أزمة أمام القضاء السوداني بسبب فتاوى "الترابي"
أدت فتاوى لزعيم حزب المؤتمر الشعبي المعارض بالسودان الدكتور حسن عبد الله الترابي حول عذاب القبر ، لحدوث أزمة بين جماعة أنصار السنة المحمدية وأحد قادة حزب الشعبي بولاية نهر النيل ، وصلت حد القضاء ، بمدينة (بربر).
وتقدم القيادي بالمؤتمر الشعبي حسين منصور بدعوى قضائية متهما منسوبين لجماعة أنصار السنة بالطعن في سلامة عقيدته الدينية ، والطعن في أهليته للإمامة بسبب فتوى زعيم حزبه حسن الترابي.
وحسب فضائية "الشروق" السودانية ، فإن محكمة بربر العامة قامت بتأجيل أولى جلسات القضية لإفساح المجال أمام مساعي الحل السلمي بين الطرفين.
وقال مراسل الشبكة في الولاية ، إن منسوبي أنصار السنة أكدوا لمجموعات من المصلين بأحد المساجد التابعة للجماعة بضاحية (كنور) جنوبي محلية بربر ، عدم أهليته للإمامة وذلك على خلفية فتاوى زعيم حزبه الترابي المتعلقة بعذاب القبر وغيرها.
واستنكر منصور بشدة إلصاق هذه الدعاوى بشخصه من قبل أنصار السنة المحمدية ، مشددا على خطورة ما سيترتب عليها من طلاق للزوجة والميراث وغيرها ، وقال إنه أمهل الجماعة أسابيع حتى تتراجع عما ساقته من دعاوى.
ورهن التنازل عن القضية باعتذار معلن من الجماعة ، بيد أن قيادات نافذة بجماعة أنصار السنة رفضت الإقرار بالاتهام ، نافية التشكيك في سلامة عقيدة الرجل.
وقال القيادي بالجماعة ، هاشم الحلاج ، إن إثارة مثل هذه الدعاوى يتبرأ منها منهج الجماعة ، كما أن تصعيد القضية ووصولها إلى ساحات القضاء ما ينبغي له أن يحدث ، سيما وأن أطراف القضية تربط بينها وشيجة الدم والرحم.
وشهدت الجلسة القضائية بمحكمة بربر العامة قيادات نافذة من قادة تحالف قوى الإجماع الوطني ، رغم أن المؤتمر الشعبي أكد أن القضية فكرية واجتماعية ولا توجد أية رغبة لديه في أن تأخذ بعدا سياسيا.
كانت قد نقلت عن الترابي مؤخرا تصريحات غير مألوفة في الشأن الديني مما تسبب في الكثير من الاستهجان، ونسب إليه قوله إنه ليس هناك سؤال في القبر من قبل منكر ونكير وانما يكون السؤال في السموات العلى للروح فقط وأن العذاب للروح أيضا ، كما أنه أشار إلى أنه لا يوجد عذاب في القبر الذي اعتبره ما هو إلا حفرة وأن العذاب لا يتم إلا بعد الحساب.