الحكومة وبيانها! «٤»

كرر المهندس شريف إسماعيل عدة مرات في بيانه أن الإصلاح الاقتصادي سوف يتحمل أعباءه القادرون وليس الفقراء وأصحاب الدخول المحدودة، وأن حكومته تبتني منهج النمو الاحتوائي الذي يستهدف الفقراء وأصحاب الدخول لينالوا نصيبهم من هذا النمو، وأن إعادة هيكلة الدعم سوف تراعي مصالح هؤلاء.

غير أن السيد رئيس الحكومة تحدث في ذات الوقت عن نية حكومته الشروع في تطبيق ضريبة القيمة المضافة.. وهذه الضريبة بالتأكيد سوف تحمل أعباء جديدة إضافية على عاتق أصحاب الدخول المحدودة والمتوسطة.

صحيح أن الحكومة أعلنت أن مشروع قانون الضريبة المضافة الذي تنوي تقديمه للبرلمان يتضمن إعفاءات واسعة لعدد من السلع الضرورية والأساسية في مقدمتها السلع الغذائية، إلا أن هؤلاء-أي أصحاب الدخول المحدودة والمتوسطة- رغم أن الغذاء يمثل النسبة الأكبر من استهلاكهم فإنهم يستهلكون أيضا السلع الأخري التي سوف تشملها الضريبة المضافة، وبالتالي سوف يتحملون قدرا من الأعباء..

والملفت أن الحكومة تلجأ إلى ضريبة القيمة المضافة في وقت معدل التضخم فيه مرتفع جدا ويتجاوز ١٢٪.. وكان الأولى بالحكومة أن تبدأ في التطبيق الصارم للضريبة العقارية وتدخل بعض الوقت تطبيق ضريبة القيمة المضافة حتى تنجح في السيطرة على معدل التضخم.. ونكمل غدا...