رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. غسل الأوانى بالترع يقضى على حلم التخلص من فيروس «سى»

فيتو

في الوقت الذي تسعى فيه الدولة جاهدة للحفاظ على المياه والتصدى لفيروس سى وتتبنى أن يكون عام 2020 عاما بلا فيروس «سى» لايزال كثيرا من سيدات قرى مصر وخاصة سيدات قرى ومدن محافظة الدقهلية يمارسن العادة الريفية القديمة ويقمن بغسيل الأوانى داخل مياه الترع بين القمامة والقاذورات بل وصل الأمر إلى الغسيل بمياه النيل في العديد من المدن والقرى والنجوع الممتدة على ضفافه.


النساء يقمن في العديد من المناطق بغسيل الأوانى والملابس وبالتالى يوجد خطر من انتشار الأمراض المحمولة في المياه مثل الإسهال والتيفود والبارا تيفود والتهاب الكبد الوبائى، وأظهرت عينات المياه من محطات الرصد على نهر النيل وجود بكتيريا الدودة المعوية في نهر النيل.

فعلى شاطئ النيل أمام قرية شرنقاش وميت الكرما التابعان لمركز طلخا وقرية "ميت الخولي مؤمن" بمركز منية النصر، وكفر عوض التابعة لمركز أجا بالدقهلية تجد السيدات منتشرات على الشاطىء ويقمن بغسيل الأوانى.

قالت نبيلة إسماعيل إحدى سيدات قرية شرنقاش في طلخا المياه موجودة لكن في الصيف قليلة جدا والخزان لا يكفى احتياجات المنزل، والغسيل هنا أنظف من مياه الحنفية، ونملأ مياه في جراكن نستخدمها في البيت لما المياه تكون قاطعة، المياه بتقطع شبه يوميا، هكذا بدأت أم محمد تعلل غسيل صحونها وملابس أسرتها في مياه النيل.

وأكدت نوال إبراهيم إحدى سيدات قرية كفر عوض التابعة لمركز أجا على أن الغسيل فى الترع عادة قديمة مشيرة إلى أنها شبت وهى ترى والدتها وجدتها يقمن بغسيل الأوانى والملابس والغلال "القمح" في مياه الترع ومياه النيل التي تمر أمام القرية ودائما ما كانوا يرددوا أن مياه النيل تنظف الأوانى، وذلك لعدم وصول المياه للمنازل.

ومن جانبه قال مصدر طبى: إن عدد المرضى بالفشل الكلوى إلى 13 ألف حالة تقريبا، بينما تقدر الإصابة بسرطان المثانة بـ60 ألف حالة تقريبا بسبب التلوث.

وأوضحت الدراسات أن تلوث نهر النيل أدى إلى خسارة كبيرة بالإنتاج الزراعي، وأن 50% من فاقد الإنتاج الزراعي سببه الرئيسي يعود إلى تلوث المياه، كما أدى إلى اختفاء 32 نوعًا من أسماك النهر، وهناك 30 نوعًا آخر من الأسماك يحتمل اختفاؤه.

وأشارت الدراسة إلى أن الحكومة تخسر 3 مليارات جنيه سنويًّا تقريبا، نتيجة للملوثات الصناعية والزراعية والطبية التي تُلقى في نهر النيل، وأن هناك 34 منشأة صناعية تصرف نفاياتها في نهر النيل، بواقع 4.5 ملايين متر مكعب سنويًّا، بالإضافة إلى المخلفات الصلبة التي تُلقى أيضًا، ويبلغ حجمها 14 مليون متر مكعب سنويًّا، وتزيد نسبة ملوحة النهر بسبب التلوث فيه.

وهذه الصورة تجد السيده تقوم بغسيل الأوانى والطفلة ابنتها تلعب على الشاطىء بالقرب منها وإن كانت تعبر فانها تنم عن غياب الثقافة لدى سيدات القرية، فإنما تنم عن تجاهل المسؤولين بشكل أكبر، وأن القري تحتاج إلى الخدمات، وحملات التوعية والتثقيف، للمواطنين وإنشاء مغاسل على النيل للنساء عن طريق إدارة البيئة، إضافة إلى قرارات رادعة لمن تفعل ذلك من السيدات.
الجريدة الرسمية