من الجمعة للخميس !
الجمعة..
كان بعض الأصدقاء يتداولون أحدث صور للفنانة (ليلى علوي)، بعضهم يثنى على جمالها وتألُقها وجاذبيتها، والبعض الآخر ينتقد - بلا حق ولا منطق - ظهورها بهذه الجاذبية بمُساعدة الماكياچ والإضاءة والفلاتر وخلافه، وكأن المطلوب من الأنثى أن تسعى للقبح لا للجمال لكى تعجب حضرته!.
أما البعض الثالث - وهو يُمثل الأغلبية ضمن هذه العينة العشوائية - فقد قرر الرَد على هذه الطلَّة الساحرة من (ليلى علوي) بمُساهمته بشكل عملي ومُباشر في زيادة مُعدلات الطلاق في المُجتمع!.
السبت..
صدر الحُكم على الشُرطى (مصطفى عبدالحسيب)، قاتل (محمد إسماعيل)، الشهير بـ(دربوكة)، فيما عُرف بـ"قضية الدرب الأحمر"، وقد قرر القاضى منح الجاني تأبيدة، يعني سجن 25 عامًا، وهي أقصى عقوبة في جريمة قتل عمد دون سبق الإصرار والترصُد، ولو كان فيها السبق والترصُد لكان الحُكم بالإعدام!.
وتبارت وسائل الإعلام لنشر التصريحات والتعليقات وإجراء اللقاءات مع إخوة وأخوات الضحية، ومع جيرانه، ومع المُهتمين بالأمر وغير المُهتمين، ومع النُشطاء السياسيين اللى حاشرين لا مؤاخذة أنوفهم في كُل حاجة بسبب عشقهم الشديد لحَك تلك الأنوف في أي حاجة والسلام، والحقيقة لا ألوم الإعلام كثيرًا على نشره لتصريحات أي فرد معدي جنب المحكمة لصناعة نوع من الزخم في التغطية الإخبارية؛ إذ إن المُنافسة الطاحنة بين مُحرري المواقع تجبرهم على البحث عن الاختلاف وجعله غاية لا وسيلة، لا سيما لو فكَّر أحدهم في عمل لقاء مع صاحب عربية الكبدة اللى الجانى كان بيتغدى عليها كُل أحد وثلاثاء مثلًا، والتعرُّف على مزاج الجانى هل كان بيحب الطحينة أكثر أم الكاتشاب أم كان مُفترى بيحب الاتنين سوا؟!.
الأحد..
مُشكلة جديدة للإعلامية (منى عراقي) بسبب مواجهتها لعصابات الطعام الفاسد، حوادث الأكشن تُطارد (منى) باستمرار، أو بالأحرى تقوم هي بمطاردتها، النتيجة واحدة، ضرب وسحل وسحجات وجروح وكسور وشَد من الشعور وتحطيم لبعض الكاميرات!.
لا زلت أذكُر حلقة الجبن الرومى الفاسد التي قدَّمتها على شاشة (المحور) لتُلقى الضوء وتدُق مزيكا حزايني على مُصيبة سودا على دماغنا ودماغ عيالنا، وهى أن مُعظم الجبنة الرومى اللى بنشتريها من البقالين بتكون مغشوشة ومضروبة ومنتهية الصلاحية ومعفنة، لا فارق في هذا بين بقال صغنن في ركُن من حارة الوطواط أو هايبر ماركت كبير على أتخن طريق مصر إسكندرية صحراوى في البلد!.
بعد تفكير طويل عريض عميق كُنت أمام خيارين، إما الإقلاع عن شراء الجبنة الرومى، وإما مُقاطعة برنامج (منى عراقى)، وكان الخيار الأخير أكثر قابلية للتنفيذ!
الإثنين..
انفجرت ماسورة تسريبات عملاقة قادمة من بنما لتُغرق الإعلام المصري، ومعه طبعًا مواقع التواصل الاجتماعى، قديمًا قالوا ميجيش من الغَرب ما يسُر القلب، والفساد معروف ولم نكُن في حاجة لتسخين خارجى من أجل الإشارة إليه، وإلا لماذا قامت ثورة يناير أصلًا والنبى؟! كذلك الاستبداد واضح خصوصًا لو اقترن بتجارة الأديان، وإلا لماذا قامت ثورة يونيو هي كمان؟!.
كُل ما هُنالك أن تأجيجًا يبدو مُتعمدًا يستغله نُشطاء وأرزقية الثورة للعودة للشاشات بكثافة وخنقنا بالسفسطة وقلب الحقائق ودس السم والبُراز الفكرى في العسل، مع التجارة بكُل ما يخُص الشأن العام أو الخاص، ولم أجد مُستفيد من هذه التسريبات (بالذمة حَد يسرَّب 11 مليون وثيقة؟) أكثر من برامج التوك شو وضيوفها المعروفين بالاسم والحنجرة ولون الكرافتة.. وقال لى أحد الأصدقاء أن مُطرب مهرجانات قرر العمل على إصدار فنى جديد مطوَّر لأغنية الراحلة (داليدا) راغبًا في الوصول للعالمية بدوره عبر ركوب الموجة، وسيُطلق عليه اسم على كوبرى بنما يا نور عينى تسريب حبيبى طَرَف عينى!
الثلاثاء..
شاهدت برومو الحلقة الجديدة من برنامج (منى الشرقاوي)، والتي ستستضيف فيها جميلة جميلات العالم (مونيكا بيلوتشي)، ولعنت وقتها مُخترع التليفزيون الـ50 بوصة لأنه لم يبحبح أيديه شوية ويخلى اختراعه 500 أو 600 ألف بوصة، هو يعنى كان دافع حاجة من جيبه؟ ما إحنا اللى بندفع!
المُهم عُدت بالذاكرة ليوم الجُمعة، ولقد تأكدت أن الجميع في تلك اللحظة سيجتمع على رَد فعل واحد ردًا على البرومو المُشار إليه، وهو الوصول لمُعدلات الطلاق في مصر لحَد تاريخي لم يسبق له مثيل، ولولا بعض من عقل، أو بالأحرى حماقة، لكُنت أول المُشاركين في هذا!.
الأربعاء..
وصل (طارق عبدالجابر) إلى القاهرة بعد حصوله على ما سُمى بـ"تأكيدات رئاسية" بكونه غير مطلوب أمنيًا، في الأمر إهانة لمؤسسة الرئاسة، فليس المطلوب من الرئيس ولا مؤسسته طمأنة كُل إرهابى أو مُتآمر أو خائن أو برئ أو موسوس بأنه غير مطلوب أمنيًا، بالبلدى كُل واحد عارف عليه إيه، وإن كان (طارق) بريئًا فما المُشكلة في عودته؟ وليه حاسس إن على رأسه بطحة؟ وإن كان مُجرمًا فما معنى الطمأنة الرئاسية؟ وما دخل الرئاسة أصلًا؟ ومتى ينتهى هذا العبث الذي يُقلل من قيمة الدولة ويضرب مؤسساتها في مقتل استمرارًا لمهازل لم نرها إلا بعد ثورة يناير؟!
(عبد الجابر) وصف ثورة يونيو بالانقلاب، واتهمها بسفك دماء الأبرياء على قنوات الإرهاب، ثم عاد ليصفها بالثورة العظيمة النظيفة عبر وسائل إعلامنا عند وصوله للمطار كأنه (سعد زغلول) عائد من المنفى، مَن نُصدِّق؟ (عبد الجابر) اللى لابس قميص (سعد زغلول)، واللا (عبدالجابر) اللي ملبوس ببنطلون (أيمن نور) و(أردوغان)؟ ومَن يضمن لنا أن إخفاق (طارق) في الحصول على عمل مُناسب أو بنطلون أوسع في القاهرة لن يدفعه لسَب ثورة يونيو والتحريض ضد مصر وجيشها مُجددًا، ومن ثم العودة لأحضان (أيمن نور) تانى بعد الحصول منه على تأكيدات بنكية بأنه لسَّة واحشه؟!.
الخميس..
أسوأ ختام مُمكن للأسبوع جاء بعد مُنتصف الليل، أخيرًا تم تحميل صورة (أبوإسماعيل) التي أرسلها لى أحد الزملاء على الإيميل مُنذ مطلع الأسبوع، من حق الصورة أن تستغرق ستة أيام في تحميلها، فقد كانت مساحتها تربو على 20 تيرابايت وهى مساحة لا تختلف عن وزن صاحبها الذي يؤكد عمليًا أن الأكل والمرعى وقلة الصنعة في سجون مصر على أفضل وأكمل وجه!.
وكُنت قد قرأت تصريحًا لأحد المسئولين الكبار في مصلحة السجون يؤكد فيه أن بعض المساجين يُفضلون الحياة في السجون بسبب الظروف المعيشية فيها خاصةً من ناحية الطعام والرعاية الصحية، ومن الواضح أن تصريح الرجُل لم يكُن مُبالغًا فيه، وإن كان يُنافس تلك التصريحات عمليًا وبالصورة التي أمامي التقارير الصادرة من جمعيات حقوق الإنسان والتي تؤكد تعرُّض بعض المساجين للنفخ المُمنهج!.