رئيس التحرير
عصام كامل

جنينة وخاطف الطائرة المصرية! «٢»


لأننا لسنا ملائكة وإنما بشر، فمن المؤكد أن كل فعل أو عمل تقوم به لن يكون كاملاً.. ولذلك يمكننا أن ننفذ أي عمل حتى ولو كانت نسبة الصواب فيه كبيرة.. لكن هناك بالطبع فارقًا بين السعي لتحسين أي إجراء أو عمل أو قرار وبين السعي للنيل ممن قام به.. وهذا الأمر ينطبق على معظم -وليس كل- الانتقادات التي تناولت عزله جنينة، أو إدارة حادث خطف الطائرة المصرية.. فهناك متربصون يفتشون فقط عن الأخطاء، وإن لم يجدوها يصنعونها مثلما حدث في عزل جنينة الذي يعرف هؤلاء أن وجوده أو عدم وجوده على رأس جهاز المحاسبات ليس شرطًا ضروريًا لمحاربة الفساد، وأيضًا مثلما حدث في حادث خطف الطائرة الذي يعرف هؤلاء أيضًا أن خبراء الطيران الدولي أشادوا بما قام به قائدو طاقم الطائرة المخطوفة ضمانًا لسلامة ركابها.


إن محاربة الفساد ليس مرهونًا بشخص من يتولى رئاسة جهاز المحاسبات وإنما هي تحتاج لفرق تطبيق القانون على الجميع بلا استثناء، مع تطوير الجهاز الإداري لسد الثغرات التي ينفذ منها الفاسدون، مع الالتزام بمنهج الشفافية في كل أعمالنا الحكومية.

أما حماية مطاراتنا سواء ضد الإرهارب أو محاولات خطف الطائرات يحتاج للالتزام بالإجراءات الأمنية والتكنولوجية المعمول بها عالميًا.

بينما حدوث فساد هنا وهناك أو حادث إرهابي هنا وهناك لا يتحمل مسئوليته رئيس الجمهورية، خاصة إذا كان لا يتستر على فساد ويصر على الاستمرار في محاربة الإرهاب.
الجريدة الرسمية