رئيس التحرير
عصام كامل

حاكموا علاء الأسواني فالفضيحة اليوم بالعبري!


حتى اللحظه ورغم مرور أيام على إعلان دار نشر "زمورا دفير" الصهيونية على ترجمة رواية "عمارة يعقوبيان" لصاحبها علاء الأسواني وتوزيعها في دولة العدو الإسرائيلي إلا أن شيئا مما رأيناه ضد آخرين قد تم.. فلا انتقادات ولا مطالب بالإحالة للتحقيق ولا توقيعات لمحاسبة الأسواني باتحاد الكتاب ولا صحف مصرية أعلنت وقف تعاملها مع الأسواني!


صحيفة معاريف الإسرائيلية تمدح الأسواني وتقول: "الرواية نجحت في تسليط الضوء على مشكلات المجتمع المصري عندما صدرت في عام 2002 وتمت ترجمتها إلى أكثر من 30 لغة وعقب اندلاع ثورات الربيع العربي رأي كثيرون أن الرواية تنبأت بها كما اعتبرت رمزا للنضال من أجل حرية التعبير في الدول العربية"! ثم تمدح شخص الأسواني وتقول: "الأسواني ليس كاتبا عاديا إنما أيضا شخصية سياسية لها وضع خاص"!

محررة الطبعة العبرية لـ "عمارة يعقوبيان" تامي تشيفنيك تمدح أكثر وتقول: إن "الأسواني رسم بشجاعة صورة واقعية عن الفترة التي عاصرها هو وأبناء جيله مجتمع يقوم على المحسوبية والرشاوى والإذلال"!

المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي المجرم أفيخاى أدرعى لم يتخلف عن الزفة ويعلن عن ابتهاجه بصدور الرواية بـ"العبرية " مهنئا كاتبها والقارئ الإسرائيلى من خلال تغريدة له على صفحته الشخصية على "تويتر"!

جاكي خوجي الصحفي الإسرائيلي المتخصص بمهاجمة الرئيس السيسي والذي تحدثنا عنه من قبل في برنامج "القاهره 360 " يدخل على خط الاحتفاء ويقول "علاء الأسوانى" ليس مجرد كاتب روايات ناجح، وإنما يشكل أيقونة سياسية"!

الآن الطبعة العبرية في مكتبات إسرائيل وعند باعة الصحف في الأرض المحتلة، وكثيرون من أصدقاء الأسواني لم نسمع لهم حسا رغم كل ما سبق وكأنهم لم يروا ولم يسمعوا شيئا، "ويسوقون الهبل على الشيطنة" ليس لأن الأسواني أحرجهم، وإنما أملا في مرور الأزمة بسلام وتوظيفهم للأسواني في معركته ضد الإدارة المصرية والرئيس السيسي نفسه!

علاء الأسواني يتحايل على الأمر ويعلن على تويتر أيضا تنصله من الموضوع عبر مكتبه ويقول: "يؤكد الدكتور علاء الأسواني أنه لم يوقع في أي وقت أي عقد مع أي دار نشر إسرائيلية لنشر أعماله"!

ياه.. بجد والنبي يا دكتور علاء؟ هو حد قالك أصلا إنك اتفقت مع دار نشر إسرائيلية؟ علاء الأسواني هنا لا يكذب فلم يقل أحد أصلا أنه تعاقد إلا مع دار نشر أمريكية هي "توبى بريس" حصلت على حق طبعها بالعبري وتوزيعها هناك، وإن كان الأسواني صادقا لاشترط مع الدار الأمريكية على عدم طباعتها بالعبري أو على الأقل عدم توزيعها مع أي دار نشر إسرائيلية، ولو كان صادقا لطلب بفسخ تعاقده مع الدار الأمريكية على فرض عدم علمه بطباعتها هناك، إلا أن المفاجأة هي تصريحات جاكي خوجي نفسه الذي فضح الأمر كله وقال إلى معاريف وترجمته المصري اليوم ولم ينف الأسواني وقال: "صدور الترجمة العبرية للرواية جاء بموافقة رسمية وقانونية من "الأسوانى" الذي كان يرفض في السابق ترجمة كتبه إلى "العبرية" بدعوى "رفضه التطبيع" مشيرا إلى تهديد "الأسوانى" سابقا بإقامة دعاوى قضائية ضد أي دار نشر تجرؤ على ترجمة أعماله إلى "العبرية"!

الموافقة رسمية إذن والأسواني غيّر موقفه عن السابق فماذا جرى إذن؟ هل للأمر علاقة بهجوم الأسواني المفاجئ على الزعيم جمال عبد الناصر في يوليو الماضي الذي يبدو أن الهجوم عليه بات الإمارة الكبري لقطع الصلة بثوابت بعينها وجواز المرور للرضا "العالمي" كما يفعل صديقه الكاتب العريض؟ ولماذا تتفق آراء الأسواني عن السيسي مع آراء "خوجي" نفسه؟!

الأسئلة كثيرة يبدو أهمها في هذه اللحظة تواطؤ المستنخبين في الأمر وانتقائهم لمعاركهم فيهاجمون هذا ويتجاهلون ذاك في فضيحة مستقلة لا تقل عن فضيحة صاحبهم! أين اللجان الإلكترونية للإخوان ولغيرهم وهي بالقطع وفي انتهازية مؤكدة لن تهاجم من يهاجم السيسي بل ستهاجمنا نحن الآن!

يا سادة: حاكموا الأسواني شعبيا قبل قانونيا والمحاكمات الشعبية هي المحاكمات التي يهواها الأسواني نفسه!!
الجريدة الرسمية