ركن «الشيشة» بمجلس النواب!
بينما كانت الدنيا «مقلوبة» بسبب تسريبات «وثائق بنما»، وتهديدات إيطاليا لمصر بسبب مقتل مواطنها «ريجيني»، وتضارب الأنباء حول صحة مؤسس ائتلاف دعم مصر اللواء سامح سيف اليزل، قبل أن يلاقي ربه، كان نوابنا الأفاضل في المجلس الموقر مشغولين بما هو أهم من هذه الأحداث.
فرئيس مجلس النواب، الدكتور علي عبد العال، فوجئ باختفاء نائب خلال الجلسة العامة، بعدما أراد أن يمنحه الكلمة قائلاً: «النائب رقم 103، محمد أنور عصمت السادات، يبدو أنه قدم بيانًا عاجلاً وفقده»، وبينما كان «عبد العال» يستفسر عن سبب عدم وجود «السادات»، أخبره النواب بقوله: «دا بيشيّش يا ريس»، وهو ما دفع رئيس المجلس للمطالبة بحذف كلمة «بيشيش» من المضبطة.
سيادة النائب قدم بيانًا عاجلاً، وذهب لـ«يدخن الشيشة».. فلم لا ينتهز المجلس الموقر هذه الفرصة ويخصص ركنًا لـ«المزاج» وتدخين «الشيشة» بأنواعها؛ معسل، تفاح، عناب، بطيخ، عنب، كريز.. أو تخصيص «كشك» لبيع «السجائر» بأنواعها، وتشكيل «لجنة خاصة» لإدارته، بدلاً من أن يضطر النائب إلى الخروج من البرلمان، ويجلس على أي قهوة أو «غرزة»؛ لـ«يعدل مزاجه»؟
أما النائب أمين مسعود فطالب، خلال اجتماع لجنة مراجعة المحور السادس من بيان الحكومة، بضرورة الاستعانة بجلود التماسيح ببحيرة ناصر في إنتاج الأحذية.. مؤكدًا أن نجله «اشترى جزمة جلد تمساح بـ٨ آلاف درهم من دبي»، ما يعادل 20 ألف جنيه مصري.
ربما يكون سيادة النائب محقًا في طلبه، لكن أن يشتري نجله حذاء بـ20 ألف جنيه، هنا تجب مساءلته، وإبلاغ الجهاز المركزي للمحاسبات وكل الأجهزة الرقابية عنه، والبحث عن مصدر ثروته، والكشف على قواه العقلية هو وابنه، أو تقديم بلاغ ضده للنائب العام بتهمة «استفزاز المصريين»، خاصة أن أكثر من 40% من الشعب «تحت خط الفقر»، بحسب تقرير للجهاز المركزي للمحاسبات في 2014.
وللحقيقة فإن مقترح النائب أمين مسعود لم يكن «الأغرب»، فقد سبقه عدد من النواب بجملة مطالب استحقت هذا اللقب.. فمنذ تشكيل البرلمان طالب النائب «إلهامي عجينة» النائبات بـ«الاحتشام وارتداء ملابس تليق بهيبة ووقار المجلس»، مما تسبب في «ثورة نسائية» ضده، إن لم يكف عن مثل هذه التصريحات «الغريبة»، إلا أنه تمادى في تصريحاته «الاستفزازية» وطالب بـ«منع القبلات بين النواب الرجال بالمجلس، بعلة أن تلك العادة تسبب نقل الأمراض وفقًا لتقارير الصحة»، كما طالب بإجراء تحليل مخدرات لكل أعضاء البرلمان، بمن فيهم رئيس المجلس، ورئيس الحكومة والوزراء والمحافظين، مع الالتزام بعمل تلك التحليلات بشكل دوري كل عام.
وفي وقت سابق طالب النائب عبد الحميد على الكيال بتوفير تأشيرتي حج وعمرة للنائب وزوجته على نفقة مجلس النواب، وزيادة بدل جلسات البرلمان واجتماعات اللجان النوعية، وتوفير أماكن للمبيت خاصة للنواب المغتربين أو صرف بدل مبيت، وتوفير العلاج للنواب وأسرهم خاصة الأدوية غير الموجودة في مصر.. فيما طالبت النائبة شادية ثابت بتعديل اللائحة الداخلية الجديدة للمجلس، لإتاحة استخراج جواز سفر دبلوماسي لزوجها!
أما النائب بدوي عبد اللطيف فاقترح إنشاء صندوق خاص تحت إشراف القوات المسلحة، ليدفع به أبناء القادرين 50 ألف جنيه، مقابل عدم أداء الخدمة العسكرية!
