حقيقة امتلاك علاء مبارك شركة في بريطانيا.. الكسب غير المشروع أول من كشف وجود استثمارات بالخارج.. ابن الرئيس الأسبق يعترف بوجودها.. حسام بهجت يروي كيفية تهريب الأموال.. ووثائق بنما تفتح النار من جديد
«وثائق بنما» كلمتان تحولتا خلال الـ24 ساعة الماضية إلى الأكثر بحثًا على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما شهدت ساعات الصباح الأولى تصريحات من مسئولين في أكثر من دولة كان آخرهم في مصر حين صرح مصدر داخل جهاز الكسب غير المشروع أن هناك تحقيقات خلال الأيام المقبلة مع علاء مبارك فيما يخص وثائق بنما.
وثائق بنما
وثائق بنما هي مجموعة من الوثائق المسربة لأشخاص من الأغنياء وذوي النفوذ يستخدمون ثغرات ضريبية لتخبئة ثرواتهم حيث سربت 11 مليون وثيقة من شركة «موساك فونسيكا» للخدمات القانونية التي تتخذ من بنما مقرًا لها، وتوضح الوثائق كيف أن الشركة ساعدت العملاء على غسيل الأموال، وتفادي العقوبات، والتهرب من الضرائب.
وتُظهر الوثائق صلات مع 72 شخصية من رؤساء الدول الحاليين والسابقين، بينهم حكام مستبدون متهمون بنهب أموال بلادهم، وحصلت صحيفة «زود دويتشه تسايتونج» الألمانية على الوثائق التي تم تداولها مع الاتحاد الدولي للمحققين الصحفيين.
أكبر لطمة
وقال جيرارد رايلي، مدير الاتحاد الدولي للمحققين الصحفيين، إن الوثائق تغطي الأعمال اليومية في شركة «موساك فونسيكا» خلال الأربعين عامًا الماضية، مضيفًا: «أعتقد أن التسريب قد يصبح أكبر لطمة يتلقاها عالم الأنشطة في الخارج بسبب حجم الوثائق».
وتشمل البيانات شركات سرية في الخارج مرتبطة بعائلات ومقربين من الرئيس الأسبق حسني مبارك، والزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، والرئيس السوري بشار الأسد، بحسب «بي بي سي».
علاء مبارك
وكانت المفاجأة أن موقع «بنما بيبرز» أدرج علاء مبارك، نجل الرئيس الأسبق حسني مبارك، ضمن قائمة الوثائق السرية المسربة عن كيفية استغلال أشخاص وذوي نفوذ من المنطقة العربية والعالم في استخدام طرق سرية لإخفاء ثرواتهم.
وأدرج موقع الوثائق السرية المسربة «Panama Papers» النجل الأكبر لمبارك، ضم زبائن جزيزة فيرجينيا في بريطانيا، موضحًا أن علاء مبارك كان يمتلك شركة للاستثمارات العالمية في جزر العذراء البريطانية، وكانت تُدار من قبل بنك كريدي سويس.
وفي عام 2011، طالبت السلطات في جزر فيرجن البريطانية، شركة «موساك فونسيكا» بتجميد أصول علاء مبارك، وهو أمر شجعه قانون الاتحاد الأوروبي، وفي عام 2013، غرمت «موساك فونسيكا» نحو 37.5 ألف دولار لعدم التحقق بشكل صحيح من كون علاء مبارك «عميل عالي المخاطر».
الكسب غير المشروع
وامتلاك علاء مبارك شركة واستثمارات عالمية في جزر العذراء البريطانية أمر لم يكن بالجديد كما أفاد نص تحقيقات أعدها جهاز الكشف غير المشروع وجهات رقابية أخرى نصت في عام 2012 أن علاء مبارك يمتلك شركات في قبرص وجزر العذراء البريطانية.
نص التحقيقات
ووفق أوراق القضية التي حملت رقم 10427 لعام 2012 فإن علاء وجمال مبارك يملكان شركات في قبرص وبريطانيا ومصر وجزيرتي فيريجن آيلاند وكايمن آيلان وهما أكثر مناطق العالم المعروفة بإنشاء ما يسمى بشركات الأوف شور.
وأكدت التحقيقات أن وثائق البنك المركزي في قبرص وإسبانيا أظهر أن جمال مبارك يمتلك شركة اسمها "هوروس فود أفرد بيزنس" يقع مقرها في العاصمة القبرصية نيقوسيا وتختص بالاستثمار في المجال الزراعي والمواد الغذائية، يديرها أشخاص من جنسيات مختلفة، «كويتيون وبريطانيون وهولنديون وآخرون»، كما كشفت الوثائق عن قيام البنك العربي الأفريقي العالمي، وهو بنك مصري كويتي، بتمويل الشركة وضمان استثماراتها في قبرص، وورد اسم جمال في الوثائق على أنه يشغل منصب مستشار لدى مديري الشركة، حيث جاء اسمه برفقة كل من المصريين محمد علوي تيمور وأحمد محمد حسنين هيكل.
علاء مبارك
وبالنسبة لعلاء مبارك فإن وثائق أخرى صادرة عن البنك المركزي في قبرص، كشفت أنه يمتلك شركة في قبرص أيضا اسمها "إنترناشيونال سيكيوريتيز فوند"، تأسست عام 2001، ويقع مقرها بمدينة ليميسوس، وهي تعمل بشكل خاص في مجال الأسهم والسندات، وهو الغطاء الذي تتخذه الشركة لتحويل الأموال من مصر نحو قبرص وصولًا إلى إسبانيا، عن طريق شركة "بيليون كومباني ليمتد" التي يمتلكها أيضًا.
وتوضح الوثائق أن علاء مبارك اشترى في ديسمبر 2003 أسهم شركة أخرى تسمي "ميد إنفيست" بالكامل، وهي شركة بريطانية ذات مسئولية محدودة أنشأها في لندن جمال مبارك مع آخرين، خاصة بإدارة استثمارات مالية في مجالات الكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات المتطورة.
وفي نص التحقيقات اعترف علاء مبارك إنه عضو مجلس إدارة في تلك الشركة هو وأخيه.
التهريب
تهريب الأموال أمر كشفه تحقيق صحفي لحسام بهجت تحت عنوان «سياحة ضريبية على شواطئ الكاريبي» في عام 2014، وكشف التحقيق وجود شركة «بان وورلد» وعلاقتها بآل مبارك ورجال أعمال مقربين منهم، وذلك استاندًا على وثائق حصل عليها "بهجت".
ووفق التحقيق فإن الخزانة المصرية تفقد ما يقدر بـ5 مليارت جنيه بسبب التهرب من العوائد الضريبية، وذلك من خلال لجوء شركات مصرية إلى تحويل رءوس أموالها للخارج ثم إعادة استثمارها في صورة استثمارات أجنبية مجهولة المصدر.
ويكشف التحقيق أن شركة بان وورلد تم إنشاؤها في الجزر العذراء البريطانية تأسست عام 1996 وهي جزيرة معروفة كملاذ سري آمن لكبار الشخصيات السياسية ورجال الأعمال الذين يودون إخفاء أموالهم، وامتلك تلك الشركة الجديد كل من جمال وعلاء مبارك.
وخلال الفترة من 1996 حتى 2008 ساهمت الشركة في 50% من شركة بوليون المسجلة في قبرص وساهمت بوليون القبرصية بدورها بنسبة 35% في شركة استثمار أخرى مسجلة في الجزر العذراء البريطانية تدعى EFG Hermes Private Equity، والتي امتلكت بدورها صندوقين يحملان اسم EFG Capital Partners. يستثمر هذان الصندوقان عن بعد في العديد من الشركات المصرية، من بينها أسمنت السويس والبنك الوطني المصري ومجموعة طلعت مصطفى القابضة وشركة الإسكندرية للزيوت المعدنية.
وفي عام 1997، دخلت بان وورلد كشريك في شركة أخرى تسمى صندوق مصر المحدود Egypt Fund Ltd، والمسجل في ملاذ ضريبي آخر هو جزر الكايمان الكاريبية. وأدار صندوق مصر المحدود صندوقًا آخر يحمل أيضًا اسم صندوق حورس، برأس مال يقدر بـ 54 مليون دولار، واستثمر هذا الصندوق في 18 شركة مصرية من شركات القطاع الخاص.
الحكم القضائي
من الناحية القضائية لم يصدر حكم نهائي حتى الآن في تلك التحقيقات في القضية وكان آخر الخطوات القضائية هي استكمال المرافعات حتى الآن.