رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. «فيتو» تكشف دور «الداخلية» في أوبرا عايدة

فيتو

145 عاما مرت، منذ العرض الأول لأوبرا «عايدة» على مسرح دار الأوبرا الخديوية، حافظت خلالها "عايدة" على مجدها وتربعها على عرش الأوبرات العالمية، حيث تعتبر من أشهر المسرحيات الأوبرالية على امتداد التاريخ الفني.


وتستعد دار الأوبرا المصرية، هذه الأيام، لإعادة عرضها على مسرحها الكبير، بمشاركة أكثر من 500 فنان، ويتعاون في تقديمها فرقة باليه أوبرا القاهرة وأوركسترا القاهرة السيمفوني، ولكن على امتداد تلك الأعوام لم يكتشف أي شخص حقيقة جنود الملك الذين يظهرون في العرض بعدد كبير يفوق عدد فرقتي الأوبرا.. فمن أين توفر دار الأوبرا المصرية أعداد الجنود الهائلة المشاركين في العرض؟.

تكشف «فيتو» لأول مرة الشخصية الحقيقية للجنود المشاركين بالعرض، حيث تسعين دار الأوبرا المصرية بجنود الأمن المركزي، وعدد قليل من أمناء الشرطة، وتتبناهم الأوبرا طيلة أيام العرض وتبني لهم "شادر" خلف مسرحها الكبير لإجراء عدد لا بأس به من البروفات قبيل العرض، ليستطيعوا الوقوف على خشبة المسرح وأداء أدوارهم المنوطين بها.

وتوفر لهم الأوبرا الأزياء المطلوبة للعرض، إضافة إلى مجموعة من الوجبات والمشروبات حتى يتسنى لهم مواصلة أدوارهم في أريحية كاملة.

وفي زيارة أجرتها «فيتو» إلى كواليس العرض بالأوبرا، رصدت الحالة التي يعيشها الجنود في الأوبرا، فما إن تطأ قدماك الشارع الخلفي للمسرح الكبير بالأوبرا، حتى تقع عينيك على الجنود، يرتدون الأزياء الفرعونية بإنتظار بروفاتهم ومواعيد العروض.

فمنهم من يلقي بجسده على أرضيه الأوبرا لأخذ قسط من الراحة، وآخر يتحدث في الهاتف للاطمئنان على أهله وذويه، ولكن يتشابهون جميعهم في الطيبة والحفاوة التي يستقبلونك بها، حيث تعلو الابتسامة والضحكة وجوههم، وما إن يضرب الملل أوصالهم حتى يتفضل واحد منهم بإشعال الأجواء من خلال إقامة حلقة سمر لتمضية الوقت.

يتوسط واحد منهم حلقة صغيرة ويبدء في غناء الأغاني الشعبية والتراثية، فيبادره الجميع بترديد أهازيجه، ويقوم الآخرون بالرقص عليها في خفة متناهية، هكذا يحاولون كسر حدة الوقت والانتظار.

ويقول أحد الجنود المشاركين، والذي فضل عدم ذكر اسمه، إن المشاركة في مثل تلك العروض ممتع للغاية، حيث يعتبرونها "فسحة" وإجازة من تجنيدهم الحاد، قائلا: "ياريت نقضي فترة التجنيد كلها في العروض"، مشيرًا إلى أنهم لايملكون أي خبرة في هذا المجال الفني ولكنهم ينفذون ما يمليه عليهم مخرج العرض فقط، حتى يمر العرض بسلام دون وقوع أي أخطاء، مؤكدًا أن الوقوف على خشبة المسرح وفي مكان عالمي مثل دار الأوبرا له رهبة لايمكن وصفها ولكنهم يستمتعون بقضاء وقتهم في الرقص والغناء والمرح.

يذكر أن قصة أوبرا عايدة تتمثل في الصراع بين الواجب والعاطفة، وهي من أربعة فصول، وتصنف بما يسمى أوبرا عظيمة "grand opera"، وتروى قصة صراع تعيشه الأميرة الحبشية والأسيرة لدى فرعون مصر «عايدة» بين حبها للقائد المصرى راداميس الذي يبادلها نفس العاطفة، وواجبها نحو وطنها من ناحية ومواجهة نيران الغيرة من قبل «أمنيريس» ابنة فرعون، والتي تشاطرها حبها لراداميس، لتنتهي المأساة بدفن الحبيبين داخل مقبرة أحياء.

الجريدة الرسمية