بالصور.. أسيوط تطوي صفحة سينما «رينسانس».. شركة مقاولات تبدأ في هدم المبنى تمهيدا لإنشاء برج سكني.. المسئولون: العقار ملكية خاصة ولا يمكن الاعتراض.. والفنانون يدعون لتنظيم وقفات احتجاجية
بدأ عمال المقاولات خطواتهم الأولى لهدم آخر دار سينما بأسيوط، أمس الخميس، بعد أن تم بيعها لبعض رجال الأعمال لاستثمار الأرض المقامة عليها وإنشاء برج سكني.
واضطر أصحاب السينما لبيعها بعد أن حققت خسائر مادية كبيرة حيث لا تعمل إلا في الأعياد والمواسم، ورغم تنظيم وقفات احتجاجية من بعض المثقفين لكونها دار السينما الوحيدة التي ما زالت قائمة بعد غلق سينما مصر الصيفي منذ أكثر من 7 سنوات، فإن عمليات الهدم بدأت بالفعل.
سينما رينسانس أسيوط
مثلت سينما رينسانس أسيوط أهمية كبرى لشباب أسيوط، فهي طراز معماري فريد، لا يقل أهميته عن جامعة أسيوط والمنارة الأخيرة للفن بأسيوط بعد هدم السينما الصيفي، وتعد مصدرًا ثقافيًا ومكانًا ترفيهيًا بارزًا لا بديل عنه في المحافظة كونها عاصمة الصعيد والملتقى الأكبر للشباب من طلاب الجامعات العامة والأزهرية والعمالية، فضلًا عن ارتفاع نسبة الشباب بها من السكان الذي سجل تعداداهم حسب الإحصاء الأخير لجهاز التعبئة أربعة ملايين و338 ألفًا 111 نسمة، منهم 40% من الشباب لتحتل المحافظة المركز الحادي عشر في تعداد السكان على مستوى محافظات الجمهورية.
وقفة الفنانين
ومنذ عام 2014 ترددت الكثير من الأنباء عن بيع أرض سينما رينسانس أسيوط من قبل الشركة المالكة لها شركة نهضة مصر برئاسة الفنانة إسعاد يونس لبعض رجال الأعمال بمبلغ تخطى 70 مليون جنيه؛ لينتهي نشاط صناعة الفن والسينما دون البدء في إعداد البديل الذي يواكب التطور التكنولوجي.
ونظم عدد من الفنانين نهاية شهر أبريل عام 2014 وقفة احتجاجية أمام العقار ضد قرار بيع السينما تمهيدًا لهدمها وتحويلها لبرج سكني أو مول تجاري، شارك فيها الدكتور هشام عبدالحميد المخرج المسرحي، وأحمد الجنايني فنان تشكيلي، والناقدة نجوى العشري والشاعر ماجد يوسف والفنانة وفاء الحكيم، والدكتورة إيمان مهران الباحثة في التراث والفنانة والمطربة نهلة، وعدد كبير من المثقفين والصحفيين من أسيوط وغيرها من المحافظات الذين أكدوا من خلال وقفتهم أن هدم السينما هو بداية لانهيار الفن.
ملكية خاصة
ورغم تصريحات محافظ أسيوط السابق اللواء إبراهيم حماد وإصراره على عدم هدم العقار مؤكدًا أن السينما ستظل قائمة، فإن المهندس ياسر الدسوقي، محافظ أسيوط الحالي، أعلن عن بيع السينما، مؤكدًا أن أرض وعقار سينما رينسانس أسيوط هي ملكية خاصة لإحدى الشركات، ولا يحق للمحافظة التدخل في الأمر، حتى وإن كان المبنى تحفة معمارية أو مكانًا ثقافيًا للسينما والفن لأهل أسيوط، الأمر الذي أكده عبد العال زهران رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة بأسيوط بقوله إن جميع دور السينما التي أغلقت بأسيوط لا تمت للهيئة العامة للثقافة بصلة ولا يحق لأي مؤسسة الاعتراض على بيعها أو هدمها أو غلقها.
حلول وبدائل
وأشار محافظ أسيوط في أكثر من لقاء إلى تجهيز بديل عن سينما أسيوط المغلقة من خلال التنسيق مع وزارة الثقافة نظرًا لأهمية العرض السينمائي كنشاط ترفيهي وثقافي للأهالي، وعقب ذلك أعلن قصر ثقافة أسيوط برئاسة ضياء مكاوي عن مبادرته باستقبال جماهير السينما بداخله نظرًا لوجود سينما شتوية وأخرى صيفية يمكن لها أن تستقبل جمهورًا مكونًا 297 فردًا لكونها مفتوحة، أما المسرح الشتوي فيستقبل 441، ويقام عادة به الحفلات، ويمكن أن تعملان معًا بالتوازي في الوقت نفسه، ولكن ينقصها شاشات العرض والأجهزة، مناشدًا وزارة الثقافة والمحافظ لدعم دار العرض السينمائي بقصر الثقافة.
أسرار وخفايا
وقالت مصادر خاصة قريبة من رجال الأعمال ملاك الأرض في الوقت الحالي أن رجل الأعمال عرضوا عشرة ملايين جنيه كتبرع لمحافظة أسيوط وتجميل ميدان المجذوب وشارع 23 يوليو الذي يقع فيه دار العرض من أجل الموافقة على هدم العقار وتغيير الغرض بعد رفض الأهالي والفنانين للقرار، إلا أن المحافظة رفضت مطالبة بمبلغ أكبر عن طريق وسيط من قيادات حركة تمرد وبعض صحفيي أسيوط (لم يتسنَّ لـ«فيتو» التأكد من المعلومة)، وخاصة بعد الموافقة على الهدم وإعلان المحافظة عن انسحابها من المشكلة مع تصريحات محافظ أسيوط إن المحافظة اشترطت على ملاك الأرض بتجهيز دار عرض قصر ثقافة أسيوط، بتكلفة تبلغ ثلاثة ملايين و250 ألف جنيه، بأحدث الأجهزة والمعدات لتكون بديلًا عنها، بالإضافة إلى قيام ملاك الأرض بالتبرع بمبلغ سبعة ملايين و750 ألف جنيه للمحافظة.
وأخيرًا بدأت شركة المقاولات الخاصة والمكلفة بهدم السينما وإعادة بناء عقار جديد عبارة عن برج سكني ومول تجاري في خطواتها الأولى للهدم بعد تغطية المبنى وسط استياء من الأهالي لحرمانهم من مشاهدة العروض السينمائية في الأعياد والإجازات.
وطالب بعض الفنانين بتنظيم وقفات احتجاجية آخرهم السيناريست سيد فؤاد لوقف هذه المهزلة لأن هناك، على حد قوله، قانون يمنع هدم السينمات خاصة أنها سينما عريقة ومبنى ذو طراز معماري، متسائلًا: «أين الدولة وغرفة صناعة السينما والنقابات وكل المسئولين من هدم الفن ومؤسساته؟».