مستثمرون يحذرون من تداعيات استدعاء السفير الإيطالي على الاقتصاد الوطني.. «المصري - الأوروبي»: نأمل أن يكون القرار إجراء مؤقتا.. الششتاوي: صدمة اقتصادية لمصر.. «الصناعات الغذائية»:
حذر رجال أعمال ومستثمرون من تداعيات قرار السلطات الإيطالية باستدعاء سفيرها من القاهرة، في خطوة تصعيدية لأزمة مقتل الطالب الإيطالي ريجيني.
وأعلنت السلطات القضائية الإيطالية قطع تعاونها مع فريق التحقيق القضائي الأمني المصري المتواجد في العاصمة روما بشأن مقتل جوليو ريجيني، فيما أعلنت الخارجية الإيطالية أنها استدعت سفيرها لدى القاهرة، ماوريتسيو ماساري.
وكان من المفترض أن يصدر فريقا التحقيق الإيطالي والمصري بيانًا مشتركًا للإعلان عن نتائج التحقيقات.
وعرض الطرف الإيطالي على الوفد المصري، في اجتماعهما الأول، أمس الخميس، بمقر الأكاديمية العليا للشرطة في روما، نتائج تشريح الجثة والفحوص على الكمبيوتر الشخصي للطالب الإيطالي، الذي اختفى في مصر، في الأسبوع الأخير من شهر يناير الماضي، وتم العثور على جثته وعليها آثار تعذيب، أوائل فبراير، ملقاة على مشارف العاصمة المصرية القاهرة.
أمر مؤقت
قال محمد أبو العينين، رئيس مجلس الأعمال المصري الأوروبي، إن استدعاء السفير الإيطالي ماوريتسيو ماساري من مصر جراء عدم صدور أي بيان حتى الآن حول ملابسات مقتل الطالب الإيطالي، جوليو ريجيني، أمر مؤقت لن يستمر.
وتوقع، في تصريحات خاصة لـ«فيتو»، أنه سيتم إعادة السفير لمصر من جديد بعد توضيح الجانب المصري لحقائق الأمور المتعلقة بمقتل الطالب الإيطالي ريجيني، مؤكدا أن الوفد المصري سيلعب دورا مهما في هذا الأمر.
وطالب أبو العينين، بسرعة التحرك والمضي قدما في اتخاذ المزيد من الإجراءات والقرارات السريعة التي من شأنها توضيح الحقائق للجانب الإيطالي، ومن ثم عودة العلاقات الجيدة بين الدولتين.
وتابع أن إجمالي الاستثمارات الأوروبية في مصر تبلغ نحو 25 مليار جنيه، وأوروبا تفضل الاستثمار في مصر، مستبعدا إمكانية تأثير الحادثة على العلاقات الاقتصادية الأوروبية بمصر.
وطالب أبو العينين الإعلام بعدم الترويج لأخبار غير حقيقية من شأنها زيادة "الطين بلة"، على حد قوله.
صدمة
قال الدكتور مجدي الششتاوي، المستشار الاقتصادي السابق بالولايات المتحدة الأمريكية، إن استدعاء السفير الإيطالي من مصر يعد بمثابة صدمة اقتصادية كبيرة لمصر.
تابع، في تصريحات خاصة لـ"فيتو"، أن العلاقات الاقتصادية بين مصر وإيطاليا قديمة وقوية، وليس من السهل قطعها، منوها إلى أن إيطاليا هي صاحبة الفضل في نقل تكنولوجيا الصناعات الصغيرة والمتوسطة لمصر، بالإضافة إلى أنها ساهمت بشكل كبير في تدريب العمالة الفنية في مصر.
وتوقع الششتاوي أن يكون للقرار تأثيرات سلبية على الاستثمارات الإيطالية في مصر، معربا عن قلقه بأن تحذو دول الاتحاد الأوروبي حذو إيطاليا، وهو أمر متوقع بدرجة كبيرة.
أضاف أن القرار باستدعاء السفير الإيطالي يسيء إلى السمعة العالمية لمصر، وبالتالي سيؤثر سلبا على الاقتصاد المصري وعلي مناخ الأعمال بشكل عام.
أمر طبيعي
أكد إبراهيم الإمبابي، نائب رئيس غرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات، أنه إذا كان استدعاء السفير الإيطالي من القاهرة لتوضيح الأمور في حادث الطالب الإيطالي فهذا أمر طبيعي.
وأوضح الإمبابي، أنه إذا كان استدعاء السفير الإيطالي إلى بلده لعدم الرجوع للقاهرة مرة ثانية فهذا جرس إنذار خطير، مما يتطلب من السلطات المصرية أن تعلن كافة الحقائق في الحادث بمنتهى الوضوح والشفافية.
وأكد الإمبابي أن إيطاليا تعتبر من أهم الشركاء التجاريين، ومنفذا إلى السوق الأوروبية، مشيرا إلى تضرر السوق من توترات سياسية متوقعة بين البلدين.