رئيس التحرير
عصام كامل

الأسعار.. والإعلام!


لو كنت مكان الرئيس عبدالفتاح السيسي لأوليت عناية كبيرة جدا لأمرين الأول انقلاب الأسعار..نعم لقد قال الرئيس السيسي: «لن نسمح بارتفاع الأسعار بعد رفع الدولار وخفض الجنيه.. لكن رغم ذلك ارتفعت بالفعل الأسعار وما زالت ترتفع.. وقال وزير التموين: إنه اتفق مع مجموعة من السلاسل التجارية بعدم رفع الأسعار خاصة أسعار السلع الغذائية، لكن أسعار هذه السلع ارتفعت بالفعل قبل أن يحدث هذا الاتفاق داخل هذه السلاسل وخارجها.


وهذا الارتفاع في الأسعار يرهق أصحاب الدخول المحدودة والمتوسطة ويزيد الأعباء عليها، ولذلك بدأ كثيرون بينهم يعبرون عن ضيقهم أو عدم رضاهم.. وعندما يصبح أصحاب الدخول المحدودة وغير راضين أو يعانون الضيق يصبحون عرضة - للتأثير من قبل الذين يستهدفون تحريضهم وحثهم على التعبير عن عدم رضاهم هذا أو ضيقهم الذي يشعرون به..وهذا من شأنه أن يؤثر بالسلب على ما تحتاجه من تماسك الوطن في ظل الحرب التي نخوضها ضد الإرهاب والمؤامرات التي نواجهها وتستهدف النيل من كيان دولتنا الوطنية.

وقد ينبري مسئول في الحكومة -بعد تعديلها- ليتولي لنا أن ارتفاع هو الدواء المر الذي علينا أن نتجرعه نظرا لأنه يصعب الاستمرار في الأسعار غير الاقتصادية التي لا تغطي التكلفة، تكلف إنتاج السلع والخدمات.. لكن في مقدرونا التقليل من هذا الدواء المر من خلال مواجهة الاحتكارات التي تتحكم في أسواقنا وتفرض قانونها عليها والأسعار التي تشاء، وتحقق أرباحا هائلة.. ولو قامت الحكومة بذلك ستقنع أصحاب الدخول المحدودة والمتوسطة بأنها تهتم بهم وتساندهم وترعاهم بالفعل، وبالتالي لن تجعلهم فريسة لبعض وسائل الإعلام.. وهذا ينقلنا إلى الأمر الثاني الذي يحتاج اهتماما من الرئيس السيسي.

فهو لم يكسب الإعلام حتى الآن، ولم يستفد من الإعلام في الترويج لما يقوم به ويعمله ولرؤياه وأفكاره.. بل لقد بدا الإعلام أنه في الأغلب يخاصمه وينتقده على طول الخط باستثناء بعض الأوقات القليلة والاستثنائية.. ولعل أحد أسباب ذلك هو افتقاد مزدوج.. افتقاد صبغة ملائمة للتعامل والتواصل مع الإعلام.. وافتقاد تنظيم الممارسات الإعلامية، لتأخر تشكيل المجلس الأعلي لتنظيم الإعلام.. وهكذا نحن نحتاج الآن السيطرة على الأسعار وتنظيم الإعلام.
الجريدة الرسمية