رئيس التحرير
عصام كامل

«قمة الحزم».. 5 رسائل غير معلنة للقاء «السيسي» و«سلمان»

السيسي والملك سلمان
السيسي والملك سلمان

تستعد القاهرة غدا الإثنين، لاستقبال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، في زيارة هي الأولى من نوعها لملك السعودية إلى مصر منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسي، مقاليد الحكم في البلاد.


وتكتسب الزيارة أهمية قصوي من حيث التوقيت والمضمون، خاصة أنها تأتى عقب انفجار شلال من الشائعات حول تصدع العلاقات بين جناحى الأمة العربية والإسلامية –القاهرة والرياض-، صحيح أن القمة المرتقبة بين الزعيمين تأتى في سياقها الإعلامي مرتبطة بـ"اجتماعات المجلس التنسيقى المصري السعودي"، وفى جوهرها تشكل "قمة حزم" للرد على المحرضين والذين نجحوا لوقت قصير في زرع فتيل أزمة بين جناحى الأمة، نزعته الفوضى العارمة التي تجتاح دول المنطقة وتهدد أمنها.

وبالرغم من توقع إعلان جميع التصريحات الصادرة عن قمة الملك والرئيس لوسائل الإعلام، هناك 5 رسائل غير معلنة سوف يفضل الأشقاء اقتصارها على المناقشة داخل بيت العائلة لتصل صداها إلى الأطراف المعنية بها تعرضها "فيتو" في التحليل التالى:

حلم الإخوان
الرسالة الأولى.. عنوان وصولها "خاص لجماعة الإخوان"، بعد نجاحها في إثارة الفتن بين القاهرة والرياض منذ رحيل الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وعمل الجماعة منذ حينها على ترويج أكاذيب منسوبة للمسئولين في البلدين، واستغلال الأوضاع الاقتصادية لمصر والأمنية للسعودية، بهدف تصديع حائط العلاقات المتماسك منذ عقود.

ومن المؤكد أن الزيارة والبيان المرتقب عنها، سوف تكتب نهاية لأحلام الجماعة في اختطاف الرياض والتعويل على نظامها لمؤازرتها ضد النظام المصري، وفقدان الأمل في وساطة سعودية زعمتها الإخوان للإفراج عن "مرسي" وقيادات الجماعة من السجون.

وداعا أردوغان
الرسالة الثانية.. سوف تكون واضحة وضوح الشمس للرئيس التركى رجب طيب أردوغان، الذي عول على أكاذيب الإخوان بهدف التقرب من السعودية، واستقطاب نظام الحكم هناك من دائرته العربية، والدفع به إلى مجرد معين لدولة الخلافة وحلم العثمانيين الجدد.

وخلال العامين الماضيين، كشفت أزمات المنطقة حقيقة الدور التركى ومدي أطماعه في الهيمنة الإقليمية على حساب الدور التاريخى لمصر والسعودية، وجعل من علاقاته مع الرياض "لعبة نرد" لتحقيق مكاسب خاصة، وسط تصريحات رنانة كشفتها تراجعها عن المشاركة في "عاصفة الحزم" باليمن، ومحاولته جر السعودية إلى مستنقع سوريا.

بقاء الأسد
الرسالة الثالثة.. من المرجح بقوة تعلق محتواها بالأزمة السورية ونقطة الخلاف الجوهرية بين القاهرة والرياض فيما يتعلق بمستقبل النظام السوري، في ظل رؤية القاهرة بضرورة الانتقال السياسي خشية تفتت الدولة وسقوطها في يد التنظيمات الإرهابية، في الجهة المقابلة تعتبر السعودية رحيل بشار الأسد الفوري انتصار للثورة.. هذا التضاد نجح المتصربون في اصطياده لتعكير صفو العلاقات والسعى لتأزمها.

ومن المرجح أن يستحوذ هذا الملف على مناقشات الزعيمين بعيدا عن الكواليس بهدف توضيح المقصود من رسائل التضاد المتبادلة بما يخدم مصلحة الأمة العربية وفى قلبها سوريا الأرض.

دور تميم
الرسالة الرابعة.. متجهة إلى قطر مباشرة لتستقر بين يدي الأمير تميم بن حمد، الذي استغل جميع الملفات العالقة بالمنطقة بهدف التآمر على مصر والسعودية معا، خاصة بعد نجاحها في خديعة المملكة في ملف اليمن وتأجيج الصراعات الطائفية بين السنة والشيعة هناك، وفى ذات الوقت قام بتوقيع اتفاقيات أمنية مع إيران التي تسعى السعودية لتحجيم نفوذها في صنعاء من خلال كسر ذراعها المسلح "ميليشيات الحوثى".

ولم تسلم العلاقات المصرية السعودية من مؤامرة منبر "الجزيرة" القطرية على مدى الشهور الماضية شملت جميع الوسائل سواء المقروءة أو المسموعة بهدف إحداث الفتنة الكبري.

مأزق اليمن
الرسالة الخامسة.. متعلقة بمأزق اليمن والذي انتصرت فيه الرؤية المصرية إلى حد كبير بعد عام من المعارك العسكرية، استغلتها جماعة الإخوان هناك لصالحها في كل شيء، ولم تنتصر الجماعة لمصلحة الدولة اليمينة العليا ووحدة أراضيها بل سعت جاهدة للسيطرة على المدن الاستراتيجية، وأفسدت جميع الاتفاقيات التي يرعاها المبعوث الأممى إسماعيل ولد الشيخ.

وبالرغم من تصريحات الأمير محمد بن سلمان وولى ولى العهد ووزير الدفاع حول اقتراب انتهاء المعارك والتعويل على محادثات الكويت للوصول إلى توافق سياسي، أفسده اليوم الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادي بقرار الإطاحة بنائبه خالد بحاح المقبول من جميع الأطراف، وتعيين الجنرال على محسن الأحمر المحسوب على جماعة الإخوان نائبا لرئيس الدولة بهدف نسف المفاوضات قبل بدايتها واستمرار السعودية في القتال بساحة قتال عصية على الإصلاح.
الجريدة الرسمية