مستشفى أبو الريش والمسئولية الاجتماعية
قمت بزيارة لمستشفى أبو الريش الجامعى للأطفال مع مجموعة من الشباب والطلاب، محاولة متواضعة منا لتقديم شيء بسيط لإسعاد الأطفال المرضى الذين يتم علاجهم في هذا المستشفى، وذلك بتقديم حفل لهم بإحدى قاعات المستشفى، وفى الحقيقة كانت هذه المرة الأولى بالنسبة لي لزيارة مستشفى أبو الريش للأطفال، وجال بخاطري خلال فترة الزيارة التي استغرقت ثلاث ساعات كم المجهود الذي تبذله الدولة وجامعة القاهرة والتي أشرف بالانتماء إليها لعلاج هؤلاء الأطفال الذين يئنون من المرض في فترة الطفولة فترة اللعب والمرح، وجال بخاطري أيضًا كم نحتاج من مثل هذه المستشفيات لعلاج كل مرضى مصر من الأطفال، وكم تحتاج المستشفيات الحكومية إلى التطوير والتجديد وإمدادها بأحدث طرق العلاج.
وطرأ إلى ذهني أيضًا حجم الإعلانات الموجودة بالشوارع عندما انتهيت من الزيارة وأنا في طريقي إلى البيت، أقصد إعلانات عن القنوات الفضائية، والتي يمتلكها رجال الأعمال، وفى نفس اللحظة تراجع إلى ذهنى حجم المال السياسي الذي أُنفق على المرشحين في انتخابات مجلس النواب السابقة، بل حجم الأموال التي تم بها شراء الأصوات، وتبادر إلى عقلى سؤال مهم أين هؤلاء من مصر؟ وأين المسئولية الاجتماعية للمجتمع المدنى لتطوير مستشفيات تحاول جاهدة بقدر الإمكان أن تسهم في علاج أطفال مصر من المرضى؟
أليس هؤلاء الأطفال هم أكبادنا التي تئن على الأرض في صراعها مع المرض؟ فمصر تحتاج الكثير والكثير في جميع القطاعات وخاصة القطاع الطبى وبصورة أخص القطاع الذي يعالج الأطفال فعندما نتحدث عن مصر الحضارة ومصر التاريخ ومصر الأم ومصر رمانة الميزان وقلب العالم فلا يجب أن نترك قلبها يئن في جزء من قطاعاتها الصحية التي تختص بالأطفال..
وإذا كانت هناك مسئولية كبيرة على وزارة الصحة لتقديم منظومة متكاملة في القطاع الصحي، فهناك أيضًا مسئولية اجتماعية للقادرين على مساعدة هذه القطاعات، هناك مسئولية اجتماعية على رجال الأعمال في مصر لعمل رابطة من خلالهم لتقديم العون والمساعدة للقطاع الصحي بمصر عن طريق المساعدة في التطوير والتجديد في مستشفيات الأطفال على أقل تقدير، المسئولية الاجتماعية تجاه الوطن واجب على كل فرد بقدر استطاعته وبقدر حبه لمصر العظيمة.