الإيطالي أو اللجوء البريطاني ليس لجسامة الواقعة، ولكن للضغط السياسي والاقتصادي على مصر، لتشوية صورتها عمدًا، وقال:"من يريد أن يتهم مصر بأي اتهام لابد من تقديم الأدلة والمستندات التي تثبت ذلك، وليس الوقوف بالمظاهرات أو التوقيعات"، موضحًا أن المظاهرات والاعتداءات والتوقيعات لا تثبت أي ركن من الجريمة، ولا تؤكد الاتهام لأن الأمر مرتبط بمسألة قانونية.