رئيس التحرير
عصام كامل

المفاجأة الكبرى في زيارة سلمان للقاهرة!


الزيارة مقررة منذ فترة طويلة، بل وتأجلت أكثر من مرة، وبالتالي فليس لها علاقة بالحملة الحالية على مصر، ومصر منذ 30 يونيو لم تتوقف الحملات ضدها أصلا.. إنما المتغيرات الأهم والأبرز هي الحملة الشرسة من رئيس محتمل للولايات المتحدة يضع على أجندته وبرنامجه الانتخابي، وبالتالي تعهداته للناخب الأمريكي، العداء للسعودية حتى أنه يهاجمها كل جولة انتخابية وبشكل غير مسبوق وبطريقة غير دبلوماسية وغير لائقة بالمرة..



أما المتغير الثاني فهو الطريق المسدود في اليمن والذي يعود بالأزمة إلى نقطة الطرح المصري الأول بمفاوضات القاهرة المفتوحة لكل الأطراف دون استثناء ونتذكر أن الحوثيين اختاروا مصر كدولة وساطة بلا أي تحفظات.

في حين يبقي المتغير الثالث وهو الانتصارات السورية المتتالية إلى حد قلب موازين، وشكل الصراع في سوريا، حتى أوشكنا أن نقول إن الحل العسكري هو الحل، نظرا لأنه اليوم يعني قدرة الجيش السوري على حسم المعركة عسكريا وتطهير التراب السوري كله من دنس الإرهاب ومن المؤامرة كلها!

ولذا نكون اليوم أمام مطالب من الزيارة هي عند الملايين المطالب الأهم، أبرزها قدرة السعودية على تجاوز أزمتي اليمن وسوريا لمصلحة ما هو أهم، إذ إن الخطر بات يهدد بشكل مباشر السعودية نفسها.. وهنا نتذكر عدد "النيوزويك" الأمريكية في سبتمبر 2013 والذي كان عنوانه " الــ 5 تساوي 14" أي أن 5 دول عربية، وكيف يمكن أن تصبح 14 دولة ! والمقصود تقسيمها طبعا وفي مقدمة هذه الدول السعودية برصيد 4 دول وحدها وعلي أسس مذهبية وقبلية أيضا !

المؤامرة إذن كبيرة وواضحة وتعلن اليوم على أغلفة المجلات الكبري، وفي جولات مرشح رئاسي أمريكي وبالتالي فلا مفر من وقف نزيف الدم والمال والجهد في كل من سوريا واليمن، وننتظر أن تلعب مصر دورا بارزا ومهما في ذلك، فمزيد من الوحدة هو الحل لإجهاض كل المخططات ووقفها والتصدي لها وهزيمتها ووحدة مواقف وحركة البلدين الكبيرين هي الحل وقد باتت المواقف المصرية خصوصا من سوريا هي الأكثر صحة !

السفير أحمد القطان سفير السعودية في مصر يبشر المصريين بأن هناك خبرا سارا سيعلن فور وصول العاهل السعودي الملك سلمان، أي عند نشر هذا المقال تقريبا وننتظر بالفعل انطلاقة اقتصادية سعودية مصرية يبدو أنه تم دراستها والإعداد لها جيدا وفيها مشاريع عملاقة منتظرة لكننا نحتاج أيضا إلى جانب الاقتصاد المزيد من التنسيق السياسي والعسكري وكل ذلك ستقل قيمته والبهجة به إن بقي نزيف الدم العربي مستمرا وبلاد عربية مهددة بالتمزق والتقسيم..

لذلك فالأمل معقود أن تكون الزيارة بداية لسياسة عربية مصرية سعودية مختلفة تلملم جراح الماضي وتطفئ نيران الحاضر وتهزم هواجس المستقبل، وكفي ما ضاع وما أهدر.. بل يكفي جدا كل ما ضاع وما أهدر!

الجريدة الرسمية