رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. السوس وخصخصة المصانع يدمران مدينة المليون نخلة

فيتو

تشتهر مدينة القرين التابعة لمحافظة الشرقية بأنها بلدة المليون نخلة لكثره النخيل بها، واعتماد أهلها على النخيل ومنتجاته في جميع أعمالهم، فأكثر من 80% من الأهالي كانوا يعملون بالصناعات المرتبطة بالنخيل مثل العجوة والصناعات الخشبية.


انتقلت فيتو لرصد أهم الأسباب التي أدت إلى تحول مدينة القرين من مدينة مزدهرة صناعيًا إلى مدينة خاملة يعاني أهلها.

في البداية قال الحاج حمدي شريف، 48 عاما، من أهالي مدينة القرين: القرين لها تاريخ طويل في مقاومة الاحتلال الإنجليزي فالأهالي هنا معروفين بوطنيتهم وطيبتهم وسماتهم السمحة، لهذا كان لمدينة القرين وجود خلال عدة ملوك بالعصر المملوكي.

وتابع الحاج حمدي: إننا ولدنا وولد أجدادنا على وجودنا وسط النخيل الذي يُمثل ثروة قومية لنا ورمز لا نستطيع التخلي عنه، ونشتهر ببلد المليون نخلة منذ قديم الأزل حتى الآن.

واستطرد قائلا، لقد كانت مدينة القرين مزدهرة جدا، فبجانب البلح الذي ينتجه النخل، كنا نصنع العجوة، ومن النخل نفسه نصنع 8 أصناف من الصناعة، فمن جريد النخل وزعفه نصنع الأقفاص والعدايات وكراسي وسراير للأطفال، ومن الخوص نصنع شيلت للكراسي والأنتريهات وأحبال، ومن الزعف الليف والأحبال وغيرها من الصناعات.

وتابع، ولكن منذ سنوات تحولت القرين لمدينة خاملة، وذلك بسبب تساقط عدد كبير من النخل عقب إصابته بسوس النخيل في عهد وزير الزراعة الأسبق يوسف والي، ولم يفعل لنا المسئولين شيئًا ولم تتم علاج النخل من السوسة، ولكن الآن نقوم بشراء مبيدات خاصة بالقضاء على سوسة النخل لإنقاذ النخل والذي يعد مصدر دخل لمئات الأهالي بالمدينة.

وأضاف الحاج حمدي أننا كنا ننتج في الماضي تقريبًا أكثر من مليون طن من البلح والعجوة، ولكن الآن لا نصل إلى 500 طن، فإنتاج النخل ضعيف جدا هذه الأيام، وأيضا العمل بصناعة النخيل لم تعد تأتي على صاحبها بالربح المعتاد.

وقاطعه الحاج محمد إبراهيم خشبة " 56 عاما "، إن الدولة كان لها دور كبير في القضاء على عمل عدد كبير من المواطنين في النخل والبلح والعجوة، وذلك عقب خصخصتها للمصنع الوحيد الموجود بمدينة القرين وهو مصنع " قها " والذي كان يورد له الأهالي كميات كبيرة جدا من البلح التي يستخدمونها في صناعاتهم، فمنذ خصخصة المصنع وبيعه لأحد المستثمرين، والعمل به ضئيل جدا، وتم تسريح العشرات من العاملين بسبب ضعف العمل، وهو، لا يأخذ سوي 2% فقط من إنتاج الأهالي للعجوة والبلح، لهذا الكثير من الأهالي لا تعلم كيف تتصرف بالكميات الكبيرة التي لديها من البلح والعجوة، فتترك هذه الأعمال.

وتابع الحاج محمد، وأيضا من الأسباب التي أدت إلى ضعف الصناعات وعدم الربح منها ما تسبب عن عزوف الأهالي عن هذه الصناعات التي تنتج من الخشب، هو ظهور الصناعات البلاستيكية، فالعدايات والأقفاص صنع منها بلاستيك، وإياض الأحبال، وأصبح المواطنون يرفضون شراء الصناعات الخشبية.

فيما قال محمد على أحد العاملين بصناعة العدايات والأقفاص بمدينة القرين: إحنا مبقناش عارفين نعيش تطور الصناعات قضي علينا، والمواطنون أصبحوا يقبلون على الصناعات البلاستيكية ويعزفون عن شراء الصناعات الخشبية، وأنا وأشقائي تربينا على هذه الصناعات الخشبية ولا نتقن أي عمل آخر.

وتابع محمد: إننا في القرين يعتبر النخل رمز قومي لنا، فهنا أي مواطن لديه فيلا أو عمار عند البناء، لابد من ترك نخلة أو عدد من النخيل أمام المنزل تعبيرا عن اعتزازه به.
الجريدة الرسمية