المعارض السوري قاسم الخطيب: «العربى» بذل جهودا جبارة.. وننتظر حلولا جذرية من «أبو الغيط»
يتسم التعامل الدولى مع الأزمة السورية بالانقسام. انقسام عكس اختلاف مواقف دول العالم ما بين تلك التي تظهر تعاطفًا مع الثورة السورية، وداعمة لمطالب الشعب في الحرية والكرامة وبناء دولة مدنية ديمقراطية، ومواقف أخرى داعمة للنظام واستمرار بقائه في حكم السوريين وقمع حرياتهم وانتهاك حرماتهم ونهب ثرواتهم.
"فيتو" حاورت عضو الأمانة العامة لتيار الغد السوري المعارض، قاسم الخطيب، وتحدث عن البعد الإقليمى للحالة السورية والذي تضمن دور جامعة الدول العربية في المعالجة، والذي تمثل في الوساطة أولا ثم الإدانة لنظام بشار الأسد ثانيا، وصولا إلى وقف عضوية سوريا في الجامعة العربية.. ثالثا: وكذلك البعد الأهم وهو المتعلق بالجماعات التي قدمت للقتال إلى جانب النظام السوري؛ مثل حزب الله الذي رمى بثقله العسكري الكامل لجانب النظام، وجبهة النصرة التابع لتنظيم القاعدة الإرهابي.. وإلى نص الحوار:
> ما رأيكم في تعامل الجامعة العربية مع أزمات المنطقة والأزمة السورية بشكل خاص؟
أولا، فيما يخص الجامعة العربية فهى تهتم بشئون الدول العربية ككل، وفيما يخص الملف السوري؛ فمنذ بداية انطلاق الثورة السورية والأمين العام للجامعة نبيل العربى وفريق العمل، لديهم اهتمام خاص بالشأن السوري، ومنذ بداية الثورة في سوريا سحب المقعد من قبل النظام واعتبرت الجماعة العربية أن هذا النظام استبدادى وقاتل، لذلك سحبت مقعد سوريا من الجامعة العربية.
> بشار الأسد هاجم موقف الجامعة العربية وقال إنها تثير الأزمة أكثر، بم ترد على ذلك؟
فيما يخص بشار الأسد ونظامه الأمني والشبيحة (البلطجية) الذين لديه، فإن أي تصريح صحفى أو إعلامي أو أي موقف تأخذه أي دولة وليس الجامعة العربية يعتبر بداية اعتداء بكلام بذيء. فعندما سحب المقعد من نظام "بشار الأسد" بدأت الهجمة على الجامعة العربية والسيد نبيل العربى شخصيا. وعندما تأسس الائتلاف كان هو الممثل الشرعى للمعارضة السورية وكان هناك عدة محاولات لتسليم المقعد للمعارضة السورية فأخذوا قرارا في قطر بعدها نُقل القرار في الاجتماع الذي عقد في مارس 2014 بالكويت وأوقف القرار إلى أن انتقل للاجتماع الذي عقد في القاهرة، مع الأسف الشديد الخطيب واجه اعتراضات من بعض الدول العربية، من الناحية القانونية والمكتب القانونى للجامعة العربية بتصوره أرجأ هذا الموضوع ولم تستلم المعارضة مقعدا في الجامعة حتى الآن.
> نبيل العربى كان يعقد مشاورات مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون للتوصل لحل سلمى للأزمة السورية.. كيف ترى جهوده في هذا الشأن؟
أولا، دعينا نصحح المعلومة، أرى دائما في مصر أنكم تتعاملون مع ما يجرى في سوريا بمصطلح (أزمة)، فليس هناك أزمة في سوريا، هناك ثورة حقيقية انبثقت يوم 15/3/2011 قامت على نظام استبدادى على حزب البعث الذي كان قائدا للدولة والمجتمع، فقامت ثورة حقيقية.
> ماذا ينقص الجامعة العربية للتوصل لحل سلمي.. هل أنت راض عن أدائها بالرغم من عدم منحها مقعدا للائتلاف السوري؟
بالنسبة لى فأنا راض. من الناحية القانونية هناك مثلا الجزائر ولبنان والعراق اعترضت على هذا الموضوع، وفى النهاية مادامت الجامعة العربية سحبت هذا المقعد من النظام السورى فهو شرعا وفى المستقبل سيكون لسوريا الجديدة والمعارضة الجديدة.
> في حال حصول الائتلاف على المقعد.. فما أهميته بالنسبة له وكيف سيساعده في الثورة؟
نحن كمعارضة سورية وائتلاف سورى نعتبره نصرا وسنسعى إلى نصر آخر، النصر الآخر هو أننا سنأخذ مقعدنا الإسلامى في الدول الإسلامية ونسعى أيضا إلى أخذ مقعد النظام في جنيف.
> ماذا تظنون بـأحمد أبو الغيط الأمين العام الجديد للجامعة العربية خلفا لنبيل العربي؟
نحن متفائلون بالجامعة العربية ككل، من موقفها، بإذن الله عندما يتسلم أبوالغيط بالتأكيد سنكون من السباقين في زيارته والمباركة له على هذا المقعد الجديد، ونعتبره صديقا أيضا للشعب السورى في محنته وصديقا للمعارضة السورية.
> ما رأيكم في إعلان الأكراد نظاما فيدراليا شمالى سوريا؟
أصدرنا بيانا وفيه نقطة مهمة جدا تقول إن تيار الغد السورى يؤمن بحقوق كل مكونات المجتمع السوري، نحن كتيار نؤمن بوجود كل مكونات سوريا وأولها الحقوق السياسية للقومية الكردية والتي تعتبر ثانى قومية في سوريا، على أساس المساواة بين الحقوق والواجبات لكل أطياف الشعب السوري، دولة لا مركزية الإدارة وليس لا مركزية سياسية، هذا الكلام أكده أحمد الجربا في خطابه بتأسيس التيار.
> ألم يؤثر هذا الإعلان الفيدرالى والانقصالى على عملية السلام ؟
لا يوجد انقسام، فهم يطالبون بإدارة ذاتية للمناطق التي حرروها من داعش، هكذا يدعون، إنما داخل هذه المناطق ومنها مدينة القامشلي، مازالت الإدارة بيد النظام ومطار القامشلى تحت سلطة النظام، وهناك فرق أمنية ومخابراتية للنظام السوري، أي فيما يخص إدارة ذاتية حقيقية حتى الآن هي غير صالحة، هذا من ناحية، وهو حزب واحد كردى هو حزب الاتحاد الديمقراطى الكردى من اتخذ هذا القرار، نحن مع وحدة الشعب السورى أرضا وشعبا ونرفض قيام أي فيدرالية، إنما حقوق وواجبات كل القوميات والأقليات بالنسبة لنا طالما نسعى إلى دولة المواطنة وهى لكل مواطن يعيش على الأراضى السورية.
> ماذا عن سحب روسيا لقواتها من سوريا؟
بالنسبة لموسكو فدخلت من أجل مساعدة بشار الأسد واستعادة الأراضى التي هي تحت سيطرة الجيش الحر وتحت يد المعارضة. مع الأسف الشديد سلاح الجو الروسى فشل في هذا المشروع، ثلاثة أشهر وروسيا تقصف المدنيين ومناطق التماس بين النظام والمعارضة لأن جيش النظام والقوات المسلحة التي تداقع عن الشعب السورى وهى تسمى الجيش الحر، وقصف الحدود ومواد الإغاثة، ومع الأسف الشديد لم يشهد سلاح الجو الروسى قصف أي مكان لداعش أو التطرف، إنما كل ما ضربه هو أماكن وجود المعارضة المسلحة، وفى النهاية روسيا عجزت على أن تكمل في هذا المشروع ومعروف لدينا أن روسيا لا تستطيع واقتصادها لم يساعد على البقاء في سوريا.
اليوم الروبل الروسى فقد رصيده في السوق العالمي، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، هناك اتفاق أمريكى روسى على توزيع المصالح سواء في أوكرانيا أو في سوريا مما دفع الروس للانسحاب من سوريا، وأؤكد من خلال متابعتى للمؤيدين لبشار الأسد انهم اعتبروا أنه تلقى الرصاصة الأخيرة في رأس النظام السورى من قبل الروس.
> السعودية أعلنت من قبل إمكانية إرسالها قوات برية إلى سوريا.. هل توافق على إرسال أي دولة أجنبية قوات إلى سوريا؟
السعودية ليست دولة أجنبية، فهى دولة شقيقة، ومنذ البداية وهى داعمة للشعب السورى بثورته، ونحن كنا نود أن تدخل قوات عربية، وسعينا في البداية وراء حل سورى سوري، وبالتأكيد نحن لا نريد تكرار ما حصل في العراق 2003 ولا ما حصل في ليبيا 2011، إذا كان هناك قوات عربية بقيادة سعودية مصرية، بجيش مصرى سعودى للوقوف أمام جيش النظام وهذه المجازر، فنحن لا يوجد لدينا أي مانع في ذلك.
> ما رأيك في قرارات الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون الذي يتمنى دخول المفاوضات مرحلة مباشرة؟
لا يمكن حل الملف السورى إلا بوجود الوفدين أمام بعضهما، ونحن نريد ضمانات دولية سواء من بان كى مون أو المجتمع الدولي، إن الدول الإقليمية والعربية التي هي صديقة للشعب السوري، عندما يكون هناك لنا ضمانات حقيقية تنفذ على الأرض أي اتفاقات نصل إليها في جنيف الآن.
> كيف يؤثر الاستقرار السياسي في مصر على عملية السلام في سوريا ؟
منذ البداية، والموقف المصرى واضح تجاه الثورة السورية والشعب السوري، لم يحصل أي تغيير، فهذا المفهوم أو الهجمة الإعلامية من بعض المغرضين في وسائل الإعلام المصرية، هذا الكلام غير صحيح، أنا موجود على الأراضى المصرية منذ نوفمبر 2011 ولم أر تغييرا، فمن خلال وجودى كمدير لمكتب الائتلاف السورى بالقاهرة، التقيت بالسيد نبيل فهمى وبعدها التقيت بسامح شكرى عدة مرات، فهما دائما يؤكدان على خيارات الشعب السوري، هما داعمان للشعب السورى فيما يريد، ويرفضان رفضا كاملا أي حاكم استبدادى يضرب شعبه بالصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى ويزج بشعبه في السجون.
نحن اليوم كنا ننتظر أن تتعافى مصر وتأخذ دورها الطبيعى في المنطقة والدبلوماسية المصرية هي اليوم تأخذ دورها الحقيقى للتوصل إلى حل سياسي في سوريا.
ففى الفترة الأخيرة بدأت وسائل الإعلام تصرح كذبا بأن "داعش" في سوريا سينقل عاصمته إلى بنغازى ومصراتة، وهذا الموضوع بالنسبة لمصر كدولة حدودية مع ليبيا سيقلقها. لذلك فالإخوة المصريون موقفهم واضح من الثورة السورية ومحاربة الإرهاب والتوصل إلى حل سياسي.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لملحق "فيتو"