رئيس التحرير
عصام كامل

أيها الفاسدون.. ارفعوا أيديكم !


هل أصبحت بلدنا مصر طاردة لكل نجاح أو تطور.. هل لهذه الدرجة أصبحنا لا نحتمل العيش إلا في فساد وانعدام ضمير.. هل من المفترض أن تسود بيننا مقومات الفشل والسقوط اللامتناهي في كل المجالات وأن يصبح من الغريب علينا تقبل فكرة نجاح بعض المشاريع الصغيرة.. أيها الفاسدون ارفعوا أيدكم عن مصرنا.. اتركوا لها متنفسا نستنشق معها نسيم التطور والتحضر واحترام الذات والإنسانية الآدمية.. افسحوا المجال للنجاح والازدهار ليعم أرجاء الوطن.


هذا جزء من رسالة وصلتني من أحد الأصدقاء المقربين جدا إلى قلبي وتأخرت كثيرا في الكتابة عنها حيث يطالبني فيها بضرورة الحديث عن أزمة شركات التوصيل "أوبر وكريم" حيث منحني جرعة كبيرة من التفاؤل رغم كل التشاؤم الموجود في رسالته.

صديق يسكن في مصر بمنطقة راقية وتعامل هو وأسرته وأقارب أسرته والكثيرون ممن يعرفهم مع هذه الشركة في عملية التوصيل وأكد لي بأنه شعر بأن هناك شيئا ما يتغير للأفضل في مصر بسبب هذه الشركة.. حدثني عن الأمن والأمان والالتزام بالوقت والسعر وعدم تطفل سائق السيارة وذلك طبعا بالمقارنة بالتاكسي الأبيض وذكرياته معه طوال السنوات الماضية.

أنا هنا لا يهمني إذا كانت هذه الشركة مقننة قانونا أم لا.. ولا يهمني إذا كان أصحاب التاكسي الأبيض عليهم ديون وأقساط أم لا.. ولا يهمني إذا كان الصراع بين الطرفين دخل فيه في الخفاء أمناء الشرطة أم لا.. كل ما يهمني أن تستمر التجربة وتنجح بغض النظر عن أي تداعيات أخرى.. وهذا واجب على الدولة في المقام الأول.. فيجب أن يتم تقنين أوضاعها بالشكل السريع كما من الضروري أن يتم النظر إلى مشكلات أصحاب التاكسي الأبيض وحلها.. المهم أن الفكرة تستمر وتنجح طالما هي مريحة ولاقت قبول ورضا قطاعات كبيرة من الشعب.

وعلى فكرة تطبيق هذه الفكرة في مصر تأخر كثيرا كثيرا كثيرا لأن أغلب دول العالم تقريبا لديها مثل هذه الشركات والأفضل منها.. إذن نحن متأخرون جدا.. ومع كل هذا التأخر نجد من يقف ضد أي تقدم.. ارحموا مصرنا يرحمكم الله !
الجريدة الرسمية