مصر والسعودية جناحا التنمية في المنطقة.. «المصري السعودي»: زيارة الملك سلمان للقاهرة خطوة لتوثيق علاقات البلدين.. «الشافعي»: الرياض أكبر شريك سياسي وتجاري.. و«الاستثمار»
أكد رجال الأعمال والمسئولون والخبراء أهمية العلاقات المصرية السعودية وزيارة العاهل السعودي لمصر التي تمثل أهمية كبيرة للبلدين على مختلف النواحي السياسية والاقتصادية.
وشدد رجال الأعمال على ضرورة حسم وعود الجانب السعودي بضخ 30 مليار ريـال للسوق المصرية، وألا يكون الأمر مجرد تصريحات فقط.
وأكد الدكتور وليد جمال الدين، عضو مجلس الأعمال المصري السعودي، رئيس المجلس التصديري لمواد البناء، أن زيارة العاهل السعودي لمصر تمثل أهمية كبيرة للبلدين على مختلف النواحي السياسية والاقتصادية.
المعونات
قال وليد جمال الدين، في تصريحات خاصة لـ«فيتو»: «إن الجانب المصري عليه التأكيد على عدم حاجتنا لمعونات جديدة بقدر ضخ استثمارات سعودية مباشرة بالسوق المصرية».
وأشار إلى أن هناك عددا كبيرا من التحديات تواجه جذب استثمارات سعودية لمصر، أهمها استمرار مشكلات المستثمرين السعوديين في مصر، سواء على مستوى بعض الشركات التي تم خصخصتها وإعادتها مرة أخرى للدولة أو المشكلات على الأراضي المخصصة لبعض الشركات السعودية، وعلى الحكومة حل هذه المشكلات لأنها تؤثر بشكل سلبي على جذب الاستثمارات الجديدة.
وشدد على ضرورة حسم وعود الجانب السعودي بضخ 30 مليار ريـال للسوق المصرية، وألا يكون الأمر تصريحات فقط.
شريك سياسي وتجاري
وقال المهندس حسن الشافعي، عضو جمعية رجال الأعمال المصريين، رئيس مجلس الأعمال المصري الروماني، إن المملكة العربية السعودية هي أكبر شريك سياسي وتجاري لمصر في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما يحدث منذ عشرات السنين، لافتًا إلى أنهم أكبر شريك في وقت الأزمات والحروب والثورات.
وقال «الشافعي» في تصريحات خاصة لــ«فيتو»، إن المنطقة العربية تمر بأزمات كبيرة نتيجة الهجوم الغربي على الوطن العربى ومحاولاتهم الدائمة لتفتيت الشرق الأوسط، وهو ما أدى إلى تقارب السياسات المصرية السعودية باعتبارهما أكبر قوتين اقتصاديتين وعسكريتين في المناطق العربية لمواجهة تلك الحملات التي تستهدف النيل من الوطن العربي.
وأضاف أنه تم بذل العديد من المجهودات لوقف نزيف الانهيار في اقتصاديات الدول العربية.
وأكد «الشافعي»، أنه بمجرد سعي الشعب المصري لتغيير حكم الإخوان وقفت السعودية إلى جانب مصر وقدمت لهم الدعم الاقتصادي والسياسي ودافعت عن وجهات النظر المصرية، كما أنها أمدت الدولة المصرية بالدعم البترول لمواجهة العجز في الموازنة، كما أنه كان لها اليد العليا في رفع الضغوط الرهيبة عن كاهل الاقتصاد الوطنى الذي يمر بأزمات طاحنة.
ولفت إلى أن السعودية تسعى لتقوية مركز مصر عسكريا ومساندتها سياسيا في مواجهة الضغوط الأمريكية والأوروبية بزعم حماية الإنسان في مصر لكنها تستهدف إثارة الفوضى في البلاد، مضيفًا أن الدولة المصرية ستظل قوية بمساندة أشقائها وبخاصة الحكومة والشعب السعودي.
زيارات متبادلة
وأكدت الزيارات المتبادلة بين القيادات المصرية والسعودية عمق العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين، وشهدت فترة حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي العديد من الزيارات المتبادلة على جميع المستويات بين البلدين؛ لبحث القضايا والمستجدات على الساحتين العربية والدولية.
رحبت داليا خورشيد، وزيرة الاستثمار بزيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين للقاهرة، والتي ستبدأ خلال أيام وثمنت وزيرة الاستثمار مواقف الملك سلمان الداعمة لمصر حكومةً وشعبًا.
مواقف السعودية
وأكدت أن مواقف السعودية لدعم مصر تعد علامات مضيئة في تاريخ البلدين، وتعبِّر عن قوة وترابط العلاقة الخاصة بين القاهرة والرياض، والتي تمثل تاريخًا من الأخوة والتعاون والنجاح.
جاء ذلك خلال الاجتماع الذي عقدته داليا خورشيد، وزيرة الاستثمار، مع وفد الجمعية المصرية السعودية لرجال الأعمال ونخبة من المستثمرين السعوديين؛ لبحث آليات حل المشكلات التي تواجه بعض المشروعات السعودية العاملة في مصر.
وحرصت الوزيرة خلال اللقاء على سماع شكاوى المستثمرين والتعرف على مقترحاتهم، وكذلك مناقشة كافة الظروف والتطورات التي تشهدها مشروعاتهم، والتعرف على العقبات التي تواجه بعض المستثمرين السعوديين بمصر، للاتفاق على كيفية التعامل معها والتدخل السريع من جانب وزارة الاستثمار لدى الجهات المختصة لتذليلها وسرعة حلها.
وأكدت داليا خورشيد، وزيرة الاستثمار، عزم الوزارة خلال المرحلة المقبلة على التواصل المستمر مع المستثمرين المحليين والأجانب، وفى مقدمتهم أصحاب المشروعات السعودية العاملة بمصر.
وأشارت إلى أن الفترة المقبلة ستشهد تفاعلا إيجابيا بين جميع الأطراف المتمثلة في كلٍ من وزارة الاستثمار وهيئة الاستثمار وجموع المستثمرين، بالتعاون مع كافة الوزارات المختلفة والجهات المعنية بالدولة، وذلك من أجل دفع عجلة الاستثمار والتنمية وتحقيق الصالح العام والنفع لكافة أطراف منظومة الاستثمار.
وأكدت الوزيرة ضرورة تشكيل فريق عمل لبحث كافة مشكلات الشركات السعودية، كما أصدرت تكليفات بسرعة التواصل والتنسيق مع الجهات المعنية لحل وتذليل العقبات التي تواجه المشروعات.
وقالت: «نحن نعمل معكم يدًا بيد من أجل حل مشكلات بعض الاستثمارت السعودية في مصر وفق خطة عمل مشتركة، وذلك من منطلق إيماننا بأننا وسطاؤكم لدى كافة الهيئات وكيانات الدولة».
وأضافت داليا خورشيد: «نحن نتواصل ونتكامل مع كافة الوزارات والجهات الإدارية بالدولة لصالح المستثمر ولدفع وتنشيط حركة الاستثمار، كما نسعى لإيجاد حلول ودية مع كافة الأطراف قبل اللجوء للجان فض المنازعات أو التحكيم الدولى.
الجمعية المصرية السعودية
وأكد أعضاء مجلس إدارة الجمعية المصرية السعودية لرجال الأعمال الشكر لوزيرة الاستثمار على أن مشكلة منح تراخيص الأراضي إلى جانب بعض القرارات من جانب الأجهزة الإدارية بالدولة تمثل أهم العراقيل التي تواجه بعض المشروعات السعودية العاملة في مصر.
وأكد المستثمرون السعوديون وممثلو مجتمع الأعمال السعودى حرصهم على التواجد بالسوق المصرية، ونية الكثيرين منهم في التوسع باستثماراتهم خلال الفترة المقبلة في ظل الفرص الواعدة المتاحة والجهود التي تبذلها الدولة المصرية لمضاعفة حركة الاستثمار وتطوير وتهيئة مناخ الأعمال.