جثث في حديقة الفيلا !
اتصل وترك هاتفه في «كنترول» استوديو الإذاعة طالبًا الاتصال به لسبب شخصي مهم.. قلت لنفسي إن البرنامج الذي أتحدث فيه بالإذاعة وهو "حروب الجيل الرابع" سياسيًا وليس إنسانيًا وقبل أن أغادر المكان كان قد اتصل مرة أخرى وجاء صوته مختلطًا بالبكاء وقال إن الأمر خطير جدًا ولابد أن يلتقيني ووعدته بالاتصال !
في اليوم التالي حدثته.. قال إن الموضوع كبير وخطير وأخطر مما أتصور، وبالتالي لا يمكنه التحدث فيه تليفونيا قلت وما المطلوب؟ قال: أن نلتقي.. وسوف تتأكد بنفسك من أهمية الموضوع.. قلت أهلا وسهلا.. شرفني في أي وقت.. قال لا..لا.. وانخرط في بكاء رهيب حاولت أن أوقفه إلا أنه توقف بعد جهد جهيد واستعاد هدوءه وبدأ في ترتيب كلامه وقال لابد أن تأتيني هنا.. عندي.. قلت أين ؟ قال في بيتي.. قلت أين بيتك ؟ قال في طريق الإسكندرية الصحراوي !
في الموعد المحدد وبعد الثامنة كما طلب كنت في الطريق.. هناك.. على جانب طريق الإسكندرية، حيث العنوان بعد الفندق الشهير، ولكن هذه المنطقة هي الطريق لكرداسة من ناحية الصحراوي.. كرداسة هي معقل الإرهابيين رغم أهلها الطيبين وشهدت أسوأ جريمة ضد رجال الشرطة إلا أنه لا تراجع !
تابعني على التليفون ومن طريق إلى آخر ومن طريق خافت الإضاءة إلى طريق مظلم حتى طلب التوقف أمام بيت أقرب إلى قصر قديم.. بعد الأمل في رؤية من بداخل بسبب شعاع متقطع من بعيد.. وبطريقة سينمائية مرعبة فتح باب القصر الحديدي الكبير وكأنه لم يفتح منذ سنوات.. أشار إلى إمكانية دخول السيارة إلى داخل القصر للانتظار.. وجه أبيض لشاب في نهاية الثلاثينيات تخفيه لحية غزيرة طويلة.. لم يتبق إلا أن يكون معه شمعة صغيرة مصنوعة من دهن الإبل كي نعود إلى العصور الوسطى.. رأيت ملامحه جيدًا.. نظر إليَّ نظرات حادة.. وفجأة قال: قتلتها !
كان في يده سكين مطبخ قديمة.. الضوء الخافت يظهر أن ألوانها ليست واحدة، وبالتالي فربما كان ما عليها دماء.. رفع السكين إلى أعلى.. وفجأة.. انخرط في بكاء شديد وهو يقول أريد أن أقتل نفسي.. أقتل نفسي.. قلت وبهدوء: لماذا تريد ذلك ؟ ومن هي التي قتلتها ؟ قال: هي هنا.. تحتنا تمامًا..
أنا سامي كمال الدين.. مبرمج كمبيوتر.. سافرت إلى فرنسا للعمل هناك.. كانت آفاق النجاح أمامي وحولي.. إلا أن الأموال الكثيرة أدخلتني عالم الإدمان.. عدت بعد فشل وسجن.. وهنا في غرفتي استيقظت لطلب الهيروين.. منعتني أمي فجرا.. حاصرتني.. دفعتها.. سقطت.. ذهبت إليها فحاولت أن تمنعني أيضًا وكادت أن توقظ من في البيت فخنقتها.. ماتت في يدي.. لم يشعر أحد فقمت بسحبها ودفنتها هنا.. في الحديقة.. ولم يشعر أحد وبدءوا في البحث عنها في كل مكان حتى جاء والدي وطلب مني أن أقول الحقيقة.. أغضبني.. ذهبت إلى دورة المياه جاء خلفي وشتمني.. ذهبت إلى المطبخ لأشرب بعد شعوري بالعطش جاء خلفي.. شتمني ولا أدري كيف أمسكت بالسكين وقتلته ودفنته إلى جوارها.. وجاءت أختي وأولادها الصغار لتقيم معي ظنًا منها أنني في أزمة.. كنت أكرهها هي وزوجها لأنهما من حرضا والدي على.. ولذلك قمت بالليل وذهبت إلى غرفتها.. الأطفال في غرفة أخرى.. قتلتها أولا.. وذهبت للأطفال.. و..
هنا نتوقف عزيزي للقارئ قبل أن تنفعل معنا أكثر من ذلك.. وتتخيل مشهدا جديدا ومؤلما خصوصًا مع الأطفال.. لنخبرك بشيء بسيط جدًا وهو أننا كنا نمزح معك.. كل سنة وانت طيب.. اليوم أول أبريل وكل السطور السابقة هي كذبتنا عليك هذا العام وكانت فرصة لنبتعد بك بعيدًا عن السياسة !!!!!