رئيس التحرير
عصام كامل

عندما تتجمع الفئران.. يظهر الطاعون!


"حزين عليك يا وطنـي.. أيقنت الآن أن الفرص ضئيلة.. وطني يتفتت أوصاله.. شرطة لا تحميـه بل تعذبه.. وزراء وجودهم شكلي.. واقتصاد منها.. وتقارير الهيئات الدولية مرعبة عن المستقبــل.. الشركـات والبنوك الأجنبية ترحل.. وازداد الفقر فقرًا وآلاف من أبناء الوطن يعانون في السجون تعذيب وحبس أطفال ومبدعين وأصبح أطفالنا في الريف أقصر قامة وأقل كفاءة بريئة وعقلية!! علاقتنا مع الجميع انهارت حتى إيطاليا ومياه النيل في خطر، الشباب في السجون والوطن بيموت والناس بتجوع.


لك الله يامصر.. حماك الله من بعض أبنائك".

هذه السطور جزء من بيان للدكتور محمد أبوالغار الذي بث خلاله أكبر قدر من الإحباط للشباب ونزع الأمل من استقرار الحاضر وأمن المستقبل.. هذا التصريح الخطير جاء مباشرة قبل صدور بيان الاتحاد البرلماني الأوروبي كمن يقول هذه تصريحات شاهد من أهلهم..

أما الشخصية الثانية فهي الدكتور حسن نافعة الذي أفتى بأن الثورة الثالثة قادمة لا محالة وقد بدأ العد التنازلي لها وأن الفراغ السياسي للقوى المدنية قد يحيي مشروع الإسلام السياسي، أما النظام الحالي في رأيه فلا يملك رؤية سياسية.

أما الفارس الثالث فهو شخصية غامضة يسعى دائمًا ليكون له صوت في الساحة، كان عاملا أساسيا لترسيخ أقدام الإخوان في بادئ الأمر وهو الذي قدمهم للبيت الأبيض الأمريكي ورسم خطة وصولهم للحكم عن طريق البرادعي.. هو د. سعد الدين إبراهيم، هذا الرجل لا يمل ولا ييأس من طرح مبادراته من أجل الإخوان.. حيموت عليهم.. وآخرها ما طرحه يوم ٣/١١ في جريدة الوطن بقوله: "دعوت الإخوان خلال لقاءاتي معهم في تركيا الأسبوع الماضي إلى أن يعلنوا التوبة ويقدموا الاعتذار للشعب المصري عما بدر منهم وأن يكفوا عن استخدام العنف مقابل أن تعفو السلطة المصرية عن جميع المسجونين الإخوان وأن تسمح لهم السلطات، كذلك بالعودة للعمل العام مرة أخرى".

إنسان عايش في وهم أن الإخوان مازالوا قوة مؤثرة في مصر في الوقت الذي نبذهم المواطن المصري العادي الذي لا يرتفع صوته معارضًا لأحوال البلد الداخلية ورغم متاعبة ساعيا للقمة عيشه آمنًا ومؤتمنًا رئيسه الذي يثق فيه ويعرف جيدا وطنيته.. أما سعي د. سعد الدين إبراهيم فهو دين في رقبته تجاه الولايات المتحدة وبريطانيا يحاول مرارًا أن يوفيه.. هو يريد أن ينعم بعودة نظام الإخوان ويحلم بمشاركة المرشد ومرسي والعريان والبلتاجي وصفوت حجازي في حكم مصر.. هذه الوجوه الشريرة الكئيبة التي لا أتصور كيف حكمتنا عامًا من أحلك الفترات التي مرت على الوطن.

لماذا يخوض هذا الرجل قضايا تحظى برفض جماهيري ويقوم بعلاقات غامضة مع دولة قطر وتركيا ويصدر بيانات ومبادرات في أوقات حرجة ويجتمع وقيادات الجماعة الإرهابية الفارين الذين يقودون العمل الإجرامي داخل البلاد بالتفجيرات والاغتيالات ضد قوات الجيش والشرطة ويخوضون أرض الوطن بدماء الشهداء صبيحة كل يوم، أن هذا الرجل وأمثاله يسعون لإسقاط الدولة المصرية.. لا يعترفون بثورة ٣٠ يونيو..

هي حتى الآن في نظرهم انقلاب أطاح برجلهم، وإذا أراد أن يكون حمامة سلام وأن يكون له هدف سام ويخدم وطنه لماذا لم يطلب من قيادات الجماعة الإرهابية أصدقائه الكف عن قتل المصريين وصون دمائهم؟

وعلى الجانب الآخر تضافرت كل القوى المناهضة لنشر اليأس والإحباط ولم يكن المسئولون على مستوى المسئولية وصدرت قرارات متضاربة في مواقف سياسية واقتصادية مما وضع الرئيس في حرج أمام الرأي العام، والاتصالات الهاتفية والمداخلات التي يضطر السيد الرئيس إلى إجرائها تشير إلى أن هناك مشكلة حقيقية في التعامل مع قضايا الوطن من جانب المسئولين في السلطات التشريعية والتنفيذية، وكذلك الإعلام الذي يركز على قضايا بعينها دون الإشارة إلى الإيجايبات.

أما عمن يسمون أنفسهم بالنخبة فأقول لهم ارفعوا أيديكم عن مصر.. لا شيء قد تغير فيكم لم تتعلموا من أخطائكم، مازلتم تعملون من أجل مصالحكم الشخصية، إننا في حالة حرب.. ومصر الآن في أمس الحاجة إلى حكومة حرب ووزراء مقاتلين لا يجعلون الرئيس يضطر لأن يقول إنه يتحمل المسئولية بمفرده وعلى استعداد أن يوقع على قرارات نيابة عن هؤلاء المسئولين أصحاب الأيادي المرتشعة.

يا سادة ساعدوا الرئيس السيسي فالفساد والمؤامرات من الداخل والخارج فعندما تتجمع الفئران ينتشر الطاعون.
الجريدة الرسمية