رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. «صان الحجر» خارج خريطة المسئولين.. الآثار معرضة للتآكل بسبب ارتفاع المياه الجوفية.. انعدام المرافق والخدمات سبب عزوف السياح.. والأهالي يطالبون محافظ الشرقية بالتدخل وحماية

فيتو

تعتبر منطقة صان الحجر الأثرية في محافظة الشرقية، من أهم المناطق الأثرية على مستوى جمهورية مصر العربية، وأهم المناطق العلمية للتعرف على تاريخ الفراعنة.


فهي إحدي عواصم مصر القديمة والتي اشتهرت باسم تانيس، وتضم المنطقة بقايا المعابد التي شيدها الملك رمسيس الثاني (1304-1237ق.م ) ومجموعة التماثيل الضخمة والمسلات التي ترجع له بالإضافة إلى أثار ترجع لملوك الأسرتين الحادية والعشرين ( 1081-931ق.م) والثانية والعشرين (931-725ق.م) من معابد ومقابر ملكية حيث اتخذت صان الحجر أو تانيس عاصمة للأسرة الحادية والعشرين، كما عثر بها على مقابر للأمراء وكباء رجال الدولة.

وقد عثر بالمقابر الملكية على مجموعة من الكنوز الذهبية والتي عرفت فيما بعد بكنوز تانيس الذهبية والتي تضم مجموعة من التوابيت والحلي الذهبية كما عثر على مجموعة من التماثيل التي تحمل أسماء رمسيس الثاني ومرنبتاح.

ورغم الأهمية الكبري لمنطقة صان الحجر الأثرية، إلا أن الدولة تغاضت عنها وتعرضت للهلاك والتآكل بسبب ارتفاع منسوب المياه الجوفية أسفل المنطقة بأكملها، بالإضافة إلى إهمال المسئولين وعدم توافر أي من المقومات السياحية بها.

ضعف الإقبال

يقول محمود نصر، أحد أهالي مركز الحسينية التابع لها مدينة صان الحجر الأثرية بالشرقية، إن منطقة آثار صان الحجر، مقر الملوك والفراعنة منذ قرون، وكانت عاصمة مصر الأولى خلال الأسر الواحدة والعشرين والثانية والعشرين، وكان يمر بها اليم الذي أُلقي بها سيدنا موسى، والمعروف ببحر مويس الآن، وأثبت التاريخ أن سيدنا موسى مر من هذه المنطقة وهو طفل رضيع بعد أن ألقت به والدته باليم، حتى وصل لفرعون مصر، وأيضا بهذه المنطقة أقام سيدنا يوسف الصوامع التي قام بتخزين الغلال بها، لحل أزمة السبع سنوات جفاف التي تمر بها مصر.

وأضاف أنه رغم ذلك إلا أن هذه المنطقة تعتبر قامة علمية كبيرة على مستوى العالم تأتي إليها البعثات الفرنسية وغيرها للبحث عن الآثار والتعلم، وسقطت من حسابات المسئولين المصريين، ما تسبب في ضعف إقبال السياح الأجانب عليها.

انعدام المرافق والخدمات

وأكد مجدي البقري، أن المنطقة تشهد إهمالا كبيرا، فهي خالية من المرافق العامة للسياح، فلا يوجد بالمنطقة أي خدمات بالإضافة إلى أن الطرق الخاصة بالوصول للمنطقة الأثرية غير جيدة، والمنطقة عمومًا في وضع لا يليق بـ«تانيس» مقر الملوك، ولا يوجد بها متحف مناسب لقيمة مكان أثري كصان الحجر.

وأشار إلى أن الدكتور رضا عبدالسلام محافظ الشرقية السابق، وجه اهتمامه بالمنطقة وكان يأتي لزيارتها وأعلن تهيئة الطريق المؤدي إلى مدينة بورسعيد للتسهيل على السائحين وليفتح مجالا للوافدين من خارج الجمهورية وداخلها، ووعد بالعمل على تطوير المنطقة لما لها من مكانة عالية داخل وخارج مصر، فضلا عن أمره لجميع مسئولي التربية والتعليم والتشديد عليهم بإعداد رحلات مدرسية لتنشيط السياحة الداخلية بالمنطقة ولكن لم يٌمهله القدر لتنفيذ ما حلم به، أما المحافظ الذي خلفه فلم نره ولم يأت لزيارة المنطقة.

المياه الجوفية

فيما قال فهمي الشربيني أحد أهالي مدينة صان الحجر، إن وجود مياه جوفية أسفل منطقة الآثار يؤدي إلى تهالكها وتآكلها بسبب زيادة ملوحة المياه الجوفية وكثرة المعادن بها، مؤكدا أن الدولة انتهت من مشروع لضبط منسوب المياه الجوفية بمنطقة الآثار بصان الحجر، وبالفعل تم إنشاؤه بالكامل ووضع مواسير السحب أسفل المنطقة بمساحة 600 فدان، بتكلفة 14 مليون جنيه، ولكن هذا المشروع تحول إلى غرفة مغلقة.

وتابع فهمي أن المشروع رغم الانتهاء منه بالكامل لم يتم افتتاحه أو العمل به، وذلك بسبب خطأ جسيم حيث إن القائمين على المشروع لم يفكروا في طريقة صرف المياه، وفكر مسئولو هيئة الآثار بإلقاء المياه بالترعة الخاصة بالمدينة ولكن مسئولي الري رفضوا ذلك، بحجة أن ملوحة المياه عالية جدا وبها معادن خطرة على الأرض الزراعية وتؤدي لقتل المحاصيل الزراعية وبوار الأرض.

وأكد فهمي أنه تم عرض أحد الحلول على المسئولين بإنشاء محطة تحلية بالقرب من المحطة وبهذا يتم الاستفادة بالمياه الجوفية فضلا عن سحبها من أسفل الآثار لحمايتها من التآكل، ولكن لم يهتم أحد.

وطالب الأهالي مسئولي الآثار ومسئولي محافظة الشرقية، بضرورة الاهتمام بالمنطقة الأثرية «صان الحجر» المعروفة قديما بـ«تانيس» عاصمة مصر الأولى، لما لها من قيمة تاريخية وعلمية كبري.
الجريدة الرسمية