وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس
يواجه رئيس وزراء بريطانيا مشكلة اقتصادية صعبة اضطر إلى أن يقطع إجازته ويعود إلى لندن سريعًا ليحلها، فما هي؟
صناعة الحديد البريطاني في خطر.. خمسون ألف وظيفة في مصنع إنتاج الحديد على وشك الضياع، وهذا معناه أن حوالي ربع مليون عامل مهددون بالبطالة، طبعًا الأمر خطير وأدى إلى اجتماع طارئ للحكومة لأن هذا واجب حكومة الأغلبية، أن ترعى مصالح المواطنين وأن يلغي رئيس الوزراء عطلته ليجد حلاً لهذه المشكلة.
والحل هو إما تأميم المصنع وهذا مخالف للقانون الأوروبي الذي يركز على الاقتصاد الحر وحرية الحركة في السوق، أو يجد صاحب المصنع مشتريًا آخر "يشيل الليلة"، وهذا ما يبحثه مجلس الوزراء في اجتماعه الطارئ.
ومصنع إنتاج الحديد هذا تمتلكه شركة تاتا للصلب الهندية واشترته عام ٢٠٠٧ أثناء حكومة العمال آنذاك وبموافقتها، وتتهم المعارضة حكومة المحافظين بأنها تتساهل مع الصين.. وتدعي الشركة الهندية أنها تخسر مليون جنيه يوميًا لدعم المصنع، وتريد أن تخلع بأي ثمن، والسبب كما تقول الشركة، أنها لم تعد تستطيع المنافسة في السوق مع الحديد الصيني.. وهذا كلام مشكوك فيه كثيرًا، المهم أن هناك مشكلة ظهرت أمام الحكومة وعليها أن تجد لها حلاً مناسبًا للحفاظ على إنتاج الحديد البريطاني.
ويقول الخبراء إن إنتاج الحديد حيوي لمستقبل الأمن القومي، ويجب على بريطانيا ألا تعتمد على القوى الأجنبية في ذلك خصوصًا في هذه الأيام المضطربة والمشكلات في الشرق الأوسط، وإن صناعة الصلب إنجليزية تاريخيًا ولا يجب أن نتنازل عنها للصين أو لليابان.. وحتى الآن لم تصل الحكومة إلى حل مناسب.. ونقول يمكن أن يتقدم بدوي صحراوي ساذج مثقل بالأموال لشراء المصنع وينقذ الموقف وهذا لا يهم.. الذي يهم هو ماذا تفعل الحكومة.. تناقش المشكلة مع كل الأطراف والخبراء ونواب الأغلبية ونواب المعارضة، وذلك للوصول إلى حل يناسب كل الاتجاهات السياسية، وكل يبغي مصلحة المواطن والدولة بغض النظر عن أي شيء آخر.
هل نتعلم من هذا الموقف ونحاول إحياء صناعة الحديد في مصر، ونسأل الخبراء وكل الأطراف لازدهار صناعات مصرية كانت فخر المحروسة مثل المنسوجات والسيارات وغيرها.. أليس من الأهم أن تقوم لجنة الصناعة بالبرلمان بحصر الصناعات المتوقفة والعمل على إعادة تشغيلها بدلاً من هذا الهراء.. لماذا لا نفعل قول العزيز الحكيم "إن الحديد فيه منافع للناس"؟