رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. سبيكة ملاحات العريش تخفض إنتاجها بنسبة 50% .. السائقون يرفضون القدوم إلى المدينة بسبب انتظار المعديات.. الربح يتراجع إلى 13 مليون جنيه.. ومطالبات بتسهيل مرور سيارات الشحن

فيتو

 شهدت ملاحات سبيكة العريش بمحافظة شمال سيناء عزوف الشركات العالمية وتجار الملح عنها بسبب إغلاق الطرق وانتظار سيارات الشحن لفترات طويلة تصل إلى ثلاثة أيام حتى تعبر المعديات المختلفة بقناة السويس، بالإضافة إلى أن ميناء العريش يغلق أبوابه في الخامسة مساء.


 تقع ملاحات سبيكة شمال سيناء على بعد 60 كيلومترًا غرب مدينة العريش وهى إحدى ملاحات «شركة النصر للملاحات»، تبلغ مساحتها 26 كيلومتر مربع، وتضم سبعة أحواض ترسيب، وتعد من أنقى الملاحات على مستوى العام، وتم رفع إنتاجها من الملح من 300 ألف طن سنوي إلى مليون و200 ألف طن سنويًا، يتم منها تصدير قرابة الـ400 ألف طن إلى الخارج عبر ميناء العريش، وتعد إحدى مدخلات العملة الصعبة لخزانة الدولة.

 وأكد ممدوح سلام، رئيس قطاع ملاحات سبيكة في شمال سيناء، في تصريحات خاصة لـ«فيتو»، أن عمليات إنتاج الملح تمر عبر مراحل قبل عملية التوزيع النهائية، حيث يتم ضخ مياه البحر إلى أحواض الترسيب «أ، ب، ج» وتكون نسبة ملوحتها 4.5%، وبالتدريج بين الأحواض وتركها للعوامل الطبيعية تصبح نسبة الملوحة 28% وتستمر هذه الدورة لمدة عام حتى تصل إلى هذه النسبة ومن ثم يتم استخراج الملح بشتى أنواعه من داخل الأحواض.

 وعن عمليات التطوير داخل الملاحات، أكد أنه تم إنشاء خمسة أحواض جديدة بتكلفة 20 مليون جنيه، ساهمت في رفع الإنتاج السنوى من 300 ألف طن إلى مليون و200 ألف طن، فضلًا عن تركيب مصنع إسباني ذاتي بقدرة إنتاج 15 طنًا في الساعة.

 وأشار سلام إلى أن الملح يعد سلعة متدنية، بمعنى أن ثمن بيعها "رخيص" ولكنها سلعة استراتيجية حيث يتم استخدامها في حياة المواطنين العادية وكذلك في بعض الصناعات البتروكيميائية، ولذلك الطلب عليها كثيف جدًا.

 وأوضح رئيس قطاع الملاحات، أنه منذ أواخر العام الماضي وبدايات العام الحالي 2016، تدهور الوضع داخل السبيكة بشكل كبير بسبب قلة التوزيع، سواء الداخلي أو التصدير الخارجي، بسبب التشديدات الأمنية على الكمائن بداية من قناة السويس ومدينة القنطرة.

 التضييقات الأمنية
 وأكد أن التضييقات الأمنية أحد أسباب ارتفاع سعر عمليات التوزيع حيث ارتفعت أسعار النقل إلى الميناء 12.5% للنقلة، بينما ارتفعت أسعار النقل الداخلي إلى انحاء الجمهورية إلى 30% للنقلة الواحدة.

 وأوضح أن السبب يكمن في أن سائقي سيارات النقل الثقيل عزفوا عن القدوم إلى شمال سيناء نهائيًا بسبب التوقف على معديات القناة لمدة تصل إلى ثلاثة أيام، بسبب إغلاق كوبري السلام، هذا فضلًا عن التفتيشات الدقيقة جدًا على الارتكازات الأمنية على طول الطريق الدولي «العريش-القنطرة»، بالإضافة إلى أن ميناء العريش بسبب حظر التجوال لا يعمل إلا نصف يوم فقط، ومن ثم فعمليات الشحن على السفن أصبحت تستمر لأيام، والسفن الأخرى تنتظر في عرض البحر لأيام أخرى، ما تسبب في إحجام سفن كثيرة من القدوم إلى ميناء العريش بسبب تلك التضييقات.

انخفاض عمليات التوزيع
وأشار إلى أن كل ذلك أدى إلى انخفاض حاد جدًا في عمليات التوزيع سواء الداخلي أو الخارجي عن طريق التصدير إلى أقل من 50%، ما أثر في عمليات الإنتاج داخل الملاحات، حيث انخفضت عمليات استخراج الملح من مليون و200 طن إلى 700 ألف طن في العام، مع وجود رصيد كبير من المستخرج في المخازن، وانخفضت وحدات إنتاج أكياس الملح (المائدة والمطبخ) من 2000 طن شهري إلى 600 طن شهري فقط، مع وجود أرصدة كبيرة داخل الشون والمخازن.

 وسبب قلة التوزيع انخفضت أرباح سبيكة شمال سيناء من 40 مليون جنيه إلى 13 مليون جنيه خلال عامي 2015 و2016.

 وأكد سلام، أن كل ذلك التدهور يعد عبئًا على إدارة الشركة التي تستأجر الملاحات من محافظة شمال سيناء بـ4 ملاين جنيه و500 ألف في العام، والحكومة تدرس حاليًا مشروع قانون جديد خاص بالثروة المعدنية قد يرفع القيمة الايجارية إلى 6 ملايين جنيه في العام ما يزيد الطين بلة، على حد قوله.

 الحفاظ على الحافز الإنتاجي
 وأضاف أن إدارة الشركة تحاول بقدر المستطاع الحفاظ على الحافز الإنتاجي للعمال، من خلال الحفاظ على معدلات ثابتة من الملح المستخرج من الأحواض، وإنتاجة بأشكاله المختلفة ومن ثم تخزينة وتشوينه داخل المخازن لحين تصريفه، وذلك حتى لا يشعر العامل بالملل بسبب عدم وجود إنتاج، لافتًا إلى أن السبيكة تضم 310 عاملين معينين على قوة شركة النصر للملاحات، بينما تضم 300 عامل يعملون في مجال التعبئة والمقاولات ورفع الملح من الأحواض والنقل الثقيل داخل الملاحات.

وتابع سلام، أن ملاحات سبيكة العريش إحدى مدخلات العملة الصعبة (الدولار) إلى خزينة الدولة من خلال تصدير منتجات الملح المختلفة إلى دول العام عبر الموانئ البحرية، حيث يتم التعاقد على تصدير الشحنة بالدولار.

 وفي ظل التدهور الملحوظ في إنتاج وتوزيع ملاحات شمال سيناء، يؤكد رئيس القطاع، أنه قدم مقترحات عديدة لجهات الاختصاص لتدارك الأزمة، من خلال وضع تسهيلات لسيارات النقل الثقيل في أثناء عبورها من وإلى قناة السويس، ولكن دون جدوى، مبديًا استغرابه الشديد لعدم تشغيل رصيفين جديدين تم إنشاؤهما في ميناء شرق التفريعة في بورسعيد من الممكن أن تسهل عمليات التصدير إلى الخارج، ولكن لم يتم تشغيلها حتى الآن دون أسباب تذكر.

توقف ماكينات التعبئة
من جانبة يقول حسين المطري، مدير إدارة المتابعة في قطاع ملاحات شمال سيناء، أن وحدة التعبئة التي تضم 10 ماكينات توقفت تمامًا بسبب قلة السحب والتوزيع، لافتًا إلى أن طاقتها الإنتاجية 1600 طن في الشهر.

وأضاف أن سيارات النقل الثقيل المسئولة عن نقل الملح إلى باقي محافظات الجمهورية، وميناء العريش البحري اختفت تمامًا من أمام الملاحات ولا نرى سوى سيارة نقل ثقيل كل عدة أيام تأتي لتحمل بعض الشحنات خارج المحافظة.

وتابع أن هذا الوضع المتردي أجبر إدارة الشركة على عمل مخازن جديدة لتخزين كميات الملح المعبأ التي لا تستطيع الشركة توزيعها، مع استصلاح أماكن جديدة لتشوين أكوام الملح المستخرجة من أحواض الترسيب.

تدهور الأوضاع
وأكد أن الوضع داخل الشركة أصبح متدهورًا للغاية، فوحدة غسيل الملح لمستخرج من الأحواض توقفت منذ أكثر من عشرة أشهر بسبب قلة السحب، مع وجود رصيد نحو 15 ألف طن ملح مغسول وجاهز، ووجود 700 ألف طن ملح مستخرج غير مغسول.

أما عن أرصدة الملح داخل الملاحات الجاهزة للسحب والتوزيع، يذكر المطري أن هناك 15 ألف طن ملح طعام، و700 ألف طن ملح خام، و15 ألف طن ملح مغسول، مؤكدًا أن هذه الكميات المخزنة لم تصل اليها الشركة منذ افتتاحها على أرض سيناء.
الجريدة الرسمية