حقيقة اكتشاف النجمة السداسية بأحد معابد أسوان.. «عبدالمحسن»: موجودة قبل اليهودية والعثمانيون استخدموها راية للقوات البحرية.. منتشرة كنوع من الزخارف في كل حضارات العالم.. و«ريحان» ي
حالة من اللغط الكبير سادت حول ظهور "نجمة داوود" على كتلة حجرية بأحد معابد أسوان الأثرية، وهو ما أربك وزارة الآثار وجعلها تسرع في نقل الكتلة الحجرية إلى مخازن الآثار بالمحافظة، والبعض يربط بين النجمة السداسية وبين الديانة اليهودية وهذا لا أساس له من الصحة.
كل حضارات العالم
أكد الباحث الأثرى محمد فوزي عبد المحسن، مفتش آثار بالمنيا الشمالية، أن النجمة السداسية موجودة في كل حضارات العالم من قبل مولد سيدنا موسى "عليه السلام"، أي قبل وجود اليهودية، حيث نجدها في كل من الحضارات "السومرية والآشورية والمصرية القديمة في عصر ما قبل الأسرات واليونانية والرومانية".
وأضاف "فوزى" لـ"فيتو"، أن نقش معبد أسوان أثـري، ولم تقم البعثة الألمانية بنقشه كما أثير، والنجمة نجدها في الديانة المسيحية والإسلامية واستخدمت كزخارف في الكنائس والمساجد، وحتى في الهندوسية وحضارات المايا في المكسيك، أي أنها ليست حكرًا على إسرائيل أو الديانة اليهودية".
وتابع: "هل تعتبر النجمة السداسية دليلا على حق إسرائيل في حضارتنا؟ بالطبع لا؛ لأن هناك فارقًا كبيرًا بين الديانة اليهودية والصهيونية وإسرئيل، ولا أحد يستطيع أن ينكر وجود يهود في مصر في السابق وكانوا مصريين ولهم معابد موجودة حتى الآن".
وأشار إلى أن "مصر بلد كل الحضارات وعاش فيها اليهود والأقباط والمسلمون، وبالتأكيد سنجد تأثيــرات مختلفة في حضارتنا، وهذا ليس عيبًا".
واستطرد: إن "النجمة السداسية منتشرة كنوع من الزخارف في حضارات العالم، ومنها لوحة في كنيسة القديس نيكولا في كروسيفو بمقدونيا تمثل السيد المسيح "عليه السلام" وسط نجمة سداسية، ومخطوطة ترجع للدولة الفاطمية "عصر إسلامى" وبها نجمة سداسية، كذلك سيف يرجع للدولة العثمانية.
وأردف: "وكذلك راية البحرية العثمانية بقيادة قائد الأسطول العثماني "خير الدين بارباروسا" في الفترة الزمنية بين 1470 و1546، وعليها أيضًا النجمة السداسية، كما أنه تم اكتشاف نقود معدنية من العصر الفينيقي"القرن 5 ق. م"، أي قبل وجود اليهود في قرطاج، وعليها نقش النجمة السداسية".
شعار لليهود
ومن جانبه أكد الباحث الأثرى عبدالرحيم ريحان، أن الاكتشافات الأثرية في سيناء أثبتت أن النجمة السداسية التي اتخذها اليهود شعارًا لهم وأطلقوا عليها نجمة داوود لا علاقة لها باليهود بل هي أحد الزخارف الإسلامية التي وجدت على عمائر إسلامية منها قلعة الجندى في رأس ســدر في سيناء التي تبعد 230 كيلومترًا عن القاهرة وأنشأها صلاح الدين الأيوبي، حيث وجدت هذه النجمة على مدخل القلعة.
وأضاف ريحان، أن النجمة وجدت أيضًا على طبق من الخزف ذى بريق معدنى ينتمى إلى العصر الفاطمى (358 - 567 هجرية) و(969 - 1171م)، مشيرًا إلى أنه تم الكشف عنها بواسطة بعثة آثار منطقة جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية عام 1997 في منطقة رأس راية في طور سيناء.
وأوضح "ريحان" أنه لا أثر للنجمة السداسية في أسفار العهد القديم، مشيرًا إلى أنها لم تصبح رمزًا لهم بشكل ملموس إلا في القرن 19 ما دعا الحكومة الفرنسية لإصدار قرار عام 1942 يلزم اليهود بعدم الظهور في الأماكن العامة دون نجمة داوود.