رئيس التحرير
عصام كامل

هذان الرجلان وراء فوز الفراعنة على النسور


في كل أمورنا الحياتية نقيم الأمر بالظاهر فقط، وفي كرة القدم نحمل على الأعناق اللاعبين في حالة الفوز ونخسف بهم الأرض عند الهزيمة ولا يوجد وسط لدينا أو معيار حقيقي للتقييم.. أمس كان لقاء الفراعنة أمام النسور، وإذا شئنا المقارنة فهي غير موجودة ومعظمها لصالح نيجيريا، ورغم ذلك فزنا واقتربنا من تحقيق حلم العودة لبطولة الأمم الأفريقية.. نعم اجتهد اللاعبون وبذلوا كل ما في وسعهم لتحقيق الانتصار، والجهاز الفني لم يذق طعم النوم، ولكن اللاعبين سيحصلون على المقابل شهرة وفلوس والجهاز الفني سيحصل على مكافآت ضخمة ولكنا ماذا عن رجلين كانا وراء هذا الانتصار ولعبا الدور الحقيقي لانتشال منتخب الفراعنة من كبوته وكلاهما لا يحصل على مليم واحد بل يدفعان من جيوبهما في أحيان كثيرة في أمور غير معلنة..

المهندس هاني أبو ريدة.. هو جندي ليس مجهولا ورغم أني اختلفت معه عندما قرر أن يشرف على المنتخب الأول في مغامرة غابت عنها كل الحسابات من وجهة نظري، حيث يعرض اسمه وتاريخه للمغامر ولو حدث وانهزم المنتخب أمس لكانت الطامة الكبرى لأبو ريدة وابتعد قسرا عن الجبلاية واتحاد الكرة وعندما قلت له هذا الكلام قال لي إنه لا بد أن يفعل شيئا من أجل مصر وأن يعيد المنتخب لطريقه الصحيح وإلا ما جدوى اتحاد الكرة والفيفا والكاف بالنسبة له؟

ورغم أن أبو ريدة لا يمكن أن تلتقيه إلا في المناسبات وهاتفه يتغير كل أسبوع؛ بسبب انشغاله في الـ«فيفا» والكاف وعمله الخاص إلا أنه ترك كل شيء وتفرغ للمنتخب ودخل المعسكر مع اللاعبين وأعاد بند الحافز للاعبين وهو الأمر الذي افتقدناه منذ أمم أفريقيا 2010، وجعل عددًا من رجال الأعمال يلتفون حول المنتخب، ولذلك أصبحت متفائلا بالوصول للمونديال.

الدينامو إيهاب لهيطة.. من خلال تعاملي معه فهو رجل دقيق جدا يتعامل بالحرف وليس الكلمة مرتب إلى أقصى درجه وكونه يتولى أمر الجهاز الإداري بكامله متطوعا دون الحصول على مليم واحد باعتباره عضو مجلس إدارة وأعرف أن عمل المهندس إيهاب لهيطة الخاص تأثر بموقعه في المنتخب، ولكن الرجل يعطي مفهوما جديدا للإدارة في كل المنتخبات الوطنية من خلال أوراقه المرتبة والعمل بعيدا عن الضجة والبهرجة، وأيضا بعيدا عن الإعلام.. شخصية بمواصفات المهندس إيهاب لهيطة تجعلك تتفاءل بأن فريقنا في الطريق الصحيح وأن حلم المونديال ليس بعيدا.

من هنا أقول إن الكرة المصرية بدأت تعرف طريقها نحو العالمية ومعنى أنك تنقل تصنيف المنتخب في أيام قليلة من تصنيف ثالث أو رابع إلى تصنيف أول فإن وراءه جهدا كبيرا وعلى دعاة الهدم والنظر إلى نصف الكوب الفارغ الابتعاد عن المنتخب في تلك المرحلة الحرجة لأن هناك برنامجا على أعلى مستوى سيكون كفيلا لإعادة الكرة المصرية إلى مسارها الصحيح ومن موقعي أقول للرجلين شكرًا وياريت كل المصريين يفعلوا مثلكم.
الجريدة الرسمية