مدير قصر ثقافة أسيوط: الثقافة وصلت لتدهور غير مسبوق ووزارتها تعاني من انخفاض ميزانيتها

• نأمل في إدارة المبدعين للأنشطة بأنفسهم

ضياء مكاوى مدير قصر ثقافة أسيوط يتردد اسمه كثيرا بين الأوساط الثقافية منذ أن قررت الهيئة العامة لقصور الثقافة تعيينه رئيسا للقصر منذ 16 عاما وكيف ارتقى به خلال سنوات من توليه منصبه الذي اعتاد على توليه كبار السن وشيوخ الثقافة ليصل بقصر ثقافة أسيوط للقمة بين غيره من المؤسسات الثقافية بالجمهورية.. "فيتو" التقته في سياق الحوار التالى:

*كيف تمكنت من إدارة قصر الثقافة وما الذي أهلك لهذا المنصب في سن صغيرة ورغم دراستك في مجال الزراعة؟
كنت على دراية تامة بالعمل الثقافى فرغم حصولى على بكالوريوس الزراعة ومن بعده ماجستير الاقتصاد الزراعى إلا أننى التحقت بالدراسات الثقافية فحصلت على دبلومة مدير ثقافى من معهد جوتة الألمانى بالإضافة إلى أكثر من دورة تدريبية في الإدارة مما أهلنى لتولى المنصب في سن الـ 28 عاما وكنت وقتها أصغر مدير قصر ثقافة في الجمهورية.

*كيف حال قصور الثقافة ومن بينها قصر ثقافة أسيوط؟
الثقافة كغيرها من المجالات تتأثر بما يحدث في الأوطان وإن كانت هي المؤشر الحقيقي لوعي المجتمعات إلا أن قصور الثقافة ووزارتها بمصر تعانى أكثر من أي وزارة أخرى وخاصة لانخفاض ميزانيتها والتي تتطلب نظرة أشمل من المسئولين لرفع حالة التدهور التي وصلت لها قصور الثقافة في الأيام الأخيرة وخاصة بعد الثورة من جراء تراجع الاقتصاد المصرى، أما بالنسبة لقصر ثقافة أسيوط فحدث به ثورة تطور كبيرة واهتمام جعله يحجز لنفسه مكانا في المراكز الأولى على مستوى قصور الثقافة وإن كان له السبق في بعض المجالات.

*أي مجال كان لقصر ثقافة أسيوط السبق فيه؟
قصر ثقافة أسيوط دائما ما يسعى لتطوير العمل الثقافي من خلال تطبيق الأفكار الحديثة لذلك كان له السبق في انطلاق أول موقع للمكتبة الإلكترونية في قصور الثقافة على مستوى الجمهورية، التجربة التي تعد الأولى من نوعها في التطبيق بقصور الثقافة لعملية الفهرسة الإلكترونية في التصنيف للكتب والمجلدات.

*كيف تسعى ليكون لقصر الثقافة دور مؤثر للرواد تجاه قضاياهم المجتمعية ؟
لا شك أن لقصور الثقافة عامة دور ريادي في التأثير على الأفراد وخاصة في القضايا المجتمعية وكانت قديما الصالونات الثقافية والجلسات الأدبية هي ملتقى السياسين والصفوة وكان من خلالها تناقش كل صغيرة وكبيرة تحدث في الدولة واليوم مثل البارحة وإن كانت أكثر أهمية في مناقشة ما تمر به الدول وبحث سبل التطوير للتنمية الشاملة ونطبق ذلك من خلال عقد الندوات الدورية لمناقشة الأحداث الجارية كما يتم تنظيم جلسات توعوية وحوارية تربط بين الثقافة وما يحدث على أرض الواقع.

*ما هي المعوقات التي تواجه قصور الثقافة وخاصة بأسيوط ؟
قصور الثقافة هي كيانات تعمل من أجل تثقيف المواطن وتخريج مهارات المبدعين لذلك تحتاج دائما للدعم المادى والمعنوى من قبل الوزارة كما تحتاج لزيادة حجم المتخصصين والمبدعين وتوفير الإمكانات الملائمة من الأجهزة الحديثة والتكنولوجية والفنيات التي تجعل من قصور الثقافة هي الجاذب الأول للأفراد ليس فقط للتثقيف وإنما للترفيه وبذلك تخرج الإبداعات التي يمكن أن تساهم في مسابقات عالمية.

*ما هي نشاطات قصر ثقافة أسيوط التي تجعله في المقدمة كمقصد ترفيهى وتثقيفى ؟
تعتبر محافظة أسيوط الملتقى الثقافى الأول للمبدعين في صعيد مصر لكونها بلد مركزى كما أن قصر ثقافة أسيوط يضم العديد من الأنشطة التي تزداد يوما بعد يوم، ولدينا أنشطة خاصة بالطفل وأخرى للشباب وحتى الكبار حيث يضم نشاطات ترفيهية بجانب الثقافية مثل نادي الأدب والكورال الموسيقى وفرق الفنون الشعبية والنادي التكنولوجى ومكتبة الطفل ونوادى للكتاب والقصة والمسرح والأعمال اليدوية وتدريبات التمية البشرية وورش الرسم والخزف وفنيات الصوت ونوادى التكنولوجيا، كل هذه النشاطات للكبار والصغار جعلت من قصر ثقافة أسيوط المقصد الأول في أيام الإجازات والدراسة حتى إنه ينافس النوادى الترفيهية.

*ما موقف قصر الثقافة من غلق آخر سينما في أسيوط وكونها نشاط ثقافى وترفيهى؟
كان لقصر ثقافة أسيوط موقف واضح منذ إعلان غلق آخر سينما في أسيوط وخاصة بعد أن قضى بذلك على نشاط ثقافى هام وعلى الفور قدم القصر مبادرته باستقبال جماهير السينما بداخله نظرا لوجود سينما شتوى وأخرى صيفى الأمر الذي أيده المهندس ياسر الدسوقى محافظ أسيوط وخاصة أن السينما الصيفى يمكن لها أن تستقبل جمهورا مكونا من 297 فردا لكونها مفتوحة، أما المسرح الشتوى فيستقبل 441 ويقام عادة به الحفلات ويمكن أن يعملان معا بالتوازى في نفس الوقت.

*ما هي آخر مشاركات قصر ثقافة أسيوط العالمية ؟
قصر ثقافة أسيوط يشارك كثيرا في المهرجانات العالمية وقد مثلت مسرحية "اللحاد" التابعة للنشاط المسرحى بالقصر مصر في مهرجان المغرب لمسرح كا، شارك القصر بفرقة الفنون والآلات الشعبية في مسابقات عالمية وحصد العديد من الجوائز فضلا عن فرقة الموسيقى العربية بالإضافة إلى استقبال القصر للملتقى الدولى الثالث لمهرجان الكايكاتير قريبا.


*وما الذي تأمل تنفيذه بقصر ثقافة أسيوط والقصور الثقافية عامة ؟
بدأت بالفعل في تطبيق نظام جديد أمل أن تسير عليه جميع المؤسسات الثقافية وهو أن يدير المبدعون والمتخصصون الأنشطة الثقافية بأنفسهم الأمر الذي من شأنه أن يستقطب رواد وزائرين جدد للقصر كما أنه يساهم في تنمية المواهب وينشر العمل الإبداعى ويخدم عليه مما يخرجه في أروع صورة وبحرفية أكثر وخاصة في الفنون ونادي السينما وورش الأعمال الثقافية والمشروعات التي تتعلق بتنمية الطفل وتطوير أفكاره فيكون العمل الثقافى على أكمل وجه يسهم في تكوين مجتمع مثقف وواعى ذو كفاءات عالية ورقى فكرى وإبداعى مستنير.