أسئلة بريئة جدا
*إحنا شعب عاطفي.. هكذا وصفنا الدكتور زكي بدر، وزير التنمية المحلية.. كتر خيره ومفيش حد يزعل لما يكون عاطفيا، وحبذا لو كانت الشهادة من وزير في الحكومة مسئول عن كل المحليات في الوطن، وهي بالمناسبة بيت الداء !
الوزير قال هذا الكلام مبررًا رفضه انتخاب المحافظين.. وأضاف أن المحافظ سيدخل السجن بعد أسبوعين من انتخابه بسبب الشكاوى الكيدية وغير الكيدية، أما ما لم يقله الوزير هو أن المحافظ سيدخل السجن لأنه سيكون مضطرًا لأن يجامل ويسدد فواتير لمن انتخبوه، وأيضًا لأن الانتخابات عندنا في بلدنا المحروسة ومع شعبنا العاطفي –حسب وصف الوزير– لا تأتي غالبًا بالأصلح أو الأجدر أو الأنفع !
على فكرة الوزير والحكومة سيقدمون قانونا للإدارة المحلية إلى البرلمان قبل انتخاب المحليات في منتصف العام المقبل، وكانت هناك مطالبات بأن يكون المحافظ بالانتخاب.. بس علشان الشكل الديمقراطي والذي منه.. لكن يبدو أن الوزير غير مقتنع بانتخاب المحافظين وغير مقتنع بالديمقراطية من الأصل، وبالمناسبة الديمقراطية مش كلها وحشة وعيب.. فيها حاجات حلوة.. على الأقل الوزير لن يتحمل مسئولية اختيار محافظين فاشلين، والكرة ستبقى في ملعب الناخبين!
السؤال البريء: هل الحكومة ووزير التنمية المحلية جادان في التحول إلى الديمقراطية واللامركزية في الحكم ؟
*أشرف الشرقاوي وزير قطاع الأعمال الجديد في معرض رده على محمود سلامة، النائب في البرلمان عندما سأله عن تعيين رؤساء وأعضاء مجالس إدارات شركات قطاع الأعمال فوق سن الـــ65 والذين تكفي رواتبهم لتعيين ألف عامل قال: ( أنا أعرف رئيس مجلس إدارة بيفطر بــ 900 جنيه، ورئيس شركة قمامة بالإسكندرية يتقاضى 100 ألف جنيه راتب، وأضاف: نرفض تعيين مجالس إدارات فوق الــ 65 وإن كان هناك بالفعل مجالس فوق الـــ 85).
كلام جميل وكلام معقول.. هذا هو تشخيص المرض.. فمن يكتب روشتة العلاج ؟ والحقيقة أننا نتعامل مع الأمر وكأننا نشاهد كوميديا وملهاة، والحقيقة المرة أننا نشاهد تراجيديا سوداء بسبب هذا الفساد المستشري في قطاع الأعمال العام والذي تم زرعه ورعايته وتنميته على مدى سنوات فائته وما زالت الرعاية مستمرة.. والمصيبة أننا نعلم جميعا بحجم هذا الفساد، وربما ما قاله الوزير هو قشور للثمرة الفاسدة أو جزء من قمة جبال الفساد الذي تمكن من مفاصل الدولة !
السؤال البريء: دعونا لا ننظر إلى المشكلة فقط ولا نقدم حلا.. هل الوزير بما يعلم وبما لا يعلم وما سوف يعلم جاد في مواجهة ظاهرة الفساد في قطاع الأعمال، وأن لديه حلولًا وعلاجًا للمشكلة، ولديه الجرأة على مواجهة ( لوبيات) الفساد في هذه الشركات أم سيؤثر السلامة ويكتفي بتصريحات تغازل هذا وترهب هذا بلا نتيجة ؟ هل الوزير جاء للعلاج أم جاء لتصفية باقي الشركات ويغلق الملف.. هل نرى تشغيلا لأفران الحديد والصلب المتوقفة لحساب الفساد من سنين؟ هل نرى عودة للريادة في صناعة المنسوجات بمصانع المحلة وكفر الدوار وغيرها التي كانت فخرًا للصناعة المصرية في وقت سابق ؟ أم سنترك الماكينة تنتج كلاما في كلام ؟
*فاكرين القمر الصناعي ( إيجبت سات ) الذي تم إطلاقه في أبريل 2014 وهللنا وقتها وقلنا هذا القمر سوف يخدم الأهداف المصرية في ضبط الحدود ومراقبتها، بالإضافة إلى المساعدة الكبيرة في المجال العلمي والبحث عما في باطن الأرض المصرية.. أكيد فاكرين.. بعد فترة قصيرة اختفى القمر وخرج عن مساره وتناثرت بعض الأخبار عنه وانتهى الأمر وكأن شيئا لم يكن.. طقس مصري بامتياز.. المشكلات والقضايا تنسخ ما قبلها ! أخيرا قرر الجانب الروسي التزامه بتعويض مصر بقمر جديد خلال سنتين، حيث إن القمر المفقود كان في فترة الضمان وإن المشكلات التي حدثت للقمر المفقود كانت خارجة عن إرادة الجانبين المصري والروسي..
السؤال البريء.. لماذا لم نعلن بشكل واضح عن فقد القمر وأن القمر في فترة الضمان التشغيلي، ومن ثم على الجانب الروسي تعويض مصر عنه ؟ لماذا سكتنا كل هذا الوقت حتى أعلنت روسيا ذلك حسب تصريح الدكتور حسين الشافعي المسئول عن البرنامج؟ كفاية كده حتى لا تتحول الأسئلة البريئة إلى غير بريئة !
m.elazizi@hotmail.com