«تميم» يورط الملك سلمان.. وقطر تنسحب من أزمات المنطقة
دخلت المملكة العربية السعودية بقوة في جميع ملفات المنطقة الملتهبة، وخاضت حربا في اليمن لدعم شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، أمام انقلاب جماعة الحوثى هناك، وامتد تدخل الرياض إلى سوريا ولوحت بمشاركتها في المعارك العسكرية ضد تنظيم "داعش"، وبعدها دخلت في أزمة طاحنة مع "حزب الله" اللبنانى.
مع هذا التطور اللافت للنظر، رصدت "فيتو" حرص قطر وأميرها تميم بن حمد، على الذهاب في رحلات مكوكية إلى الرياض لتحريكها والزج بها في أزمات المنطقة، وحاول جاهدا التقريب بين الرياض وجماعة الإخوان، بهدف زرع فتيل أزمة بين المملكة ومصر، وسخر وسائل إعلامه لهذا الغرض بدءا من قناة الجزيرة مرورا بعدة صحف ومواقع تشرف على تمويلها المخابرات القطرية.
تحريك تميم للنظام السعودي، انطلق في البداية كحليف وشقيق عربى يهدف إلى استفاقة قائد قاطرة الخليج، ولم يغفعل التاريخ توريطها للرياض في حرب اليمن من خلال الزيارة التي قام بها خالد مشعل إلى صنعاء، ليعود بتعهد من جماعة الإخوان هناك بالقدرة على محاربة الحوثى وعلى صالح، ومطالبة الرياض بتوفير غطاء جوي فقط في المعارك، ومع دوران عجلة الحرب هربت جميع قيادات الإصلاح إلى المملكة، لتوريطها في حرب برية طاحنة واستنزاف قدرات جيشها إلى جوار الجيش الإماراتى الفاعل الرئيسى في التحالف العربي هناك.
عقب ذلك تبنى تميم دفع الرياض ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، بمعاونة حليفها في تركيا رجب طيب أردوغان، وبالفعل أوشكت المملكة على السقوط في مستنقع حرب جديدة بالأراضى السورية بعدما أرسلت مقاتلاتها إلى قاعدة "إنجرليك".
إلى هنا ولم تكتفِ دوحة تميم، بمحاولة توريط السعودية في حرب مذهبية كبرى بالمنطقة، وشرعت وسائل الإعلام الموالية لقطر في تحريك الملف المذهبى وتفزيع الرياض من طهران، لدفعها إلى أتون حرب كبرى أمام ميليشيات إيران المتوغلة في العراق وسوريا ولبنان واليمن أيضا وجماعات معارضة خفية في البحرين والكويت.
وسط هذا المشهد المرتبك، توارى أمير قطر عن الأنظار وبدأ في إظهار نفسه بمظهر القائد المسالم الرافض للعنف والمذهبية، معولا على هجوم الرئيس الأمريكى باراك أوباما ضد الرياض ووصفها بالراعية للإرهاب، ومتهما إياها بتأجيج الخلافات في المنطقة بسبب توتر العلاقات بينها وبين طهران.
وعلى مدى الشهرين الماضيين اللذين شهدا تصاعد أعمال العنف والتوتر في المنطقة، ودخول المملكة في دوامة أزمات صنعها أمير قطر منذ بدايتها، انسحب تميم عن أزمات المنطقة وبادرت دولته بتوقيع اتفاقيات عسكرية مع إيران العدو اللدود للخليج، ولك يكتفى بذلك بل امتدت خديعته لطعن السعودية في ظهرها ومحاولة التقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعدما تسبب في تأزم العلاقات بين موسكو والرياض.
والسؤال هنا، ما سر خطوات الأمير تميم التي اتخذها للخلف، بعدما عمد إلى دفع السعودية إلى واجهة الأزمات الإقليمية؟!