رئيس التحرير
عصام كامل

مَن الأولى بالدعم الفقراء أم حديد عز؟!


فى كل دول العالم، تدعم الحكومات الفقراء، حتى تتحقق العدالة، لكن فى مصر الحكومة تدعم الأغنياء حتى تقضى على الفقراء، فى الخارج يحتل المستهلك أهمية قصوى لدى رجال الأعمال والمستثمرين، وفى مصر لا أحد ينظر لهم ، فى الخارج الدعم يذهب لمن يستحقه، فى مصر الدعم يذهب إلى من لايستحقه، فى الخارج الدعم يحقق العدالة الاجتماعية، فى مصر الدعم يزيد الفجوة، لايساعد على تحسين أوضاع المجتمع، يفشل فى حل مشاكل الفقراء.


حتى بعد قيام الثورة، مازالت الحكومة تمارس هذا الفُجر!!!، تفرض الحكومة رسوم وارد لحمايتهم، كما فعلها حاتم صالح مؤخرا، لحساب حديد عز، وبعض مصانع الدرفلة الصغيرة، بالرغم من أن عز داخل السجن لايستطيع أن يضغط أو يبتز الوزير، حيث ارتفع طن الحديد إلى أكثر من 1000 جنيه، بعد القرار، دفعها بالطبع المواطن الفقير مقابل أرباح بالملايين لأصحاب تلك المصانع.. عز ..أبوهشيمة.. الجارحى.. وآخرين، وهو ما يدعونا للتساؤل؟؟...

من الأولى بالدعم، المواطن الذى يعانى من أزمة غلاء وانخفاض أجور وارتفاع معدلات الفقر، أم المستثمر الذى يحصل على أراض بالمجان، وتسهيلات فى القروض ودعم مباشر لصادراته وإعفاء من الضرائب والجمارك لسنوات طويلة، فمفهوم، وهدف الدعم فى كل دول العالم هو تحسين أوضاع المجتمع فى المقام الأول ومحاربة الفقر والبطالة ومساعدة المواطن الغلبان على مواجهة أزماته.

أما رجل الأعمال كما عرفته اللغة اللاتينية هو: الإنسان المبدع، المبتكر، من يفيد المجتمع، وينهض بالاقتصاد، لا من يحتكر ويرفع الأسعار وينهب الأموال، إذن.. لماذا تسير مصر دائما عكس الاتجاه؟، تدعم قلة على حساب 80 مليون مواطن، حيث يحصل الصناع على دعم الطاقة ويحصل المصدر على دعم المساندة التصديرية، ناهيك عن تسهيلات قروض البنوك التى لاتدفع فى أوقات كثيرة، لكن على العكس الفقير لايصله الدعم، عندما يقدم على قرض من البنوك يفشل، عندما يريد الجدولة يسجن ، لكن الغنى تتحايل عليه البنوك للتصالح، أىُّ منطق هذا الذى تدعم فيه الدول الأغنياء وتترك الفقراء يموتون جوعا؟!!، متى ستدعمهم وتشعر ببئسهم؟!!.

لماذا الإصرار على حماية السوق، بالرغم من أن الدولة لا تستفيد، فهل آن الأوان للتفرقة بين دعم الفقراء ودعم الأغنياء، خصوصا أن فساد الدعم السبب الرئيسى فى زيادة عجز الموازنة العامة للدولة الذى وصل إلى 200 مليار جنيه.

Makled10@yahoo.com
الجريدة الرسمية