آفة المسئولين.. زلات اللسان !
مواقع التواصل الاجتماعي هي مرآة لكل ما يحدث، ولعلها من الوسائل التي تعتبر مقياسا للرأي العام تجاه قضية معينة، ولعل أكثر ما تناولته مواقع التواصل زلات اللسان التي تقع من المسئولين والتي تشكل إما هفوات لا يقصدونها أو انفعالات تؤدي بهم إلى قول ما لا يليق أو عدم اهتمام بالحديث وعدم التركيز فيه.
إلا أن الواقع يؤكد أن كل ما سبق في ميزان المسئول، ولا شك أن ذلك قد يشكل صورة سلبية عند المتلقي، حيث تتناول الأحداث والدوافع تفسيرات الناس علاوة على ما يتبعه من سخرية لما قيل.
يبدوا أن الاختيار يشوبه شيء من النقص، فاختيار المسئولين مقتصر على المعارف والثقات، ولا يكون بمسابقة أو قياس مهارات أو تحديد الخبرات المطلوبة، وهذا يعكس عدم وجود لدولة المؤسسات وإنما لرغبة تعيين فرد يتوقع منه أن يعمل خيرا إلا أن رؤية فرد أيضا فيمن يقوم بتعيينه لا تكفي، فالمطلوب أن يتم تعيين المسئولين بناء على عملية اختيار حقيقيه تقوم بها إدارة الموارد البشرية بالجهات المطلوبة علاوة على أن يقوم بالتقييم آخرون لا أن يقوم بتقييمه من قام بتعيينه.
إننا أمام صورة لمصر، فحين يتحدث المسئول فهذه صورة مصر في النهاية وأنه مع إيماني أن تكون زلات اللسان غير مقصودة في أغلب الأحوال إلا أنها قد تصيب الدولة بأضرار جسيمة، لذا يجب الحرص في انتقاء الكلمات وتعلم قواعد الإتيكيت والحديث واختيار الألفاظ المناسبة للمواقف بدلا من ترك الحديث لطبيعة كل مسئول وطريقته في التعامل لأنه في هذه الحالة لا يمثل نفسه بقدر ما يمثل الدولة التي يشغل منصب فيها.
علينا أن نراعي ما نتكلم عنه ونراعي اختيار كل كلمه قبل أن ننطق بها فقد تصيب أو تخطئ، فإن خرجت الكلمة من اللسان فمن المستحيل أن ترجع مرة أخرى، وقديما قالوا "لسانك حصانك".