«الخازن»يكشف تفاصيل جديدة عن خطة «القذافى» لاغتيال الملك عبدالله
كشف الكاتب اللبنانى جهاد الخازن، اليوم الإثنين، التفاصيل الكاملة لمحاولة العقيد الليبي السابق معمر القذافى اغتيال الملك عبدالله بن عبدالعزيز ولى عهد السعودية وقتها.
وقال الخازن في مقال عنوانه بـ"عندما حاول القذافي قتل ولي العهد السعودي" المنشور في صحيفة "الحياة اللندنية: أنه يمتلك معلومات عن هذه الواقعة أكثر تفصيلا من تلك الواردة في صحيفة "الإندبندنت" البريطانية خلال شهر مارس الماضى.
وسرد الخازن التفاصيل التي يمتلكها مستهلا بقوله، "طلب صديق لي موجود الآن في الخليج أن أراه وحدي إلى غداء في لندن، وهو أخبرني أنه كان يحاول الحصول على عقود لمشتقات النفط من القذافي، وزاره في خيمته قرب طرابلس بطلب من «الأخ العقيد» الذي فاجأه بالقول: الآن خلينا نبحث كيف نقتل الأمير عبدالله. الصديق قال لي إن القتل، أو مجرد التفكير به، ليس مهنته، وحاولت أن أطمئنه وقلت إن القذافي غاضب لأن ولي العهد السعودي في حينه أهانه على قلة أدبه وأسكته خلال القمة العربية في شرم الشيخ".
مضيفا، بعد شهرين عاد الصديق إلى لندن، وإلى غداء آخر وحدنا، وهو قال لي: يا أخي قلت لي إن القذافي غاضب، وكلامه لا يعني شيئًا. هو استدعاني مرة أخرى وطلب مني أن أعد دراسة له عن ردود الفعل الأوروبية لقتل الأمير عبدالله.
شعرت بأن الموضوع أهم مما قدّرت في البداية، وذهبت إلى الرياض وقابلت ولي العهد وطلبت منه ألا يضحك عليّ إذا كان كلامي سخيفًا، ثم حكيت له ما سمعت. لاحظت أن الأمير عبدالله بدا قلقًا أو غاضبًا وأنا أتحدث وهو شكرني، وقال إن الموضوع مهم.
علمت بعد ذلك أن السلطات السعودية اعتقلت ضابطًا ليبيًا جاء إلى الرياض مع عدد من مساعديه ومعه مبلغ كبير من المال، وأخذ يفتش عمـَّنْ يقتل الأمير عبدالله. الضابط هذا ورجاله اعتُقِلوا، وأفرِجَ عنهم عندما أعادت السعودية وليبيا العلاقات الدبلوماسية.
القذافي كان إرهابيًا، أو عصابة إرهابية من رجل واحد، وهو أمر الأخ موسى كوسة بقتلي لأنني قلت له على التليفزيون إن «الجماهيرية» خطأ في اللغة، فالقاعدة النحوية تجعل النسبة على المفرد وهو جاء بنسبة من جمع الجمع أو صيغة منتهى الجموع.
وشكرت الأخ موسى كوسة والأخ عبدالرحمن شلقم على موقفهما مني بعد الثورة وأذكر من حديث معهما أن الأخ موسى قال لي إن القذافي كان يأمر كل يوم بقتل هذا أو ذاك ولا ينفذ أمره، ولو أنه حكى اليوم عن أوامر القذافي بالقتل لما صدقه أحد.
القذافي دفع ثمن إرهابه، والملك الصديق عبدالله بن عبدالعزيز في رحاب ربه، رحمه الله ورحمنا.