12 دولة تجتمع في روما لبحث التنوع البيولوجي للأغذية والزراعة
قال عبدالسلام ولد أحمد، مساعد المدير العام والممثل الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو": إن منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا هي مهد الزراعة منذ قرون عديدة نظرا لما تتمتع به من موارد وراثية واسعة، مع ذلك، فإن الموارد الطبيعية الأساسية التي من المفترض أن تدعم الإنتاجية الزراعية، والتي تشمل التربة والمياه والموارد الوراثية، تتآكل مع التنوع البيولوجي بما يؤدي إلى فقدان البشر القدرة على التكيف مع النظم الإيكولوجية للتحديات الجديدة مثل النمو السكاني وتغير المناخ، مؤكدًا على أن "تحقيق الأمن الغذائي والتغذوي للجميع مرتبط بالحفاظ على التنوع البيولوجي".
وأشار أحمد إلى أن الهدف من المشاورات حول وضع التنوع البيولوجي للأغذية والزراعة في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا هو تقييم لوضع المعرفة والاحتياجات والأولويات الخاصة بالاستخدام المستدام للتنوع البيولوجي والحفاظ عليه، وتعد المشاورات التي تجري في روما بمشاركة 12 ممثلًا حكوميًا في المنطقة، جزءًا من عملية تقييم دولية تتم تحت رعاية هيئة الموارد الوراثية للأغذية والزراعة التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة.
ومن جانبها، قالت آيرين هوفمان، أمين هيئة الموارد الوراثية للأغذية والزراعة: إن التقييمات السابقة ساعدتنا على الحصول على صورة واضحة لما نعرفه وما لا نعرفه عن النباتات والحيوانات والغابات والموارد الوراثية المائية، أي أنها ساعدتنا على التعرف على التنوع البيولوجي المتوفر مباشرة لاستخدام البشر سواء كان الطعام أو الحصان المستخدم في حراثة الأرض.
وسيبحث تقرير "حالة التنوع البيولوجي للأغذية والزراعة في العالم"، الذي سيتم نشره في 2017، في تأثير التنوع البيولوجي للأغذية والزراعة على تحقيق الأمن الغذائي وسبل المعيشة والصحة البيئية.
وتعد منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا مركز توطين بعض الأغذية التي تزرع وتستهلك حول العالم كالقمح والشعير والعدس وأنواع الأعلاف والعديد من أشجار الفواكه وغيرها الكثير، كما أنها المركز الرئيسي لتدجين الأبقار والماعز والأغنام والهجن والحمير.
وتحتوي المنطقة على كمية هائلة من الأغذية البرية وأنواع مختلفة من الحيوانات والنباتات غير التقليدية الصالحة للأكل قليلة الاستخدام، وتنوع كبير في المناظر الطبيعية والنظم الإنتاجية إلى جانب علوم ومعارف السكان الأصليين حول استخدام التنوع البيولوجي للأغذية والزراعة والحفاظ عليه. وتسمح النظم التقليدية لإدارة المياه بإنتاج زراعي مكثف ومتنوع في الأراضي المركزة الموجودة ضمن المناطق الطبيعية الواسعة والجافة.