الحقبة السوداء وفوضى الإخوان
محزنة جداً الأحداث اليومية على أرض مصر، فنظرة سريعة تؤكد أن مصر فى عهد مكتب الإرشاد ومندوبهم فى قصر الاتحادية، تسير فى انحدار انهيار سقوط مروع، فى كل جوانب الحياة.. فدولة المؤسسات تحتضر بإشراف كامل وتخطيط من مكتب الإرشاد، وكل ما يجيده مندوب الإرشاد فى قصر الاتحادية، هو القراءة فقط قراءة التعليمات اليومية من مكتب الإرشاد "المخططة لهدم أركان الدولة لتعيش مصر فى الفوضى الهدامة وليس الخلاقة"..
حقبة سوداء تعيشها مصر منذ تاريخها الحديث، فى كل مناحى الحياة السياسية، انقسم المصريون إلى عشيرة وأعداء.. بل انقسمت العشيرة إلى قسمين إخوان وسلفيين، والحالة السياسية تخبط كامل فى كل القرارات مما يعطيك إيحاء بأن المسئول عن مكتب الإرشاد تقمص شخصية سى لطفى ساعة قرار، وساعة أخرى إلغاء القرار..
الحالة الأمنية ساءت تماما وتحولت مصر إلى دولة عصابات، وأصبح القتل على الهويات الدينية والسياسية طبيعيا فى مصر، وركز مكتب الإرشاد على قهر دولة القانون لتأمين أتباعه، فعين نائبا خاصا ووزير عدل "ملاكى"، واستقطب عددا من ضعاف النفوس تحت مسمى قضاة لأجل الإخوان.
أما عن اقتصاد مصر فقد ضرب فى مقتل، خاصة بعد تغلب الأهواء الشخصية والنزعات الدينية على المجال الاقتصادى وظهر حوت عملاق يسعى للسيطرة على مقدرات الوطن الاقتصادية اسمه خيرت الشاطر، فكرس مجهوده للسيطرة على رجال الأعمال ومطاردة شرفاء مصر، مما أدى إلى انهيار البورصة وسقوط لكافة الأسهم بها لتصبح طاردة للاستثمار المحلى والخارجى أيضا وليست جاذبة للاستثمار.
فى مجال الحريات..أصبحت الحرية بالفعل مكفولة للتيارات الدينية، فكل التيارات السياسية والليبرالية مهددة بالتحقق من النائب الخاص، خاصة رموز جبهة الإنقاذ صباحى وموسى والبرادعى.. بتعضيد من وزير العدل الملاكى أيضا سواء من النظام السابق"الديكتاتورى " ، فالملاحقات القانونية ضد رموز إعلامية أصبحت عادة يومية، "وائل الإبراشى، إبراهيم عيسى، باسم يوسف، يوسف الحسينى، ومجدى الجلاد"..
وتنوعت البلطجة من بلطجة عضلية إلى سياسية إلى قضائية إلى دينية.. الحالة الاجتماعية أسوأ حالات يعيشها الشارع المصرى، فساد الشارع توحش وفساد لم يكن معروفا منذ وقت مضى، فعلى أرض مصر تجد دماء نازفة وأشلاء وأجساد بشر معلقة، وأصبح المواطن غير آمن على أولاده أو زوجته، خاصة مع تيارات دينية توحشت واستأسدت بنائب خاص فعاثوا فى الأرض فسادا طبقا للقاعدة المعروفة "من أمن العقاب ساء الأدب".
وسط كل هذا الانحلال والتخبط والانحدار يعيش المواطن البسيط غير آمن على قوته اليومى، وأصبح الشارع المصرى فى فوضى، والكل يتساءل.. هل هذه الفوضى مخططة أم تلقائية؟، الواقع يؤكد أنها مخططة من قبل مكتب الإرشاد وتقديم صورة طبق الأصل من أحداث غزة، ويسعى الإخوان إلى تحطيم كل القوى لتبقى عشيرتهم، فجهاز الشرطة قضى عليه وأصبح خصما للمصريين، وجهاز الأمن الوطنى أصبح خادما مطيعا للإخوان.
والمخابرات قسم رئيس الجهاز بإخلاصه لمندوب الإخوان، الجهاز الوحيد الذى يسعى الإخوان للقضاء عليه هو جهاز القوات المسلحة، فحين يسقط الجهاز الحصين سوف يرفع الإخوان شعار "من ليس معنا فهو علينا" ، وتهرق دماء المصريين أنهارا وتتوحش التيارات الدينية أكثر وأكثر، وتتحقق الفوضى العارمة وتسود مصر الحقبة الشديدة السواد ليتمكن الإخوان من نخاع الوطن، ليبيعوا مصر ومشاريعها الإستراتيجة فى سوق النخاسة الخليجية لقطر، ويسعى الإخوان لهدم بلاد أخرى ليحققوا الخلافة حسب رغبتهم، ولكنها حين ذاك ستكون خلافة على أطلال.
ترى هل تستمر خطة الإخوان فى الفوضى الهدامة؟، أم ستكون هناك مؤسسة قوية تنقذ مصر من مصيرها المشئوم؟!.
Medhat00_klada@hotmail.com