رئيس التحرير
عصام كامل

أستاذ سيد علي.. «أرجوك لا تحبسني بسرعة»!


برافو "فيتو".. فبعد لحظات من نشر مقالنا عن الصحفي سيد علي -مع حفظ الألقاب- كان هو على علم به وبردود أفعاله، حيث انتشر بسرعة الصاروخ على العديد من عشرات وربما مئات الصفحات والمجموعات وبآلاف التعليقات عليها جميعها، وبما يتناسب عكسيًا -فيما يبدو- مع شعبية الكاتب الكبير، وقد كان المقال -فيما يبدو أيضًا- موجعًا.. ولكننا علمنا أنه قام بالرد علينا في برنامجه أمس وبعد أسبوع كامل من إذاعة حلقته، ويبدو تأثير "فيتو" طاغيًا على عكس ما توقع سيد علي -مع حفظ الألقاب- وهو أمر لا علاقة له بالقناة المحترمة التي يعمل بها، ولا بالإعلاميين المحترمين الذين يعملون بها، إنما من المؤكد أن له علاقة بشعبية برنامجه هو نفسه وحده!


كان سيد علي -مع حفظ الألقاب- وبعد أن اتصل يشكو لصديق وراء آخر، قد هاجمنا بما يعتقد أنه عنف وأنه شدة وأنها العين الحمرا التي سيرهبنا بها، وأنه بها قد ثأر لنفسه وراح يهدد ويتوعد ويؤكد أنه قادر على سجني ثم وجّه اللوم لـ"فيتو"، لأنها سمحت لي بذلك، ثم أكد أنه لن يلجأ للقضاء لسبب جوهري قاله في حديثه عرفته منه لأول مرة وهو أنني "عيل صغير"!! إلا أنه انفعل أكثر وأكثر وقال: "إيه شغل المخبرين ده؟" وقال شوية حاجات أخرى كدة لم أفهم ولم أتبين معانيها لشدة انفعاله، لكن سنتركها للمحكمة.. ثم ألقى بنسخة المقال في الهواء ولا نعرف ألقاها في وجه من؟ هل وجه الجمهور أم وجه مصوري برنامجه؟!

في الحقيقة وبعد ذكر أسباب هذه السطور ندخل في الموضوع الآن.. فقد كان رده في برنامجه أقرب للكوميديا منه إلى الجد، ووضعه في مأزق أكثر من دفاعه عنه، وقد أكون بالنسبة له فعلاً صغيرًا في السن فهو رجل كبارة -شيبة وهيبة كدة يعني- ولكني لا أعرف من قال له إن الوعي والثقافة والعلم بتاريخ البلاد يكون بالسن ؟ بل ربما كان السن عبئًا فيها وقد قلنا المعنى في المقال واعترفنا بالخجل ونحن نقدم لـ"أستاذنا" ما لا يعرفه، والمفترض أن يحدث العكس فنسعى إليه نسأل ونتعلم!

إحساسنا بالكوميديا دفعنا لاختيار عنوان يحاكي العمل الإذاعي الوحيد الذي قام ببطولته العندليب عبد الحليم حافظ وهو مسلسل "أرجوك لا تفهمني بسرعة"، وإن كان عنواننا يحمل تهكمًا فعليًا من تهديدات سيد علي -مع حفظ الألقاب- وبما نضطر معه إلى إفهامه معلومات أخرى وهو أن الحبس ألغي في قضايا القذف، كما أنه يتم التسامح فيه قضائيًا في حال عدم توافر الركن المعنوي وهو القصد الجنائي، وهو غير متوفر يا عم سيد علي -مع حفظ الألقاب- في مقالنا، بدليل ألفاظ الاحترام لك في سطور المقال، أما العنوان القاسي فمن أحكام محكمة النقض السابقة والتاريخية أيضًا هي جواز استخدام الصحفي الألفاظ التي من شأنها توصيل فكرته للقارئ حتى مع قسوتها!

أنت اعتبرتني "عيل صغير" ولم تقاضني، وأنا سأعتبرك رجلاً كبيرًا مسئولاً عن تصرفاتك وسأقاضيك.. حتى لو لم تكن ذكرت اسمي إذ تكفي أوصاف لا تنطبق إلا علينا، ولم يكتب المقال المذكور في "فيتو" غيرنا.. وقد تكلمنا في الموضوع وأنت تكلمت عن شخصي الفقير.. تكلمنا في موضوع عام وأنت تكلمت في موضوع خاص.. تعرضنا لقضايا تخص الوعي برجال قدموا للوطن الكثير، وأنت اهتممت بالدفاع عن نفسك.. حسن النية متوفر لدينا، فالمقال لم يتصل بمسألة شخصية وأنت تفتقد لحسن النية لأن اهتمامك انصب في الدفاع عن شخصك في مواجهتي.

وصفت كلامنا بكلام "المخبرين" وقد كنا ندافع عن مصر وحالها بعد ثورة الجيش عام 52 ومنذ رحيل الملكية ولا نعرف "مخبر" لمن؟ للنظام الجمهوري مثلا؟ أم لجيش مصر؟ أم لشعراوي جمعة وزير داخلية جمال عبد الناصر؟! 

مش تركز يا سيد يا علي -مع حفظ الألقاب- قبل اتهام الناس باتهامات مضحكة؟ ولاّ يكونش أنا من قلت إنني ابن المشروع الإسلامي واستضفت أسرة أحد مرشدي الإخوان سيرًا مع التغيرات الجديدة وبعد أن قلت في السابق إن مبارك -الذي ثار عليه الإخوان- خط أحمر؟ ولاّ يكونش أنا؟

لقد كنا في المعارضه زمن مبارك وأيام الإخوان على السواء.. لم نتبدل ولم نتغير.. أما أنت يا عمنا سيد- مع حفظ الألقاب- متهم باستغلال برنامجك في قضايا شخصية وتعمد إهانة زعماء مصر والترويج لمعلومات خاطئة من شأنها التأثير في وعي الأجيال الجديدة، وأثبتنا بعضها بالمقال الفائت والباقي ثابت ومثبوت بالصوت والصورة. 

أما المدهش هو الفضيحة الأدبية الكبرى لحضرتك سيد علي -مع حفظ الألقاب- إذ تتباهى دائمًا بالليبرالية وتهتم بالظهور في صورة داعية الحريات المنتقد لدولة القمع والعصف بالحريات، إلا أنك وفي أول اختبار تطلب بقمعي والعصف بقلمي وتحرض على منعي من الكتابة وتهدر حقك في الرد بل وتستغل وسيلة إعلامية في تصفية حسابات خاصة!!

إيه؟ كله تناقضات كدة؟ على كل حال وبعد الاعتذار عن استهلاك المقال، نحن مضطرون فيما يبدو أنه لأمر شخصي إلا أننا نقولها علنًا وصراحة: إننا سنلتقي بعد فاصل قصير ومفاجآت عديدة مع سيد علي -مع حفظ الألقاب- أمام القضاء وفي هيئة الاستثمار!!
الجريدة الرسمية