4 عورات مصرية في حادث اختطاف طائرة «برج العرب»
أظهرت واقعة اختطاف طائرة مصر للطيران بمطار برج العرب، مدى القصور الإداري الذي تعانيه مصر، ورد الفعل البطيء في التعامل مع الأزمات والكوارث ومحاولة كل طرف معني بالتنصل من المسئولية وإلقاء الحادث على كاهل مسئول آخر بطريقة تشكك في مدى صلاحية عدد هائل من المسئولين للاستمرار بمنصبه، وتخطي المطلوب لإصلاح الجهاز الإدراي في الدولة حيز التعديل الوزاري أو حتى إقالة الحكومة.
وخلال التقرير التالي ترصد "فيتو" 4 عوارات كشفها حادث اختطاف الطائرة مثلت ضربة قاصمة في صميم الهيكل الإداري للدولة.
التعامل مع الكوارث
في البداية، أظهر حادث الاختطاف غياب الرؤية للتعامل مع الكوارث والأزمات، الأمر الذي تتبعه دول العالم الآن بتشكيل إدارة معنية بهذا الأمر –الكوارث والأزمات- بهدف امتلاك سيناريوهات جاهزة للتعامل بطريقة رد الفعل الاستباقي وعدم الاكتفاء بالجلوس في مقعد المشاهد.
الأمر الذي برهنت عليه الحكومة في حادث الطائرة الروسية بسيناء، وتعرض مدينة الإسكندرية للغرق وانهيار عقار الشرقية كنماذج من سجل حافل بالإخفاقات.
تخبط التصريحات
غياب الشفافية والتخبط في التصريحات الأمنية نموذج مكرر مع كل حدث جلل تتعرض له مصر، بما يسمح لوسائل الإعلام بتخطي المسئولين والبحث عن معلومة في الوكالات العالمية -المتهمة بمعاداة القاهرة على الدوام.
ولعل من أبزر الأمثلة على التخبط في التصريحات الأمنية تلك المتعلقة بمقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني، والتي سببت حرجا بالغا للدولة ودفعت الجانب الإيطالي للتشكيك في جهود الأمن للعثور على المتورطين في مقتله، وشهد حادث مقتل السياح المكسيكيين في الصحراء الغربية نفس الأمر.
جزر منعزلة
الكارثة التي تفوق الحادث هنا، اكتشاف غياب التواصل بين الوزارات والإدارات المعنية والعمل بسياسة الجزر المنعزلة، في انتظار توجيه من رأس الدولة لتشكيل فريق من الوزارات المعنية وعدم الإقدام على هذه المبادرة بشكل ذاتي للتعامل السريع مع الكارثة والخروج بأقل الخسائر.
جميع الحوادث والأزمات التي شهدتها أو تشهدها البلاد، برهنت على اتباع وزراء سياسة الجزر المنعزلة، وسعي كل وزير للتنصل من المسئولية وشعوره بالنشوة لابتعاد الحادث عن وزارته والاكتفاء بالجلوس في مقعد المتفرج حتى في الأزمات الحياتية مثل نقص السلع التموينية وعجز البنزين وانقطاع الكهرباء.
سوء التقدير
مع كل حادث تفضل المصادر الأمنية التعجل بوصم الحادث بالإرهاب دون انتظار نتائج التحقيقات، الأمر الذي يدلل على التسرع في التصريحات ومحاولة تسجيل الحضور باتهام "معلب"، دون إدراك لمدي خطورته وتداعياته المستقبلية على قطاعات تعاني في الأصل من الانهيار –السياحة والطيران-، علاوة على إضافة المزيد من الضباب على صورة الأمن المصري أمام العالم الغربي.
وكان لحادث مقتل السياح المكسيكيين والطالب الإيطالي، تأثير جلل على صورة مصر الخارجية عندما بادر المتطوعون باتهام عناصر إرهابية مجهولة في تلك الحوداث واندفاع بعض الفضائيات بوضع شعار "مصر تحارب الإرهاب" في مواضع أخرى لمنافقة النظام دون وعي لمدى تأثير رفع مثل هذه الشعارات على السياحة والمشاريع الاقتصادية لرجال أعمال عرب وأجانب.