رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. «شهر الرعب والدم».. الذئاب المنفردة تروع العالم خلال شهر مارس.. مجزرة في لاهور.. بروكسل تسقط في حزام انفجارات.. إسطنبول تتجرع كأس الخوف.. بغداد في قلب العاصفة.. وعدن تشتعل

فيتو

تفجر شلال دم إنسانى على يد عناصر "داعش" الإرهابية في شتى العواصم العالمية شرقا وغربا، قليل هي تلك الدول الناجية خلال هذا الشهر من قنابل الإرهاب الغاشمة التي نشرت الرعب والخوف والذعر.. ليشعر العالم وسط ترسانة أسلحته وأجهزة استخباراته بالعجز أمام مجموعة من الذئاب تنهش في لحوم شعبه وتتركه جثامين هامدة تسأل عن السبب الحقيقى وراء عجز أعتى العواصم الغربية والشرقية في التصدي للهجمات الإرهابية على يد داعش وأخواته من التنظيمات الإرهابية الأخرى.


مجزرة لاهور


قبل وداع شهر الدم بأيام قليلة، وقع هجوم انتحاري في مدينة لاهور الباكستانية، استهدف جموعا من المسيحيين خلف عشرات القتلى والجرحى في مجزرة مروعة غالبية قتلاها من الأطفال.

وأعلن فصيل "جماعة الأحرار" المنشق عن حركة طالبان مسئوليته عن التفجير، وقال إنه استهدف الأقلية المسيحية في البلاد.

وذكر محمد عثمان، وهو مسئول إداري كبير في لاهور أن إسعاف المصابين لا يزال مستمرا، مشيرا إلى أن 50 طفلا بين المصابين.

وأضاف: "تلقينا المساعدة من الجيش، ووصل عسكريون إلى مكان الاعتداء وأعمال الإسعاف والإغاثة مستمرة".

من جهته، قال حيدر أشرف، وهو ضابط في الشرطة في حديث لـ"فرانس برس": "ما من شك في أن الهجوم انتحاري، فالمتنزه كان يعج بالزوار يوم الحادث".

هذا، واستهدف تفجير عنيف موقف حافلات عند أحد مداخل متنزه "جولشان إقبال" القريب من وسط لاهور، أثناء احتفال سكان المدينة وضيوفها من المسيحيين بعيد الفصح.

وعرضت قنوات تليفزيونية باكستانية، مشاهد أظهرت سيارات إسعاف تنقل جرحى إلى المستشفيات، كما أشار شاهد عيان إلى اندلاع حالة من الفوضى والتدافع إثر الانفجار، فيما تاه أطفال عن آبائهم بعد الذعر الذي حل بالجميع.


رعب بروكسل

وفى 22 مارس الجاري، شهدت العاصمة البلجيكية "بروكسل" سلسلة تفجيرات متزامنة بدأت بالمطار الرئيسي، وانتقلت إلى مرافق الدولة العامة وصلت لحد إخلاء قصر العائلة المالكة، وخلفت التفجيرات الإرهابية عشرات القتلى والجرحى.

وأعلن تنظيم "داعش" مسئوليته عن الهجمات، متوعدا بمزيد من الضربات "الأوجع والأفجع"، ووسط تصريحات إعلامية براقة للأجهزة الأمنية تبقى العواصم الأوروبية رهينة في قبضة تنظيم إرهابي ناجح في ترويعه نقل ضرباته من فرنسا أو بلجيكا في غفلة أجهزة مخابرات تتدشق بالتفوق والمعلوماتية.

بغداد غارقة


وقتل 25 شخصا وأصيب 50 آخرون في تفجير انتحاري وسط تجمع بعد انتهاء مباراة في كرة القدم في إحدى القرى جنوب بغداد.. ولم تعلن أية جهة مسئوليتها عن التفجير، إلا أن تنظيم داعش شن معظم التفجيرات المماثلة التي وقعت مؤخرا.

وقال ضابط شرطة في القرية العصرية الواقعة في بلدة الإسكندرية لفرانس برس "كانوا يسلمون الجائزة للفريق الرابح عندما فجر انتحاري نفسه في الحشد". 

وأكد مصدر طبي في مستشفى الإسكندرية هذه الحصيلة، وقال الضابط إن أكثر من 50 شخصا آخرين أصيبوا. 

وتقع بلدة الإسكندرية في منطقة يسكنها الشيعة والسنة جنوب بغداد، كان يطلق عليها سابقا اسم "مثلث الموت" وتضررت بالعنف الطائفي خلال العقد الماضي. ووضعت الحكومة إخراج تنظيم الدولة الإسلامية من المنطقة على رأس أولوياتها بعد أن سيطر الجهاديون عليها في 2014. 

وتحقق ذلك خلال أشهر قليلة، وتم إخراج معظم مقاتلي تنظيم داعش من المنطقة إلا أن العنف لأسباب طائفية أو جنائية لا يزال منتشرا.
 
وكان 47 شخصا على الأقل قتلوا في انفجار شاحنة مفخخة عند حاجز تفتيش على مدخل مدينة الحلة في السادس من مارس. والتفجير كان الأكثر دموية في العراق هذا العام. 

إسطنبول تحصد


وفى 19 مارس وقع تفجير انتحاري وسط سوق تجاري بمدينة إسطنبول التركية، أسفر عن مقتل عدة أشخاص.

وتشمل قائمة القتلى إسرائيليين اثنين يحملان أيضا الجنسية الأمريكية، وإيرانيا واحدا. كما أسفر التفجير الذي وقع قرب مبنى حكومي عن إصابة 36 شخصا بجروح.

وكانت الحكومة التركية حملت مسئولية هجمات سابق على المسلحين الأكراد، وردت عليهم عسكريا.

ووقع الهجوم الأخير في شارع استقلال في إسطنبول كبرى المدن التركية في الساعة 11 قبل الظهر بالتوقيت المحلي.


عدن المفخخة


وخلف سلسلة تفجيرات إرهابية بمدينة عدن اليمينة 26 قتيلًا وعشرات المصابين، بواسطة سيارات مفخخة استهدفت الجمعة نقاط تفتيش تابعة للقوات الموالية للحكومة اليمنية. في حين تبنى داعش الهجمات، وقالت وكالة أعماق للأنباء التابعة للتنظيم إن داعش أعلن مسؤوليته عن الهجمات الثلاث وإن 27 شخصا على الأقل قتلوا فيها.


وأنهت التفجيرات هدوءا دام نحو شهر في المدينة الساحلية.

وانفجرت سيارتان مفخختان في حي الشعب على المشارف الغربية لعدن، في حين انفجرت سيارة إسعاف عند نقطة تفتيش قرب المنصورة، وسط عدن.

واستهدفت الهجمات محيط معسكر قوات التحالف العربي في حي الشعب بمديرية البريقة شمال غرب مدينة عدن، وتحديدا نقاط تفتيش للمقاومة الشعبية في المنطقة.
الجريدة الرسمية