رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. ربة منزل تقيد نجلها في السرير وتخنقه بكابل الإنترنت لتعديه عليها بالضرب.. المتهمة: «كان يتعاطى المخدرات في المنزل ويسرق مصروف البيت فتخلصت منه».. وجيران القتيل يسردون كواليس الحاد

فيتو

تدور قصص وحكايات أغرب من الخيال، أصحابها أناس عاديون، تحولوا إلى مجرمين في دفتر أحوال أقسام الشرطة، فبطل قصتنا ربة منزل قيدت نجلها في السرير وأحضرت سلك الإنترنت ولفته حول عنقه حتى فارق الحياة، وادعت وفاته إثر تناوله جرعة مخدرات زائدة.. ترى لماذا قتلت أم نجلها بهذه الطريقة، وما تفاصيل الحادث، هذا ما تكشفه "فيتو" خلال السطور التالية.


قالت "صافية. س" المتهمة بقتل نجلها، «منذ 4 سنوات بدأ نجلي يتعاطى المخدرات بعدما تعرف على أصدقاء السوء، وكانوا يترددون على المنزل، فقمت بمنعهم من القدوم مرة أخرى، مما دفع نجلها إلى لقائهم في أحد المقاهي بشارع الترويللي».

وأضافت المتهمة، «ابني فصل من العمل لتأخيره الدائم، وعدم الانتظام، فجلس في المنزل ولم يبحث عن عمل، حتى بدأ في اقتراض أموال شقيقته في بعض الأحيان، وأخرى مني حتى عرفت الخلافات طريقها إلينا»، موضحة: «كل يوم كان بيفرج علينا الجيران عشان عايز فلوس يشتري بيها مخدرات".

وأوضحت، «قبل الحادث بيومين دخل علي غرفتي وحاول الاستيلاء على المصروف الشهري للمنزل، فقمت بمنعه من أخذه، فقام بالتعدي علي بعصا خشبية، حتى تدخل أشقاؤه سارة وإبراهيم، وتمكنا من السيطرة عليه».

وأشارت المتهمة: في اليوم التالي حاول الحصول على أموال لشراء المخدرات، وأصيب بحالة هياج شديدة فقد الوعي بعدها لمدة لحظات.. فقامت باصطحابه إلى غرفته.

واوقفت المتهمة كلامها لتلتقط أنفاسها قائلة " ماكنتش عارفة ده هيحصل يارتني إديته الفلوس وكنا خلصنا".. واستطردت بأنها أحضرت حبل الغسيل، وقامت بتوثيق نجلها في قدميه وأيديه بالسرير لمنعه من تعديه عليها الدائم، وأحضرت سلك كابل الإنترنت وضعته حول رقبته.

المتهمة والدموع تذرف منها: " خنقته بسلك النت، وماحستش بنفسي غير وهو جثة هامدة.. لم أكن أعرف كيف أتصرف في المصيبة دي.. فجأة جه في ذهني إبلاغ الشرطة بأنه تناول جرعة مخدرات زيادة ومات، لكن رجال المباحث اكتشفوا الواقعة".

وأنهت المتهمة حديثها لـ"فيتو" ؛ "كان يستهال الموت كل يوم يضربني ويفضحنا في المنطقة ويسرق الفلوس عشان المخدرات".

وانتقل العميد أمجد إبراهيم مأمور قسم المطرية ورئيس المباحث محمد رضوان بصحبتهما القوة المرافقة ووكيل النيابة، إلى مسكن المتهمة ـــ إقامة المجنى عليه ـــ لإجراء تمثيل لارتكاب الجريمة.

وروت المتهمة تفاصيل المحادثة الكلامية التي دارت بينهما، ثم التنقل بين الغرف وصول إلى مكان توثيق الضحية وقتلته، وبإرشادها أدلت عن مكان الحبل وسلك النت المستخدم في الجريمة.

وكشف تقرير الطب الشرعي المبدئي، بأن الوفاة غير طبيعة، حيث يظهر على جسد الجثة أثر علامات إصابات واحمرار وخدوش في أنحاء متفرقة بالجسد.

وكانت البداية عندما تلقى العميد أمجد إبراهيم مأمور قسم شرطة المطرية، بلاغا من "صافية. س" 51 سنة ربة منزل، بوفاة نجلها "عبد الرحمن. م" 24 سنة عاطل، بادعاء تعاطيه جرعة زائدة من المخدرات.

وبالانتقال والفحص ومناظرة الجثة تبين بأنها مسجاة على سرير بالغرفة و بها زرقة بالوجه والرقبة.. بمواجهتها بتلك الإصابات قررت قيام نجلها بالتشاجر معها أول من أمس وتعدى عليها وتدخل أشقاؤه (سارة مطلقة، وإبراهيم طالب) لإنقاذها من يده بعد أن تعدى عليها، وحصل على جرعة مخدرات زائدة مما أسفر عن وفاته.

بتطوير مناقشتها عدلت عن أقوالها، واعترفت بارتكاب واقعة قتل نجلها باستخدام سلك النت، وتم تحرير المحضر رقم 2811 إداري قسم لسنة 2016، والعرض على النيابة العامة التي قررت حبسها على ذمة التحقيقات.

وأكدت التحريات بأن المجني عليه والمحكوم عليه في قضيتين حبس جزئي " ضرب، سرقة " والمقضي فيهما بالحبس شهرين.

وانتقل "محقق فيتو" إلى حارة ضيقة، بعقار مكون من 12 طابق، تسكن أسرة مصرية بسيطة الحال، يغلب عليها الطابع الديني، ولا عجب في ذلك فرب الأسرة إمام وخطيب بمسجد مجاور بسكنة، توفى منذ سبع سنوات تاركًا خمسة أبناء وأصبح الحمل ثقيلًا على زوجتة فهي بمثابة الأب والأم، تحملت مسئولية أربع أرواح، لتخفف الأحمال عنها قامت بتزويج الفتاتين، والدفع بأكبر أبنائها للعمل بإحدى الدول العربية للمساعدة في المعيشة، ليظل مع الأم "عبد الرحمن.م.خ" و"إبراهيم.م.خ"، وشقيقتهم "سارة.م.خ" بالمنزل ظهر يوم الأربعاء، ليختلف الأهالي حول تفاصيل الواقعة فمنهم من قال إن المشاجرة كانت مستمرة منذ ثلاثة أيام بسبب خلاف بين الشقيقين لتنتهي بتدخل الأم لفك النزاع الذي استخدم فيه المجني عليه "عبد الرحمن.م خ" السكين، فغلب قلق الأم يدها عليهما الاثنين بعد ظهور السكين، فتحاول تخليص السكين من بين يديه لكنه يرفض مستميتًا، فتحاول هي الأخري بعنف فتصيب ولدها بجروح في يده إثر نزع السكين، فتتغلب عليه ممسكة بالسكين، فيحاول استرجاعه لكنها هذه المرة استخدمت حيلة أخرى فإذا بها تمسك بسلك كهربائي بجانبها حيث وقعت عينيها علية،وتحاول إبعاده عن شقيقه الأصغر، فإذا به يسقط مغشيًا علية، فتتركه على سريره على أمل إفاقته فيما بعد لتهدأ الأمور.

وإذا برواية أخرى للأهالي عن سلوك المجني عليه: " كان دايمًا بيشرب مخدرات، ويجي في نص الليل، ينادي على سكان العمارة ويشتمهم ولكن ماحدش بيرد بيتقوا شره، وكان بيسرق حاجات من العمارة والبواب يشوفه وخوفًا منه ماكناش بنعرف نكلمه "، وذكر أحد جيران المجني عليه " والدته ست طيبة دايمًا في حالها، وجوزها الله يرحمه كان إمام المسجد، وبيتقي الله، وأخواته كلهم ناس محترمة، مافيش غيره اللي كان دايمًا في حالة شجار مستمر مع سكان العمارة وخارج العمارة، بسبب المخدرات والتعاطي المستمر ليها " كلنا اتصدمنا بوفاته بالشكل البشع ده، ربنا يفرجها على والدته " وذكرت جارة أخرى " كان لسه خارج من الجيش، وليه أخوة شغالين في الإمارات وكلهم محترمين، مافيش غيره دايما بيعمل مشاكل ".
الجريدة الرسمية