رئيس التحرير
عصام كامل

مذكرات بطرس غالي «الحلقة الرابعة».. السادات لم يستشر أحدا في اعتقالات سبتمبر.. أصبت بانهيار بعد اغتياله وربطتني به علاقة عاطفية.. مبارك لم يكن متحمسا لترشيحي للأمم المتحدة ودعمني بعد ذلك

الراحل بطرس غالي
الراحل بطرس غالي

 في الحلقة الرابعة من مذكرات الراحل بطرس غالي التي رواها في برنامج «شاهد على العصر» يصف الأمين الأسبق للأمم المتحدة مشاعره تجاه مناحم بيجن فيقول: «هاجمت بيجن في الصحافة الإسرائيلية؛ مما دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى شكوتي للسادات».

وشرح أن علاقة أي رئيس بالوزراء تتسم بتعقيدات كثيرة، لكن السائد في كل دول العالم أن الرئيس له الحق في تغيير أي وزارة أو أي وزير يعارض سياسته العامة.

الانتخابات الأمريكية 
ويتابع: بدأت الانتخابات الأمريكية، وكان الجميع يتابعها بشغف، وكان السادات يعلم أن نجاح كارتر يعني استمرار مسيرة السلام قائلًا: «الرئيس قالي لو كارتر نجح حاجات كتير هتتغير يا بطرس»، وهو أمر لم يحدث.

استرداد الأرض
ويؤكد "غالي" إنه لم يبالِ بالهجوم الذي كان يواجهه قائلًا إن استرداد الأرض كان أهم شيء بعيدًا عن الزعامة التي كان يريدها البعض، أما عن اعتقالات سبتمبر فأكد أن السادات لم يستشر أحدًا.

اغتيال السادات 
ويصف "غالي " لحظة اغتيال السادات بأنه كان وقتها بالإسكندرية، وجاءته سيدة تسأله إذا سمع إذاعة "مونت كارلو" فرد عليها غالي: "ماتسمعيش إذاعة العدو"، مضيفًا أنه تبين بعد ذلك إنه اغتيال، وأصيب بانهيار.

علاقة عاطفية 
وتابع الأمين الأسبق للأمم المتحدة إنه كانت تربطه بالسادات علاقة عاطفية، بالإضافة إلى خوفه من وقف عملية السلام، خاصة أن الجانب الإسرائيلي من الممكن أن يتمنع عن الانسحاب من الأراضي الإسرائيلية، وهذا يعني انهيار كامب ديفيد.

مبارك يفضل التريث 
وعن بداية علاقته بالرئيس الأسبق مبارك يقول "غالي" كانت علاقاتي ممتازة مع مبارك، وجمعتنا جولات عمل كثيرة، واستمر مبارك في سياسة السادات، وكانت مهمتي أن أقنع القيادات الإسرائيلية إنه لا فرق بين مبارك والسادات.

وعن الفرق بين السادات ومبارك قال غالي إن مبارك كان يفضل التريث واستشارة مجموعات من الوزراء قبل أي قرار خلاف السادات. 

اعتراض مبارك 
ويبدأ "غالي" في شرح كيف ترشح للأمم المتحدة، فيقول في البداية طلب مني عدد من رؤساء أفريقيا الترشح لأني أمثل أفريقيا والشرق الأوسطي، وجاوبتهم لن أستطيع أخذ القرار إلا بعد موافقة مبارك، وكنت وقتها أفكر في ذلك لاسترداد مكانة مصر.

وتابع أن مبارك لم يكن متحمسًا لترشيحه لأنه كان يخشى أن أُهزم، لكنه وافق في النهاية، مضيفًا أن مبارك اشترك معي في الحملة الدولية التي أيدها أكثر من جهة، كان على رأسهم روسيا، أما أمريكا وإنجلترا فلم تؤيدا ترشيحي.

وردًا على سؤال عن سنه في هذا الوقت رد "غالي" العبرة بالحماس وليس بالسن، فقد توليت الأمم المتحدة وأنا 69 عامًا.

ويستطرد: بعد أن توليت المنصب أخبرني أكثر من فرد في الإدارة الأمريكية أني يجب أن أعلم أنه بدون أمريكا الأمم المتحدة لا يمكن أن تعمل، مضيفًا أن الأمين العام لا يستطيع لعب دور قوي إذا كانت الدول الكبرى تعارضه، وقتها يتحول الأمين العام لموظف.

وأشار إلى أن دوره كان تجديد الأمم المتحدة، وهو ما تم، أما عما أثير حول مصروفات الأمم المتحدة فعلق غالي أن "أي وحدة مطافي في نيويورك ميزانيتها أكبر من الأمم المتحدة".

فساد الأمم المتحدة
واعترف "غالي" أن هناك فسادًا في الأمم المتحدة، وسببه هو قوات حفظ السلام قائلًا: "على سبيل المثال هناك أزمة لاجئين ويحتاجون لخيم، ولو عملت مقايسة بالنسبة للنظم الأمم المتحدة وانت محتاج الخيم دي في الحال ستنتظر كثيرًا، وبالتالي هدور على تاجر مستعد في 24 ساعة، وهنا يبدأ الفساد لأن فيه سمسرة".

الجريدة الرسمية