العقاب الإيطالي وعدد الجواسيس في مصر !
"انتهت المهلة التي منحتها إيطاليا لمصر لتحديد المتهم بقتل الإيطالي ريجيني وبدأ تنفيذ الإنذار الإيطالي، والذي اتضح منذ قليل بإعلان فرنسا أن مصر بلد غير آمن مع استدعاء سفيرها من مصر، ثم نداء عاجل للمواطنين الإيطاليين بمغادرة البلاد فورًا مع توفير وسائل انتقال تكفل الإجلاء الكامل للإيطاليين من مصر في خلال أسبوع على الأكثر، لمنح المهلة للكثيرين منهم لإنجاز مهامهم وفك ارتباطاتهم بمصالح في مصر..
كما قررت إيطاليا أيضًا تجميد عقود الحكومة الايطاليه مع نظيرتها المصرية، وكذلك الضغط على الشركات الخاصة لوقف أعمالها في مصر، ومن المنتظر أن يتصدر ذلك الشركات العاملة في مجال الغاز بما يهدد بوقف العمل بغاز شروق الذي يعتبر أمل مصر في نقلة نوعية لها في مجال الطاقة..
اللافت أن عددًا من الأصوات في البرلمان الأوروبي يطالب الآن بدعم إيطاليا باعتبار ريجيني مواطنًا ينتمي لإحدى دول الاتحاد الأوروبي وحقه حق أوروبي أصيل، وهو ما قد يجعل مصر هدفًا لقرارات أوروبية خطيرة، تبدأ بتوجيه بيانات وقرارات الإدانة إلى مطالب بتنفيذ المطلب الإيطالي وتسليم المتهمين بقتل ريجيني، وقد يصل التصعيد الأوروبي في مراحل تالية إلى سحب السفراء ووقف المشاريع المشتركة بما فيها مشروعات البنك الأوروبي للإعمار المكلف بتمويل المشروعات الصغيرة، وستطول العقوبات وقف الصادرات المصرية للسوق الأوروبية ووقف تأشيرات الدخول إلى أوروبا في حين تطالب أصوات أوروبية أخرى بضرورة طلب تسليم مسئولين مصريين تتهمهم بالضلوع في مقتل ريجيني أو التستر على قاتليه !
السطور السابقة تخيلية لما يمكن أن يحدث لمصر الأيام المقبلة في الافتراض الأسوأ..
والسؤال للبهوات مدعي الإنسانية ممن يحملون الجنسية المصرية ويحرضون ليل نهار لمعاقبة بلادهم ويسعون جاهدين لإثبات قتله على أيدي الأجهزة المصرية: الإجراءات السابقة هل ستطول النظام السياسي المصري فقط أم مصر كلها؟ هل الإجراءات السابقة عاقبت شخصا محددا أو مجموعة بعينها أم أن تأثيرها وأثرها فى كل المصريين؟ وماذا يمكن أن ينتج عن الحالة السابقة إن وصلنا إليها؟ هل ستتعطل أعمال كبار رجال الأعمال أم أن مشاريع مهمة ينتظرها هذا الشعب ستتعطل وستتوقف؟ ومن المستفيد من تعطل تعمير سيناء ومحطة الضبعة والمليون ونصف المليون فدان ونصف المليون وحدة سكنية؟ ومن المستفيد من عدم القدرة على استكمال صفقات الرافال والميسترال ونظام بريزيدنت الروسي المضاد للصواريخ حتى التي تستهدف الطائرات المدنية؟ من المستفيد من تعطل كل ذلك ووقفه؟
هذا مصيرنا للأسف أن أدرنا المتبقي من الأزمة بالطريقة التي أدرناها بها الفترة الماضية.. وقد أصبحت مكشوفة أوي لعبة حقوق إنسان مسالم، فلم نسمع من كل أنصار الإيطالي في مصر صوتًا واحدًا لمئات المصريين المسالمين تعرضوا لمشكلات خارج مصر ولا حتى لعشرات الأفارقة ممن يتعرضون لمشكلات داخل مصر ولا حتى للمصري المختفي في إيطاليا نفسه في بجاحة منقطعة النظيـــــر!
السؤال المباشر: هل عرفتم كم جاسوس في مصر ؟!